ترجمات عبرية

معاريف – بقلم العقيد احتياط ميخائيل ميلشتاين – الكورونا كفرصة لاعادة بناء العلاقات مع الفلسطينيين

معاريف – بقلم  العقيد احتياط ميخائيل ميلشتاين- 16/3/2020

على اسرائيل أن تستعد لتصعيد دعمها المدني للساحة الفلسطينية في صالح الحفاظ على الاستقرار الامني، ولكن هذا الهدف سيكون اصعب مما في الماضي في ضوء التحدي الاقتصادي المتفاقم الذي تقف اسرائيل امامه هذه الايام “.

ما كان يمكن للكورونا ان تندلع في توقيت أكثر اشكالية فيالسياق الاسرائيلي – الفلسطيني. فالوباء يقع حين تكون علاقات اسرائيل والسلطة في أزمة عميقة بسبب “صفقة القرن”، وفي قطاع غزة تتعلق التهدئة الهشة بشعرة. ولكن كلما مر الوقت يتبين أن التهديد المشترك كفيل بان ينطوي على الفرص ايضا.

يجسد وباء الكورونا أولا وقبل كل شيء الصلة الوثيقة بين اسرائيل وبين الضفة وقطاع غزة على المستوى الاقتصادي – المدني. الفلسطينيون متعلقون باسرائيل بجوانب التشغيل، الحركة والمساعدة بينما قوة العمل الفلسطيني حيوية جدا لاسرائيل. في اوساط الطرفين يتطور اذن خوف عميق من اغلاق تام للحدود من شأنه ان يكون ذا آثار استراتيجية.

في الضفة تتباهى السلطة بانها نجحت في السيطرة على انتشار الكورونا، ولكن بالتوازي يعشعش في الحكم وفي الجمهور الفلسطيني خوف من منع واسع وطويل لخروج 120 الف عامل للعمل في اسرائيل وفي المستوطنات – الامر الذي  سيقوض نسيج الحياة المدني، الذي هو الاساس الحقيقي للهدوء النسبي في الضفة. ينغرس هذا الفهم في عمق التفكير لدى اسرائيل التي امتنعت حتى الان عن فرض قيود واسعة على العلاقة المدنية – الاقتصادية مع الضفة. في قطاع غزة الوضع اكثر تعقيدا. حتى الان وان كان لم يكتشف بعد حاملون للكورونا في المنطقة، ولكن مستوى الخوف لدى الجمهور الغزي عالٍ ولا سيما لانه واضح له بان ليس لدى حكم حماس الوسائل لمعالجة المرض اذا ما وعندما ينتشر في المنطقة.  دروس الماضي علمته بانه توجد صلة وثيقة بين الواقع المدني وبين الواقع الامني في المنطقة، وهذه المرة ايضا يمكن ان توجه الازمات المدنية، فما بالك الاحتجاج ضد حماس، نحو الاحتكاك مع اسرائيل.

ولكن تحدي الكورونا كفيل بان ينطوي ايضا على عدد من الفرص. أولا، تركيز كل الاطراف على الموضوع كفيل بان يساعد على تخفيض خطر الاحتكاك العنيف في المدى القريب، ولا سيما في غزة. والمساعدة التي تقدمها اسرائيل للفلسطينيين في مجالات الكورونا كفيلة بان تساعد على تخفيف معين لحدة التوتر مع السلطة، ومع القطاع – لتشكل رافعة لانتزاع تنازلات من حماس، في كل ما يتعلق بالحفاظ على الهدوء الامني مثلا. على اسرائيل أن تستعد لتصعيد دعمها المدني للساحة الفلسطينية في صالح الحفاظ على الاستقرار الامني، ولكن هذا الهدف سيكون أصعب مما في الماضي في ضوء التحدي الاقتصادي المتفاقم الذي تقف اسرائيل   امامه هذه الايام.

العقيد احتياط ميخائيل ميلشتاين ، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه دايان في جامعة تل أبيب.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى