ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اللواء احتياط رون تيرا – اختبار النتيجة

معاريف– بقلم  اللواء احتياط رون تيرا – 7/3/2021

هناك من يدعي بان احدى فضائل حكومات العقد الاخير هي الامتناع عن المخاطرات والمغامرات. ولكن الادمان على الهدوء في المدى القصير يؤدي الى الا تكون اسرائيل لاعبا جديا في اللعبة الايرانية “.

فشلت حكومات اسرائيل في العقد الاخير في مواجهة ثلاثة تحديات الامن الاساس: المشروع النووي الايراني، تسلح حزب الله بسلاح دقيق وتموضع ايران في  المجالات المهددة لاسرائيل.  وليس  في اختبار النتيجة فقط نجد أن ايران هي التي تصمم الواقع، بل ان حكومة اسرائيل لم تطرح استراتيجية حقيقية لوقف جهود النووي، الدقة والتموضع.

لقد بنيت الاستراتيجية الايرانية للتقدم في المشروع النووي بخطوات صغيرة ومقنونة وممتدة (بمعنى ان سياقات تطوير مشابهة جرت في عدد متزايد من المواقع )، وتبث قوة رادعة تتجاوز قوتها الحقيقية. وكان التوقيت المثالي للهجوم على المشروع النووي في بداية العقد السابق، وكان ينبغي لهدف الهجمات أن يكون تغيير الالية وتحدي الاستراتيجية الايرانية. وكانت ايران ستضطر الى الاختيار بين استمرار التقدم بخطوات صغيرة وبين محاولة الانطلاق نحو النووي والازمة الحادة والفورية مع القوى العظمى. لم تكن لايران في حينه قدرة رد ذات مغزى وصورتها الرادعة كانت ستتضرر، وكانت ستتشكل  للقوى العظمى اوراق مساومة جديدة. وكان التمدد للبرنامج النووي في حينه لا يزال  متدنٍ نسبيا.  

غير أن حكومة اسرائيل هددت، ولكنها امتنعت عن الهجوم. وحركت التهديدات الاسرائيلية ادارة اوباما لان تأخذ  الملكية على الموضوع الايراني وهكذا سد الطريق على تهديد الهجوم. وذلك لانه كان سيقوض بشكل مباشر الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة. قاطعت حكومة اسرائيل بصبيانية الدبلوماسية الامريكية ولم تؤثر على المفاوضات مع ايران. وعندما تبلور  الاتفاق،  سافرنتنياهو على عجل لالقاء خطاب في  الكونغرس في محاولة لمنعه، ولكن هذا الجهد ايضا فشل  بل  وقوض العلاقات مع الادارة ومع الحزب الديمقراطي؛ خطأ ثمنه تدفعه اسرائيل حتى اليوم  في العلاقات مع ادارة بايدن.

ضغط نتنياهو على ادارة ترامب  الغاء الاتفاق النووي، ولكن لم تعرض استراتيجية بديلة للاتفاق. اما الزمن الذي جلس فيه ترامب في البيت الابيض، حتى بعد الغاء الاتفاق فلم يستغل بنجاعة لتحقيق اي هدف.  وهكذا، فان ايران قريبة اليوم من النووي اكثر من اي وقت مضى.اضافة الى ذلك لم يعرض نتنياهو  استراتيجية محدثة تستهدف حماية المصالح الحيوية الاسرائيلية في ظروف ترغب فيها الولايات المتحدة في اتفاق ليس جيدا لاسرائيل.

تطلعت ايران وحزب الله لاستغلال الحرب الاهلية في سوريالتسليح حزب الله بسلاح متطور، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة. عمليا، تتطلع ايران لتطوير قدرة توجيه ضربة نوعية الى الجبهة الداخلية المدنية والعسكرية لاسرائيل، وذلك من المسافة القريبة لاسرائيل. وردا على ذلك، شرعت اسرائيل، وفقا لتقارير اجنبية، بسلسلة هجمات موضعية في سوريا وفي مجالات اخرى. تكيفت ايران وحزب الله مع الهجمات، وضمن امور اخرى غيرتا طريقة تسليح حزب الله بسلاح دقيق، من نقله عبر سوريا الى  الانتاج والتحويل على الاراضي اللبنانية. حكومة اسرائيل هددت مرة اخرى، ولكنها امتنعت عن الهجوم في لبنان. وهكذ فان حزب الله يحوز اليوم مئات الصواريخ الدقيقة ويواصل مساعيه للانتاج والتحويل. فضلا عن ذلك، لم تعرض الحكومة استراتيجية محدثة تستهدف منع جهود التسلح المستقبلية لحزب الله، بمعنى انه من الصعب أن نرى ما الذي سيوقف منظمة الارهاب من التسلح بمئات اخرى بل وربما الاف الصواريخ الدقيقة.

ان المعركة بين الحروب التي تديرها اسرائيل تستهدف ايضا منع التموضع الايراني في المجالات التي تهدد مصالح اسرائيل الحيوية. ومع ان اسرائيل تبتهج للنجاح التكتيكي للهجمات، الا انها تتجاهل الحقيقة في أنه على المستوى الاستراتيجي لا تحيد الهجمات ايران عن مسارها. في كل يوم يمر تكون ايران هي التي تصمم الواقع في اجزاء من سوريا والعراق، وبجوار مسالك الملاحة الاسرائيلية. وفي كل يوم يمر، تخصب ايران المزيد من اليورانيوم وحزب الله يتسلح بمزيد من الصواريخ الدقيقة. هناك من يدعي بان احدى فضائل حكومات العقد الاخيرهي الامتناع عن المخاطرات والمغامرات. ولكن الادمان على الهدوء في المدى القصير يؤدي الى الا تكون اسرائيل لاعبا جديا في اللعبة الايرانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى