ترجمات عبرية

معاريف– بقلم المحامي اورئيل لين – رهان محسوب

معاريف– بقلم  المحامي اورئيل لين – 9/3/2021

أيها المرشحون المحترمون. نحن نفهم ان هناك فارقا بين ما يقال قبل الانتخابات وبين القرارات الهامة بعد الانتخابات. ومع ذلك، فقليلا من التوازن وقليلا من الجدية لا تضر. أنا واثق بان الجمهور يعرف كيف يقدر هذا “.

في المعركة العامة السياسية الجارية اليوم قبيل الانتخابات للكنيست الـ 24  يجدر أن تكون ايضا نقطة ما دنيا أو حد أدنى من المسؤولية الشخصية تجاه الجمهور في عرض المنافسة الشخصية. المرشحون الذين يريدون ان يبثوا الثقة. فهم يؤمنون بان هذا يجذب الاصوات. وسيقولون لنا انهم سيكونون رئيس الوزراء التالي. مسموح لهم. ولكن في كل هذا الخطاب السياسي، في فترة معركة الانتخابات، يجدر ايضا ان تظهر توازنات معينة وبعض التواضع رجل عدم تجاوز حدود  الذوق السليم او الوقوع في السخافة. واحيانا، كما يجدر بالذكر، فان التواضع والتوازن يعززان مصداقية المرشح  مقارنة بالتبجحات عديمة الاساس. جدير  جدا بنا جميعا ان نستخلص الدرس من الحالة الغريبة والمؤسفة لرئيس بلدية تل أبيب يافا رون خولدائي. فقد ظهر في رصاصة البدء الاولى في وسائل الاعلام وفي خطاب قوي وحازم مبني جيدا نقل الينا رسائل شديدة القوة واقنعنا بانه يتحدث حقا من دم قلبه. دعانا “الا نعتاد”، وفصل اوضاعا لا يريد هو ان يعتاد عليها. عدد سلسلة من المواضيع ذات طابع جماهيري سلبي وقال: “هذا ليس نحن”، ومقابل ذلك عرض سلسلة قيم ايجابية وقال: “اما هذا فنحن”.

كان غاضبا وحازما وبوجه مقفهر، بحيث اخذت الانطباع واقتنعت بجدية نواياه وأنا واثق أن هكذا حصل لكثيرين آخرين استمعوا اليه في ذاك الموقف. وقبل ان تمر ايام وفي موعد قريب جدا من لحظة ظهوره برزت في كل ارجاء البلاد يافطات كبيرة في مواقع بارزة لم تكن فيها الا صورتان شخصيتان، واحدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والثانية لرئيس بلدية تل ابيب رون خولدائي. في هذه الاعلانات الكبرى  قال لنا خولدائي بحدة وبقطع انه لا يوجد في اسرائيل الا زعيمان: رئيس  الوزراء القائم ورئيس بلدية تل ابيب يافا، واقترح على مواطني الدولة أن يقرروا من بين الاثنين يختارون. وبالفعل، هذا عرض ديمقراطي محترم. ولكن يجدر الانتباه انه لا يقول يوجد زعيمان في اسرائيل، بل يقول يوجد فقط زعيمان في اسرائيل. والتشديد على فقط. اي الغاء كل زعماء الاحزاب الاخرى. وحسب رواية خولدائي فانه هو نفسه وهو وحده البديل لرئيس الوزراء  القادم.  

أخذنا انطباعا مبهرا من الطموح ومن الحزم. ولكن بعد مرور الوقت، مسألة اسابيع، انسحب من السباق وترك لنا فقط زعيما واحدا،رئيس الوزراء نتنياهو. لا شك. تلك اليافطات السخيفة التي اعلن فيها بانه يوجد فقط زعيمان في اسرائيل نصبها بمشورة رجال العلاقات العامة الذين رافقوه. ولكن على الزعيم أن يعرف ما ينشره وما لا ينشره. يجب أن يكون هناك بعض التفكر الحقيقي وعدم الاقتناع بمشورة مدراء الحملات.

ولماذا انسحب خولدائي من السباق الهام جدا والمركزي لمستقبل الدولة بعد أن ادعى لنفسه انه منقذ الامة؟ بتقديري، لسببين اساسيين: الاستطلاعات التي لم تثني عليه فجأة، وميراف ميخائيلي، رئيسة حركة  العمل، التي رفضت أن تسير للانتخابات في شراكة مع حزبه الرضيع. لم تكن مستعدة لان تتصرف مثل عمير بيرتس في الانتخابات للكنيست الـ 23.

بدلا من أن يكافح خولدائي كي يقنع جمهور الناخبين بانه المناسب لاحتلال الحكم، لم يبدِ حتى ولا القليل من الاستعداد لمواصلة الكفاح والشرح والاقناع للجمهور بمدى ملاءمته وقدرته على الوقوف  في صف واحد مع عدة زعماء في السياسة الوطنية. هكذا جعل اللعبة السياسية رهانا وسخفا اعلاميا. اراد أن يترك منصبه كرئيس بلدية، ولكن عندما فشل، واصل منصبه كرئيس بلدية. واليوم  بالذات يحتاج خولدائي لثقة عموم سكان المدينة في جملة المشاكل الخطيرة جدا التي يقف امامها مثل استمرار تآكل  احياء الجنوب والوضع المتفاقم  للباحثين عن الملجأ بمستوى جد أساسي من الغذاء للاطفال.

اقرأ هذه الايام كتاب روبين هارس “المرأة الحديدية” وهو سيرة حياة وعمل مارجريت تاتشر. خسارة ان خولدائي لم يقرأ هذا الكتاب قبل أن يعلن عن ترشيحه. فقد كان سيفهم ان السياسة الوطنية ليست رهانا.

يمكنني أن اسمع من اعماق الماضي صوت ايتسيك مردخاي، رجل حركة الوسط الصغيرة من العام 1999، والتي ضمت ما لا يقل عن أربعة سياسيين كل منهما رأى نفسه كرئيس الوزراء. مردخاي كرر واعلن بثقة: “انا سأكون رئيس الوزراء التالي لاسرائيل”، ونال حزبه ستة مقاعد.

أيها المرشحون المحترمون. نحن نفهم ان هناك فارقا بين ما يقال قبل الانتخابات وبين القرارات الهامة بعد الانتخابات. ومع ذلك، فقليلا من التوازن وقليلا من الجدية لا تضر. أنا واثق بان الجمهور يعرف كيف يقدر هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى