ترجمات عبرية

معاريف – بقلم المحامي اوريئيل لين – مع الوجه شرقا

معاريف – بقلم المحامي اوريئيل لين – 23/11/2020

انطباعاتي من زيارتي الى دبي من الاقتصاد المتطور وحتى السلوك الشخصي“.

في 8 تشرين الثاني سافرت في رحلة جوية مباشرة الى دبي في اطار وفد ضم تمثيلا عن معهد التصدير، ارباب الصناعة والغرف التجارية. وما أن بسطت الطائرة جناحيها وبدأت تقلع حتى كان الاحساس غريبا بعض الشيء. منذ بدأت اسافر من مطار اللد الى بلدان العالم، كانت الطائرة تقلع دوما ووجهتها غربا لتكشف في الاسفل جانبا من البحر المتوسط. اما هذه المرة فكان وجهة الطائرة شرقا وما ظهر من كوة الطائرة كانت رمال الصحراء. وكان هذا يرمز لحقيقة ان دولة اسرائيل تبسط جناحيها شرقا.

وعندما عُدنا في رحلة جوية مباشرة من دبي الى اسرائيل بعد أربعة ايام من ذلك اجتاز رأيي في اتحاد الامارات وفي دبي تحولا. ففي اسرائيل نميل لان نرسم اتحاد الامارات كقبائل صحراوية تعنى أساسا بالصيد، وها هو، منذ انكشفت ذات يوم مخزونات الوقود المتحجرة مثل النفط الخام والغاز الطبيعي، أثرت الامارات ثراء اسطوريا في غضون فترة قصيرة وبدأت تبني ابراجا فاخرة، بما في ذلك البرج الاعلى في العالم. من الخطأ التفكير بهذا الشكل. ما حصل في اتحاد الامارات وفي دبي كان أمرا مختلفا تماما وذلك لان فكرهم، عبر الادارة وموقفهم من السكان والعالم حولهم ينغرس في جذور تاريخية عميقة قبل ان يكتشف السائل الاسود. وعندما لاقوا الثراء القومي، عرفوا جيدا كيف يستخدموه.

ان احد الفروع الاقتصادية الاكثر تطورا في دبي وكذا في باقي الامارات هو مناطق التجارة الحرة. وقد طوروها كفرع اقتصادي رائد منذ سنوات بعيدة. ففي العام 1996  بعد أن قررت حكومة بيرس رفع الضرائب المفروضة على التجارة ولا سيما على الجمارك المفروضة على استيراد البضائع، قرر حاكم دبي العمل بالعكس تماما. فقد الغى تماما كل ضرائب الاستيراد. وفتح ميناء دبي امام التجارة الإقليمية. وفي حقيقة الامر، اتبع منذ ذلك الحين ما نسميه اليوم مناطق التجارة الحرة.  وجاء التجار الى مدينة دبي،  ليطلبوا كميات كبيرة من البضائع بأسعار زهيدة، ولم يدفعوا ضريبة الاستيراد وسوقوها من هناك الى بلدان الخليج الفارسي وبلدان الخارجية الأخرى. لقد تبنت دبي  المفهوم الأساس للانفتاح على العالم وتشجيع التجارة الحرة. وعلى أساس هذه التقاليد تم اليوم تطوير مناطق التجارة الحرة. 7 الاف شركة نشطة في منطقة التجارة البحرية جبل عادي و 1.600 شركة في منطقة التجارية الجوية لدبي.

لقد كانت دبي في الماضي مركزا لتجارة اللؤلؤ ومركزا لتجارة الذهب. وهذه الفروع عظيمة القيمة وصلت الى أزمات عالمية. اما هم فقد عرفوا كيف  يتعلموا الدرس. كل اقتصاد دبي انتشر الى فروع اقتصادية أخرى. واليوم، إضافة الى مناطق التجارة الحرة، توجد لهم مدن انترنتية، طيران متطور، انتاج المنيوم، مركز مالي، سياحة متفرعة واستثمارات في العقارات. في السلوك الشخصي تلتقي هناك بالكياسة، الاحترام المتبادل والانفتاح على الأجانب. لا انغلاق. كل التجارة مفتوحة للجمهور. دولة خضراء يحرص فيها الجميع على النظافة الشخصية.

ان خطط حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم تناطح السحاب. وهو يتطلع لان يكون في جبهة الإنجازات العالمية، ولكن مع ذلك صمم خطة لتوسيع الأراضيالخضراء، إطالة مسالك الدراجات الهوائية، بناء أماكن للقاءات اجتماعية وحماية خاصة للحيوانات البرية. هذه دولة صغيرة توظف كل جهدها بالتنمية الاقتصادية، بتعزيز مكانتها في العالم على أساس التميز بالمقاييس الدولية وتحسين جودة حياة سكانها.

في رحلة العودة ما كان يمكنني ان أتفكر بالطاقة المستثمرة في دولتنا في سياسة متنازعة وعاصفة. كم من الجهد الوطني لدينا ضائع عبثا لانعدام قدرتنا على بناء حكم يؤدي مهامه بنجاعة ويكرس نفسه لتنمية الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة لعموم السكان.

للديمقراطية يوجد ثمن، ولكن محظور ان يكون عاليا بهذا القدر، وبالتأكيد ليس في دولة إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى