ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  النائب يئير غولان – مصيرنا في ايدينا ..!

معاريف – بقلم  النائب يئير غولان * 24/11/2021

” المعسكر الوطني الحقيقي هو ذاك الذي يؤيد الرؤيا الصهيونية الاصلية : وطن قومي للشعب اليهودي وتحقيق هذه الرؤيا يستوجب الانفصال عن الفلسطينيين “.

ابو مازن ابن 86 ويوجد في اواخر حكمه. في المدى الزمني القريب سيطرأ تغيير زعامي للسلطة الفلسطينية. من الصعب ان نتنبأ من سيكون البديل، ولكن تعالوا نفترض ان ذاك الشخص سيميل، بخلاف محمود عباس لان يتخذ قرارات حاسمة. لنفترض أن تلك الشخصية المجهولة ستخرج في الاعلان التالي: “نحن، الفلسطينيين، يئسنا من اقامة دولة مستقلة، ولهذا فنحن نحل مؤسسات السلطة الفلسطينية ونلقي على اسرائيل بالمسؤولة الكاملة عن  المنطقة في كل الجوانب: جباية الضرائب، بناء البنى التحتية، حفظ النظام، الامن وغيرها. وحدها السلطات المحلية  تبقى على حالها، وبالطبع، نحن الفلسطينيين نطالب ان نكون مواطنين متساوي الحقوق في دولة اسرائيل”. العالم كله سيؤيد هذه الخطوة. محافل اليمين في اسرائيل سيتنفسون الصعداء – انقضى لهم خطر الدولة الفلسطينية. دفعة واحدة سنجد انفسنا  مع 2.7 مليون فلسطينيين آخرين، الذين الى جانب مواطني اسرائيل العرب سيشكلون 38 في المئة من سكان اسرائيل. معظم هذه الزيادة تعيش وتتلقى الرواتب التي هي بعيدا دون خط الفقر بمقاييس اسرائيلية. 

ما هو الاحتمال ان من خلال هذا الانضمام الطوعي سينشأ الخير لدولة اسرائيل؟ اذا استندنا الى التجربة الاقليمية والعالمية فان الاحتمال هو صفر. سنوات طويلة من الضغينة والعنف، بيوت عديدة فيها الاب، الاخ او الزوج كان في السجن الاسرائيلي، رواسب لا نهاية لها من المهانة والخوف، لن تولد الخير. لا  توجد هنا مسألة “من المحق؟”  بل حدث بشري طويل السنين كان الفلسطيني فيه مقموعا، الاسرائيلي قامعا والامكانية انه من داخل هذا الدمج للطرفين سيولد مستقبل افضل هو أمر غير معقول.

على مدى سنوات عديدة القيت محاضرات عن الامن الوطني، وفيها جميعها عدت وشددت على أن العنصر الاول في الامن الوطني لكل أمة هو “التكتل الوطني”. هذا التكتل منوط بالعلاقة التي بين القوى المفككة والقوى المكتلة في جمهور الناس ذوي الصلة. فاي احتمال يوجد لنا كأمة، اذا  كان 38 في المئة من مواطني اسرائيل عربا ، او اذا كان سيكون 47 في المئة منهم عربا، اذا ما الحقنا قطاع غزة ايضا، كما يطالب اليمين المتطرف – المسيحاني في اسرائيل؟

المدهش في هذا النقاش هو الفجوة بين المواقف السياسية  وبين الواقع اليومي لمعظم الاسرائيليين.  فمعظم الجمهور الاسرائيلي يمتنع عن المرور عبر مناطق يهودا والسامرة، غير معني بما يحصل خلف جدار الفصل، وحتى شرقي القدس هو مثابة بلاد غير معروفة بالنسبة له. من ناحية معظم الجمهور الاسرائيلي، فان ضم ملايين الفلسطينيين الى داخلنا هو ببساطة  كابوس لا يمكن قبول وجوده، ولكن من ناحية نمط التصويت السياسي في اوساط الجمهور اليهودي في معظمه، الذي يمثله 110 نائبا،  فان 72 مقعدا اعطيت للاحزاب المؤيدة للضم (بما فيها الاحزاب الحريدية)، 25 مقعدا  اعطيت للاحزاب التي ليس موقفها السياسي واضحا  حقا (يوجد مستقبل وازرق ابيض)، وفقط 13 مقعدا اعطيت للاحزاب التي تتبى صراحة الانفصال عن الفلسطينيين (العمل وميرتس). “المعسكر الوطني”، هو عمليا معسكر مناهض للوطنية، يؤمن ضمن بالقدرة على دمج شعبين معا بحجم سكاني شبه متشابه الى كيان وطني مستقر على مدى الزمن، وبخلاف مطلق لما علمتنا اياه الاحداث في منطقتنا ولا تزال تعلمنا اياه.

المعسكر المقلص، الذي كان يسمى في الماضي معسكر السلام، والذي شهد على جلدته حملة نزع شرعية لاذعة ومستمرة، هو عمليا المعسكر الوطني الحقيقي. غابي ليسكي اكثر صهيونية من ايتمار بن غبير، ميراف ميخائيلي اكثر صهيونية من دودي إمسلم وموسيه راز اكثر صهيونية من غاليت ديستل اتربيان. هذا هو الوقت للعودة الى المصادر. المعسكر  الوطني الحقيقي هو المعسكر المؤيد للرؤيا الصهيونية الاصلية: وطن قومي للشعب اليهودي – دولة حرة وديمقراطية. تحقيق هذه الرؤيا يستوجب الانفصال عن الفلسطينيين. وهذا الانفصال من الافضل ان يكون في اطار اتفاق اقليمي او في مفاوضات مباشرة. ولكن اذا لم ينجح هذان الامران، فان علينا أن نأخذ مصيرنا في ايدينا وننفصل عن الفلسطينيين باسرع وقت ممكن.  الانفصال هو الصهيونية.

* نائب وزير الاقتصاد والصناعة ونائب في الكنيست عن حركة ميرتس –

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى