ترجمات عبرية

معاريف– بقلم العميد احتياط يوسي كوبرفاسر – ساعة العمل

معاريف– بقلم  العميد احتياط يوسي كوبرفاسرعضو في حركة الامنيين وفي السابق رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات25/2/2021

تخلق إدارة بايدن الانطباع بان العدوان الإيراني يستجاب بالمصالحة. وعلى إسرائيل ان توضح للامريكيين مخاطر هذه السياسة على امنها“.

في ختام زيارة قصيرة الى طهران، على خلفية نية ايران منع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجراء رقابة مفاجئة في مواقع النووي المعلنة، أفاد رئيس الوكالة رفائيل غروسي، حسب التقارير، بانه  توصل الى تسوية بموجبها يبقى مراقبو الوكالة في الدولة وتستمر الرقابة، ولكن بحجم ضيق. ورغم محاولة بث النجاح، فان بيان غروسي مقلق ويبعث على تخوف شديد من أن اجراءات الضغط الايرانية تحقق هدفها بالفعل: حمل الولايات المتحدة على العودة السريعة الى الاتفاق دون انجازات ذات مغزى حيال الايرانيين.

ان قرار ايران منع الزيارات المفاجئة لمراقبي الوكالة هو الاخير في سلسلة خطوات استفزازية في مجال النووي اتخذها الايرانيون وفقا للقانون الذي تبناه البرلمان الايراني في كانون الاول الماضي بهدف ممارسة الضغط على الغرب لالغاء العقوبات على الدولة والعودة الى الاتفاق النووي، الذي يسمح لايران بالتقدم بسرعة الى سلاح نووي في غضون عشر سنوات، دون تخوف من عمل عسكري او ضغط اقتصادي على النظام. في اطار هذه الخطوات بدأت ايران، ضمن امور اخرى، تخصيب اليورانيوم الى مستوى عال بمعدل 20 في المئة، مما يقربها الى مستوى تخصيب اللازم للاستخدام العسكري. ومنذ دخول بادين البيت الابيض يتخذ الايرانيون هذه الخطوة بعيدة المدى كي يشككوا بفرضية الادارة الجديدة بان بوسعها أن تحقق اتفاقا متجددا ومحسنا بين ايران والقوى العظمى. الايرانيون، مثل المتاجرين في البازار، يشخصون حماسة الادارة للعودة الى الاتفاق كضعف، وبالتالي رغم ضائقتهم الاقتصادية ودونيتهم العسكرية، لا يعتزمون تقديم مقابل اعلى عن الثمن الاصلي بل يبثون بان “البضاعة” ستنفد قريبا كي يضغطوا “الزبون”.

والى ذلك، وعلى خلفية القلق والتحذيرات من جانب الولايات المتحدة واوروبا، عاد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف واوضح بان ليس لايران اي نية للبحث في اتفاق نووي آخر. كما أن الزعيم الاعلى لايران علي خامينئي قال ان ايران يمكنها أن تحقق سلاحا نوويا اذا ارادت ذلك. وبالتوازي اطلقت صواريخ نحو السفارة الامريكية في بغداد وذلك بعد أن اطلقت مؤخرا صواريخ نحو قاعدة في مدينة اربيل في شمالي الدولة.

شيء من كل هذا لا يمنع الادارة الجديدة في واشنطن من التمسك بنيتها العودة الى الاتفاق النووي الخطير والقيام ببادرات طيبة تجاه ايران وفروعها. بدء بازالة الحوثيين، حلفاء ايران في اليمن عن قائمة منظمات الارهاب؛ عبر ازالة القيود على الدبلوماسيين الايرانيين المقيمين في الولايات المتحدة، وحتى الاعلان عن الاستعداد للشروع في مفاوضات مع ايران على شكل العودة الى الاتفاق – إدارة بايدن تخلق الانطباع بان العدوان (الايراني) يستجاب المصالحة (الامريكية).

لقد انطلق القطار من المحطة منذ زمن بعيد، وعلى اسرائيل أن تعمل بسرعة وبتنسيق مع اصدقائها العرب كي توضح للامريكيين المخاطر على امنها وامن اصدقائها في هذه السياسة والتي بموجبها تتخلى الولايات المتحدة عن روافع الضغط لديها على ايران قبل دخول محتمل  الى مفاوضات معها. ينبغي ايجاد السبيل بل وربما من خلال تشديد العقوبات، لالزام ايران على قبول اتفاق يمنعها حقا من الوصول الى قدرة للتزود بسلاح نووي. لقد نشرت حركة الامنيين مؤخرا توصياتها للادارة الجديدة في الموضوع الايراني، ولعل هذا الوقت لان يقترح على اصحاب القرار في اسرائيل ايضا مراجعة الوثيقة، او على الاقل وضع سياسة مرتبة وثابتة على خلفية التطورات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى