ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اللواء احتياط عمرام متسناع – إنتهى عصر الكبت

معاريف– بقلم  اللواء احتياط عمرام متسناع – 16/2/2021

” سواء تحدث رؤساء الاحزاب عن ذلك قبل معركة الانتخابات، ام عملوا ذلك بعدها، يجدر بان يفهم الجميع بان مسيرة سياسية حقيقية فقط ستحمي اسرائيل من خصومها في المنطقة، من القضاة في لاهاي ومن نفسها ايضا “.

لا جدال في الازدواجية الاخلاقية لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي التي وجدت من الصواب التحقيق مع دولة اسرائيل والتجاهل التام لجرائم الحرب لدول العالم. ولكن الى جانب الاقوال الحادة والتنديدات، فاننا مطالبون أن نسأل: ماذا بعد؟ كيف ينبغي لدولة اسرائيل أن تتصدى للواقع الذي يلطم وجهنا المرة تلو الاخرى؟ نظام احتلال على ملايين الفلسطينيين، المستوطنات في المناطق والفصل بين اليهود والعرب تخلق اوضاعا مستحيلة وتتسبب لاسرائيل بان تكون عرضة لانتقاد شديد في ارجاء العالم. بالمقابل، فان مواصلة تجاهل دولة اسرائيل للحاجة للانفصال عن الفلسطينيين، من شأنها أن تكلفنا غاليا.

المسألة السياسية لا توجد، كما هو معروف، على جدول الاعمال العام منذ زمن بعيد، لا من اليسار ولا من اليمين. ومعركة الانتخابات الحالية، مثل سابقاتها، تتركز على محاولات الحفاظ على الحكم القائم مقابل الجهد لتغييره. كل هذا يحصل بينما في الخلفية ازمة الكورونا، الازمة الاقتصادية التي تحل على بيوت كثيرة في اسرائيل ومحاكمة نتنياهو، وهي امور تجعل المسألة السياسية هامشية مرة اخرى، بحيث تبدو ظاهرا وكأنها غير ذات صلة. ولكن حتى لو كان في نظر الجمهور وقسم من منتخبيه يعتبر النزاع على سبيل الخطأ موضوعا هامشيا، ففي نظر الاسرة الدولية هذه مسألة ملحة بل وحتى قابلة للانفجار. بعد أربع سنوات من حكم ترامب، في اثنائها كانت اسرائيل محمية من القوة العظمى الاقوى في العالم، تأتي الصحوة. كل من له عينان في رأسه يتوقع اليوم الذي يطرح فيه مرة اخرى الاحتلال والضم العملي في المناطق على طاولة المباحثات. وها هو، امام ناظرينا يرفع الواحد تلو الاخر الاعلام التي تشير الى أنه انتهى عصر الكبت. تصريحات ادارة بايدن وتهديدات المدعي العامة في لاهاي هي فقط مؤشرات أولية على عودة الموضوع الى جدول الاعمال العالمي.

ليس تهديدات المدعي العامة في لاهاي ولا الانتقاد الدولي – سواء  كان محقا أم مزدوج الاخلاق – هي التي ينبغي أن تملي علينا خطانا. الامر المركزي الذي ينبغي أن يقض مضاجع الجمهور الاسرائيلي هو الواقع الذي يعتمل تحت انوفنا ومن شأنه أن يتفجر لنا في وجوهنا. عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين في الاسابيع الاخيرة يصل الى ذرى جديدة. الى جانب ذلك، نشهد عمليات افراد في الضفة. واذا اضفنا الى ذلك الواقع الصعب في السلطة الفلسطينية فان الصدام التالي يوجد خلف الزاوية،  وثمنه سيكون أمنيا، سياسيا، اقتصاديا واخلاقيا. ان التصدي للمسألة المتفجرة في الساحة العسكرية – الامنية فقط اثبت منذ الان فشله، ومطلوب هنا تغيير في التفكير واستيعاب بانه لا يمكن ادارة النزاع على مدى الزمن بل يجب حله حول طاولة المباحثات من خلال السعي الى دولتين. الخطط موجودة منذ الان، ولا حاجة الا الى اخراجها من الجوارير والعمل مع الولايات المتحدة ومع حلفائنا الجدد والقدامى من الدول العربية كي نصل الى اتفاق تاريخي.

سواء تحدث رؤساء الاحزاب عن ذلك قبل معركة الانتخابات، ام عملوا ذلك بعدها، يجدر بان يفهم الجميع بان مسيرة سياسية حقيقية فقط ستحمي اسرائيل من خصومها في المنطقة، من القضاة في لاهاي ومن نفسها ايضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى