ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  العقيد احتياط د. عيران ليرمان – نقطة لقاء

معاريف – بقلم  العقيد احتياط د. عيران ليرمان –  نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والامن، كان في الماضي نائب رئيس مجلس الامن القومي ومسؤول كبير في شعبة الاستخبارات – 21/11/2021

”  من خلف الميل الايجابي لعلاقات اسرائيل ومصر توجد المصالح المشتركة للدولتين. من المهم تطوير هذه المصالح بكل جوانبها “.

لمن اعتاد على البرودة من القاهرة، فان البادرات الطيبة هي الاخرى مؤشر للتغيير في  مواقف القيادة المصرية. ما يمكن ان يصنف كبادرة طيبة هي اعلام اسرائيل التي رفعت في قمة السيسي – بينيت، رحلات شركة الطيران المصرية الى مطار بن غوريون، وفي الاخيرة الاخيرة – صورة جماعية للقاء التنسيق العسكري، التي  نشرت في وسائل الاعلام. كل هذه هي مثابة مؤشرات علنية على تحول استراتيجي آخذ في التحقق. كما انعكس هذا ايضا في اللقاء الامني بين رئيس هيئة الامن القومي ايال حولتا، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. الى جانب ذلك، من المهم تبريد النشوى لان الوضع بعيد من ان يكون علاقات سلام مثالية. فالرئيس المصري، يحرص على الا يكشف معظم الضباط المصريين على الاتصال بالجيش الاسرائيلي، ولا يحدث تغييرا شاملا في الشكل السلبي، بل واحيانا اللاسامي، الذي تغطى فيه اسرائيل في الاعلام المصري.

ومع ذلك، فان الخطوات الايجابية التي يحركها السيسي تقوم على اساس مصالح مشتركة للدولتين: اولا، مكافحة الارهاب الاسلامي للواء سيناء من داعش، والتي يوجد اساس للتقدير بان اسرائيل تساعد فيها. والنتائج واضحة: في السنتين الاخيرتين قمعت (ان لم تكن صفيت) قدرة داعش على تنفيذ العمليات بحجم واسع ضد قوات الامن المصرية وضد اهداف مدنية. 

ثانيا، يحاول السيسي الاقتراب من ادارة بايدن. فالقرار بالغاء قوانين الطوايء الموجودة في مصر منذ  1967 يلوح كبادرة طيبة لدوائر ليبرالية في مصر وللادارة الامريكية. وفي المغازلة لواشنطن يوجد لاسرائيل دور كعامل مؤيد من خلف الكواليس. صحيح أن الولايات المتحدة علقت 130 مليون دولار من رزمة المساعدة لمصر، لكن سجلت نتيجتان في المساعي لاحداث ترميم لمكانتها: 

  1. الولايات المتحدة اختارت ان تجري مرة اخرى مناورة “نجم لامع” على الاراضي المصرية. 2. وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن اجرى حوارا استراتيجيا في واشنطن مع نظيره المصري سامح شكري في مسائل هامة، بما فيها الجهود المصرية لمنع الحكومة الاثيوبية من تفعيل سد النهضة.

ثالثا، لاسرائيل ولمصر توجد مصلحة مشتركة في تحقيق مساعي التسوية في غزة. وتؤدي مصر دورا رائدا، حتى وان كان التمويل يصر من مصادر اخرى.

 رابعا، تتشارك الدولتان في المحاولة لاقامة اطار  للبحر المتوسط يكون ذا جانب اقتصادي – متعلق بالطاقة بوضوح، ولكن ايضا مع معان سياسية – استراتيجية. الى جانب ذلك مع لقاءات القمة اسرائيل – اليونان – قبرص يوجد ايضا منتدى الغاز لشرق البحر المتوسط الذي مصر واسرائيل عضوتان فيه، ويستهدف ضمن امور اخرى لجم تطلعات اروغان للهيمنة الاقليمينة. 

خامسا، حتى لو لم يكن لمصر مصلحة في التصدي للتهديد الايراني. فانها تعتمد، اقتصاديا وسياسيا – ليس فقط على الولايات المتحدة بل وايضا على دعم السعودية والامارات. هذا يضع اسرائيل ومصر في نقطة لقاء ويؤكد وعي السيسي لقيمة شبكة العلاقات.

من المهم تطوير العلاقات، منح مساعدة هادئة للمصلحة المصرية في الساحة الامريكية الداخلية وتثبيت منظومة القوى في شرق البحر المتوسط. الميل اليوم  ايجابي، ومحظور النسيان بان للاستقرار المصري ولتوجهها السياسي توجد اهمية اولى في سموها لمستقبل دولة اسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى