ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اللواء احتياط متان فيلنائي – الخطة الواجبة

معاريف – بقلم  اللواء احتياط متان فيلنائي ، رئيس حركةقادة من اجلأمن اسرائيل – 28/2/2021

الجهد الحيوي لوقف عملية تطوير القدرات النووية العسكرية لايران يستوجب تفكرا ورؤية واسعة في اطارها يكون الاعتراف بانه لا يوجد مخطط اصح لضمان عموم المصالح القومية من الاستنفاد الاولي للمخطط الدبلوماسي بقيادة الولايات المتحدة “.

نبدأ بحقيقة غير قابلة للجدال: ايران توجد أقرب من اي وقت مضى من قدرة نووية عسكرية. وكان أحد الاسباب المركزية لذلك انسحاب ادارة ترامب من الاتفاق النووي وفرض مزيد من العقوبات بدعوى خروقات ايرانية، دحضتها الوكالة الدولة للطاقة الذرية التي تشرف على الرقابة على اعمالها. وأدت الخطوات الامريكية الى رد فعل ايراني معاكس: بدلا من اخضاعها باتجاه الطاعة، فان ايران التي تعرضت للعقوبات اختارت التقدم في برنامج تخصيب اليورانيوم وتطوير وتحسين قدراتها الى المستوى الحالي.

حقيقة اخرى لا جدال فيها هي أن تقدمها في تطوير قدرة انتاج واطلاق سلاح نووي يشكل تهديدا على دولة اسرائيل، على المنطقة وعلى كثيرين خارجها. برأيي، علينا أن نتخذ كي سبيل كي لا يكون سلاح نووي في يد ايران.

ونحن الان نوجد في مرحلة علينا فيها ان نتبنى في اقرب وقت ممكن ردا يعكس المصالح القومية لدولة اسرائيل. وتستوجب عملية اتخاذ القرارات في هذا الموضوع تثبيت الفهم في أن قيادة الولايات المتحدة وحلفائها للخطوة تخدم المصلحة الاسرائيلية، والتعاون الوثيق معها يشكل عنصرا حيويا في أمن اسرائيل بعامة وفي هذا السياق بخاصة.

لم تعد ادارة بايدن في مرحلة التلميح: ففي نيتها العمل على استئناف الاتفاق مع ايران بحيث يوقف التقدم ويعيد الى الوراء خطوات خرق الاتفاق، وعلى هذا الاساس العمل على بلورة اتفاق تواصل او جديد، يعزز الكوابح على البرنامج النووي الايراني ويمدد جدا موعد نفادها. والان، فان كل من يعد امن اسرائيل في رأس اهتمامه، جدير بان يركز على تحسين الاتفاق الاصلي وعلى الجهود للتأكد ان في المرحلة التالية ايضا ستأتي المصالح، المعرفة والمفاهيم الاسرائيلية للتعبير عن نفسها عند بلورة الاستراتيجية والخطوات التكتيكية للادارة الامريكية.
في ضوء هذا الفهم، فانه يعمل منذ بضعة اشهر فريق تفكير في حركة “قادة من اجل امن اسرائيل” على بلورة توصيات للسياسة الاسرائيلية الواجبة وللمواقف التي يجدر عرضها على الادارة الامريكية في هذا الموضوع. ويضم الفريق مسؤولية كبار سابقين في الجيش الاسرائيلي، في الموساد، في الشاباك، في هيئة الامن القومي وفي لجنة الطاقة الذرية. وكلهم خبراء ومجربون لسنوات طويلة في المسألة بكل جوانبها.

أوصى الفريق حكومة اسرائيل بتبني نهج بموجبه ينبغي بداية استنفاد المسار الدبلوماسي ودعاها لان تؤيد المبادرة الدبلوماسية الامريكية من مرحلتين، والتي بدايتها اعادة ايران الى الطاعة الكاملة والشفافة لشروط الاتفاق النووي الاصلي، والى التزاماتها الاخرى في اطار قرارات مجلس الامن، والواجبات التي فرضت عليها في اتفاقات الرقابة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما دعا الفريق الحكومة لتأكيد شراكتها في المرحلة الثانية ايضا من الاستراتيجية الامريكية، الحيوية لسد الثغرات التي ظهرت في الاتفاق الاول، لتمديد مفعوله، وللمعالجة الموازية لتهديدين آخرين: تطوير صواريخ تسمح باطلاق قنبلة نووية، والسلوك المغامر لايران في المنطقة وعلى طول حدود اسرائيل. اضافة الى ذلك، اوصيت حكومة اسرائيل بان تطلب من الادارة في واشنطن ان  توضح  منذ الان بان ادارة بايدن ملتزمة بقدر لا يقل عن سابقتها بمنع تسلح ايران بسلاح نووي، حتى لو فشلت الجهود الدبلوماسية.

ان التهديد الايراني خطير وجدي بحيث يعفي من يؤيد هذا النهج أو يعارضه انفسهم من التعمق في المسألة والتصدي للاعتبارات الموضوعية من خلال توجيه الاتهامات المتبادلة من “قارعي طبول الحرب” من جهة و “السذج الذين يصدقون الايرانيين” من جهة اخرى.  

أكثر من 300 عضو في حركة القادة يحترمون اعتبارات من يفكروا بخلافهم. ولكن في ختام عشرات السنين من الخدمة في كل اطر الاستخبارات، التقدير العملياتي لاجهزة الامن الاسرائيلية، فان التهديد الايراني معروف لنا جيدا، وهكذا ايضا قدرات ايران في الماضي وفي الحاضر.

ان الجهد الحيوي لوقف عملية تطوير القدرات النووية العسكرية لايران يستوجب تفكرا ورؤية واسعة في اطارها يكون الاعتراف بانه لا يوجد مخطط اصح لضمان عموم المصالح القومية من الاستنفاد الاولي للمخطط الدبلوماسي بقيادة الولايات المتحدة. والان، حين يكون واضحا بان ادارة بايدن تبنت هذا النهج بالفعل، فيجدر بالقيادة السياسية الامنية ان تدرس توصياتنا وتعمل في اقرب وقت ممكن على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في الموضوع. اما الخلافات التكتيكية المحتمة فيجب استيضاحها في الغرف المغلقة وليس على رؤوس الاشهاد كما يجدر بحليفين وقيادتين راشدتين ومسؤولتين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى