ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اوريت لفي نسيئيل – السياسي بالكمامة

معاريف– بقلم  اوريت لفي نسيئيل – 22/10/2020

على بينيت أن يقول دون ان “يتلوى” اذا كان من سيصوت لبينيت سيحصل على نتنياهو أم أنه قادر على ان يتسامى الى زعامة من نوع آخر“.

يقلق التردي في الاستطلاعات بنيامين نتنياهو. ليس بسبب النواب الذين يحتلون مقاعد العشرية الرابعة في الليكود. فهم لا يعلونه. تعزز “يمينا” برئاسة نفتالي بينيت ومعدل المواطنين غير الراضين عن ادائه في أزمة الكورونا هم الذين دفعوه لان بان الاغلاق الثاني كان نجاحا وان يلطف شروط الخروج رغم موقف الخبراء ويهاجم بينيت الذي يضربه في نقطة الضعف– المعالجة الفاشلة للوباء.

ان الهجمة على بينيت الذي  ايد يئير لبيد كرئيس للوزراء في تصويت حجب الثقة، الى جانب القائمة  المشتركة، مصابة بالعنصرية تجاه ممثلي المجتمع العربي وبتلاعب سياسي مكشوف. فنتنياهو ايضا يتعاون مع  العرب (حسنا، ماذا في ذلك؟). فضلا عن ذلك، فانه يعرف بان “يمينا” كان يسره الانضمام الى حكومة برئاسته، لولا الدم الفاسد الذي يجري بين بلفور وبين الثنائي بينيت – شكيد.

وفقا للاستطلاعات، يعد بينيت في نظر الكثيرين مرشحا مناسبا لرئاسة الوزراء. فهو ليس مصابا بالفساد، جمع تجربة سياسية، تولى مناصب في الحكومة وفي الكابينت، ولفترة قصيرة حتى كان وزيرا للدفاع.  كان يمكنه أن يكون ابنا ربيبا لنتنياهو. فوجه الشبه بينهما اكثر من وجه الخلاف. كلاهما من  اليمين  البرجوازي، يحملان فكرا اقتصاديا رأسماليا معجبا بعالم التكنولوجيا العليا، كلاهما اجتازا مسارا عسكريا قصيرا في الوحدة الاسطورية للجيش الاسرائيلي، والانجليزية على لسانهما جيدة. ولولا  “دورة الارهاب” التي شهد بينيت بانه اجتازها لدى سارة نتنياهو، وشهادة دكتوراة في الهجمات السياسية التي اكملها منذئذ لدى بنيامين نتنياهو (بما فيها التشهيرات الشخصية به، بعقيلته غيلات وحتى بأبيه)، كان يمكنهما ان يكونا ثنائيا مظفرا. رغم كل الرواسب، فان بينيت معجب بنتنياهو. وحتى اليوم يدافع عنه ويحرص على كرامته.  يبدو أن الشرخ بينهما ليس عميقا جدا.

تكاد شعبية بينيت في الاستطلاعات تأتي من كل اطراف الطيف السياسي، من هوامش اليسار الاسرائيلي  الرقيق، عبر الوسط واليمين الليبرالي وحتى اليمين الايديولوجي. كل من ملّ نتنياهو وخاب أمله من انعدام زعامة غانتس يبحث عن بديل.

ولكن لا ينبغي الخطأ به. بينيت هو مثل  المغني بكمامة. قبيل الانتخابات للكنيست العشرين لعب دور النجم في الأفلام التي كان يتخفى فيها  في صورة التل أبيبي الذي لا يكف عن الاعتذار للجميع ولا سيما دون حاجة. وكان الخوف من اليسار واضحا. وكان شعار البيت اليهودي الانتخابي برئاسته: نتوقع عن  الاعتذار. بينيت رجل يميني صرف. يسكن في رعنانا ولكنه كان مديرا عاما لمجلس “يشع” للمستوطنين. يعتمر كيبا رمزية، ولكن عند الحاجة يستشير الحاخامين. رفض الشراكة مع ايتمار بن غبير، ولكن في قائمة أعضاء الكنيست لديه يوجد ممثلون من اليمين المسيحاني.  اما الحرب ضد الكورونا فتستخدم لديه كقصة تغطية.

يمينا هو حزب لشخصين. بينيت وشكيد. ليس له عمليا مرشحون او نشطاء مركزيون يمكن تنصيبهم في قمة القائمة التي ستتشكل. وتجربة السنوات الأخيرة تدل على أن الجمهور الإسرائيلي لا يحتسب على نحو خاص انتخابات ديمقراطية داخلية تقرر قائمة الممثلين للكنيست. وعليه، فمعقول ان تتشكل  قائمة يمينا أيضا على عجل وبلا شفافية. ان التأييد الجارف لبينيت يدل على الأجواء ويشير الى الميل. محظور الاستخفاف بالمشاعر، ولكن ينبغي أن نتذكر بان هذا قط في كيس.

لا تعولوا على بينيت. فهو التلميذ المحسن للمتهم من بلفور. وعليه، فهو يركز فقط على الكورونا ويتملص  بشكل محسوب من كل المواضيع الاخيرى موضع الخلاف: سلطة القانون، الدين والدولة، حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. كي يكون  جديرا بثقة الجمهور فان عليه أن ينزع الكمامة وان يتحدث بصراحة. مؤيدوه سيكونون قادرين على ان يحتووا رسائل معقدة وحتى معارضيه يعرفون كيف يقدروا الاستقامة والصدق. ان المجتمع الإسرائيلي الذي يعيش أزمة عميقة لا يحتاج الى زاوية للربت على الكتف، بل لزعامة لنقية اليدين ونقية العقل. عليه أن يقول دون ان “يتلوى” اذا كان من سيصوت لبينيت سيحصل على نتنياهو أم أنه قادر على ان يتسامى الى زعامة من نوع آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى