ترجمات عبرية

معاريف – بقلم الون بن دافيد – بعد الحرب بين الحروب

معاريف – بقلم  الون بن دافيد – 2/4/2021

استنادا الى احداث الاشهر الاخيرة، سيناريو تبادل الضربات مباشرة بين  اسرائيل وبين ايران، والتي بدت في الماضي شبه خيالية يصبح مؤخرا سيناريو احتمالات تحققه آخذة في الازدياد “.

من اسبوع لاسبوع تتحول المعركة التي تجري بين اسرائيل وايران من حرب سرية، غير مباشرة وباردة الى معركة مباشرة، علنية وحارة اكثر فأكثر.  على  مدى السنين كان دارجا في اسرائيل الافتراض بان ايران ستفضل  دوما العمل من اراض اخرى، مثل سوريا، العراق او اليمين، ولكن احداث الاشهر الاخيرة ترفع الى السطح مسألة هل باتت ايران  ناضجة للتجرؤ والعمل ضد اسرائيل مباشرة من اراضيها.

منذ اكثر من ثلاثة عقود تثبت في الاستخبارات الاسرائيلية فكر يقضي بان الحرب الايرانية العراقية الطويلة (1980 – 1988) خطت الى الابد صدمة في الوعي الايراني ورغبة في الامتناع عن مواجهات مباشرة. فالصواريخ العراقية التي كانت تسقط كل يوم على طهران فتهرب ملايين الايرانيين الى المدن البعيدة، خلفت ندبة عميقة في الذاكرة الوطنية ودفعت الايرانيين لان يتبنوا مفهوما امنيا يعتمد على الحرب بواسطة مبعوثين كي لا  يكشفوا مرة  اخرى مدنهم المركزية لعمليات الرد من العدو.

ومنذئذ بنت ايران  بعناية شبكة من الميليشيات والمنظمات في كل المنطقة، من حزب الله في لبنان، عبر الميليشيات الشيعية في العراق وفي  سوريا  وحتى الحوثيين في اليمن  ليشكلوا الذراع الطويلة لها  للعمل  ضد اسرائيل، الولايات المتحدة او كل عدو آخر. علي خامينئي، الذي  شغل منصب رئيس ايران في سنوات الحرب مع العراق، حرص على أن يبقي في سنوات حكمه الطويلة كالزعيم الاعلى على سياسة حذرة في استخدام القوة، التي تتطلع الى الامتناع عن المواجهة المباشرة مع دولة اخرى.

ولكن شيئا ما تغير في السنتين الاخيرتين: هجمة الطائرات المسيرة على منشآت النفط لارامكو في  السعودية (ايلول 2019)، هجمة الصواريخ على القاعدة الامريكية في عين الاسد (كانون الثاني 2020) ونار الصواريخ على سفينة بملكية اسرائيلية جزئية (اذار 2021) – اطلقت كلها من الاراضي الايرانية. باسلوب الادارة المليء من جانب خاميئني من الصعب ان نضع الاصبع على أمر واضح صدر لتغيير السياسة. ولكن واضح أن رجال الحرس الثوري يفسرون في السنوات الاخيرة اقواله كتغيير في روح القائد.  

في الجيش الاسرائيلي اجملوا مؤخرا اعمال الحرب بين الحروب تجاه ايران براحة كبيرة. فمقابل اكثر من 100 عملية اسرائيلية ناجحة في السنتين الاخيرتين – وجد الايرانيون صعوبة في ان ينفذوا ردودا ونجحوا جزئيا فقط في حالات قليلة: الضربة لسفينتين بملكية اسرائيلية وهجمات سايبر غير متطورة وعديمة المعنى على بنى تحتية ومواقع اسرائيلية.

رغم سلسلة النجاحات في الاعمال الاسرائيلية: من الجو، في البحر وفي عمليات سرية في البر – الانجاز الشامل للحرب بين الحروب محدود. فقد نجحت بالفعل في أن تبعد الايرانيين عن الحدود في الجولان ودحرتهم شرقا، ومنعت غير قليل من نقل وسائل القتال الى سوريا والى لبنان. وحسب التقارير، مست أيضا بالتمويل الذي حولته ايران الى حزب الله بواسطة ناقلات النفط. ولكن واضح ان الحرب بين الحروب وحدها لن تتمكن من اخراج الايرانيين من سوريا – هذا سيكون ممكنا تحقيقه فقط بخطوة سياسية لتوافق امريكي – روسي.

كما ان الحرب بين الحروب لا توقف مشروع دقة الصواريخ لحزب الله، الجهد لتطوير قدرة تركيب وانتاج صواريخ دقيقة على الاراضي اللبنانية. لقد نشر انه في العملية الاخيرة التي نسبت لاسرائيل في الشهر الماضي ضد السفينة الايرانية شهر اكورد في البحر المتوسط اصيبت خلاطة وقود صلبة للصواريخ، مثل الخلاطة التي اصيبت بحوامات متفجرة في بيروت قبل نحو سنتين. مثل هذه العمليات يمكنها أن تؤخر مشروع الدقة، ولكنها لا توقفه.

على كفة الانجازات يحصي الجيش الاسرائيلي ايضا تحسن الردع. فتهديدات واضحة نقلت الى الحوثيين في اليمن منعت حتى الان فقدان طائرات مسيرة وصواريخ جوالة نصبت هناك ضد اسرائيل. كما أن نصرالله رفع الى الرف حاليا مخططاته للانتقام لموت لبناني في سوريا في الصيف الماضي. ولكن النجاحات الاسرائيلية لم تسحق التصميم الايراني على الرد على سلسلة العمليات التي يعزونها لاسرائيل، وعلى رأسها تصفية رئيس البرنامج النووي محسن فخري زادة.

من غير المستبعد ان تكون ايران تتطلع الى أن تشن على اسرائيل هجمة مشابهة لتلك التي اسقطت منشآت النفط السعودية – وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ الجوالة بضربة واحدة شلت نصف انتاج النفط لكبرى الشركات ارامكو. وهم يحاولون بلا انقطاع مراكمة قدرات كهذه في سوريا، في العراق وفي اليمن ايضا، ولكنهم يجدون صعوبة في استخدامها. وحدد رئيس الاركان افيف  كوخافي احباط هذه القدرات، للصواريخ الجوالة والطائرات المسيرة، في رأس سلم اولويات الجيش الاسرائيلي.

في اسرائيل، ينبغي أن يفترضوا بان فشل ايران في  تنفيذ  هجوم كهذا من احدى المناطق المجاورة لنا،   كفيل  بان  يدفعهم للعمل مباشرة من اراضيهم. فالتنسيق الوثيق مع القوات الامريكية في العراق وفي الخليج، اضافة الى الشراكات الاسرائيلية الجديدة في العالم العربي يمكنها أن تساعد في احباط مثل هذا الهجوم. ولكن سيناريو تبادل الضربات مباشرة بين  اسرائيل وبين ايران، والتي بدت في الماضي شبه خيالية يصبح مؤخرا سيناريو احتمالات تحققه آخذة في الازدياد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى