ترجمات عبرية

معاريف– بقلم النائب نيتسان هوروفيتس – رئيس حزب ميرتس – الزمن لاستخلاص الدروس

معاريف– بقلم  النائب نيتسان هوروفيتسرئيس حزب ميرتس – 20/1/2021

في اليوم التالي للازمة، ينبغي العمل على تشكيل لجنة تحقيق رسمية، تسمح لنا بالتعلم مما حصل هنا. ووحده التحقيق غير المتحيز يمكنه أن ينقذنا من القصورات التالية “.

بقرار تعسفي في ظلمة الليل اتخذت حكومة اسرائيل قرارا يتناسب في نظري مع الانظمة الظلامية وبموجبه تغلق بروتوكولات ازمة الكورونا لثلاثين سنة. هكذا، في لحظة، فرضت رقابة جارفة على عملية اتخاذ القرارات في أزمة غير مسبوقة، كامل آثارها نحن لا نزال بعيدين  بعد عن معرفتها.  

المشكلة الاساسية هنا هي الثقافة الفاسدة التي تتخذ فيها القرارات في اسرائيل، دون اعتبارات بعيدة المدى، دون شفافية واشراك للجمهور، ودون قدرة على التحقيق والاستخلاص للدروس في الزمن الحقيقي.  

في هذه الازمة علقنا في زاوية حكومية، دون اي قدرة للحصول على صورة كاملة تخدمنا في ازمات كبرى في المستقبل: التغييرات المناخية، شيخوخة السكان، تغييرات دراماتيكية في عالم العمل. مثلا، احد القرارات الفاشلة التي اتخذتها الحكومة في زمن الكورونا هو عدم تحويل ميزانيات فورية للمستشفيات بين الاغلاق الاول والثاني. وكلف هذا القرار حياة واحد من اصل خمسة اسرائيليين ادخلوا الى المستشفيات في الاغلاق الثاني. مجموعة من الباحثين من جامعات رائدة – معهد وايزمن، التخنيون، جامعة بن غوريون وجامعة تل أبيب – وجدت ان هذا القصور كان يمكن منعه. قرار من هذا النوع واجب التحقيق بكل جوانبه في اليوم التالي للازمة. ولكن البروتوكولات مغلقة والنقاش الجماهيري الذي يقوم على المعطيات لن يكون.

لقد كشفت أزمة الكورونا الاهمال الاجرامي لجهاز الصحة على مدى السنين كنتيجة لسياسة اقتصادية منفلتة العقال والتنكر من المسؤولية الاجتماعية. في ولاية بنيامين نتنياهو الاولى كرئيس للوزراء، مع دان مريدور كوزير للمالية، الغيت مشاركة ارباب العمل في النفقات على الصحة. وهكذا جفف الجهاز الصحي وخلقت فيه ازمات غير مسبوقة. كما أن هكذا نشأت فجوة من نحو مليار شيكل في السنة كان يمكنها أن تكرس لبناء وحدات للتشافي وأسرة المستشفيات، بسط أجهزة الـ MRI في كل البلاد، رفع أجر الطاقم الطبي وتقليص ساعات الاختصاص. ويقود نتنياهو تجفيف الجهاز الصحي منذ قرابة 25 سنة، قبل وقت طويل من سماعنا عن الكورونا.

وأضاف السلوك في زمن الازمة الخطيئة على الجريمة: فالتمويل الحكومي، اتخاذ القرارات السياسية، عدم تفعيل شبكة الطوارئ الوطنية وغياب أدوات الاعلام الوطني التي توصل المعلومات للجمهور بشكل شفاف ومناسب للقرن الـ 21.

على مدى السنين رافقت أزمات دولية كصحافي. غطيت إعلاميا مصائب، حروب وانهيارات اقتصادية. من تجربتي الجمة في الكنيست أعرف كيف اشير الى أدوات حديثة للتصدي لمثل هذه الازمات؛ التكنولوجيات الحديثة التي تسمح باتخاذ قرارات تقوم على أساس المعرفة في الزمن الحقيقي، الشبكات الاجتماعية، الشفافية والاشراك للجمهور بشكل يحشد الجمهور ويساعد في نجاح المهمة؛ القدرة على خلق طواقم مهام دولية مع دول المنطقة او مع دول مشابهة لنا مما يسمح لنا بالتعلم منها؛ ضرورة العمل بعقل سليم ومنطق صحي – كل ما كان ينقص جدا في هذه الازمة. ان الزعماء في القرن الـ 21 لم يعد يمكنهم ان يختبئوا خلف مصالح ظلماء دون رقابة جماهيرية.

في اليوم التالي للازمة، ينبغي العمل على تشكيل  لجنة تحقيق رسمية، تسمح لنا بالتعلم مما حصل هنا. خطايا نتنياهو وحكومات اليمين لا تبدأ مع الكورونا. والازمة في المستشفيات والإهمال الاجرامي الذي يوقع المصيبة على الكثيرين، لم يولدا امس. وتمجيد التطعيمات لن يشطب الإدارة الاهمالية للازمة والكورونا الاقتصادية. كان يمكن الامتناع عن البطالة الواسعة جدا من خلال نماذج تنجح في كل العالم وبالادارة الصحيحة مع عقل سليم وزعماء مستقيمين لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية.

نتنياهو غارق حتى الرقبة في محاكمته ويبدو أن مصلحته الشخصية وبقاءه هما اللذان يوجهانه. من يغلق البروتوكولات – لديه ما يخفيه. يريد أن يطمس قصوراته. ووحده التحقيق غير المتحيز يمكنه أن ينقذنا من القصورات التالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى