ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  العقيد احتياط د. عيران ديرمان  – نقطة لقاء

معاريف – بقلم  العقيد احتياط د. عيران ديرمان  – نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والامن، وكان نائب رئيس مجلس الامن القومي ومسؤول كبير في شعبة الاستخبارات – 16/1/2022

” الى جانب الخلافات في مواضيع ايران، الصين والنزاع الاسرائيلي الفلسطيني، توجد على الاقل مسألة مركزية واحدة تتداخل فيها مصالح امريكا واسرائيل “.

“القمة من أجل الديمقراطية”، التي عقدت في كانون الاول 2021 بشكل افتراض بقيادة الولايات المتحدة، كانت في اعقاب فعل رمزي: سلسلة خطابات قصيرة، بما فيها ثلاث دقائق لرئيس الوزراء بينيت، فيما أن هدف الرئيس بايدن كان الاشارة الى الصين وروسيا بان الولايات المتحدة عادت لقيادة ما درجنا ذات مرة على أن نسميه “العالم الحر”. 

من ناحية سياسية، في المنظور الاقليمي، لعل الرسالة الاهم كانت تكمن في من لم يدعَ: كل الدول العربية، باستثناء ايران وتركيا. هذا التعبير الحاد للاستياء تجاه دول مثل تركيا، العضو في الناتو، تجاه انظمة الحكم فيها وسياستها هو جزء من انعطافة استراتيجية في موقف واشنطن من ميزان القوى في شرق البحر المتوسط؛ انعطافة تنسجم مع المصالح الحيوية لاسرائيل. 

الادارة الامريكية السابقة ايضا رحبت بخطوات التقارب في المثلث اسرائيل – اليونان – قبرص، مثلما رحبت بقيام منتدى الغاز لشرق البحر المتوسط، لكن في عهد ترامب وقف امام هذا الميل ايضا نهج ودي صرف تجاه تركيا وتجاه اردوغان شخصيا. أما الان فيبدو أن موقف الادارة اكثر وضوحا بكثير. فمنذ عهد ترامب رفعت الولايات المتحدة حظر السلاح عن قبرص. وبالتوازي، اتسع نطاق النشاط العسكري المشترك مع اليونان، بما في ذلك المشاركة في المناورات. على مستوى الاقتصاد – الطاقة، أعطت الولايات المتحدة مؤخرا تعبيرا عن شكوكها المهنية بالنسبة لجدوى مشروع انبوب شرق البحر المتوسط الذي كان يفترض أن ينشأ بمساعدة تمويل اوروبي ويسير الغاز المصري، القبرصي والاسرائيلي من الحقول في شرق البحر المتوسط الى اليونان ومن هناك الى اسواق اوروبا.  غير أن هذا ليس انسحابا امريكيا من الخطة بل بحثا عن امكانيات مجدية اكثر من ناحية اقتصادية: مثلا، تمديد كابل طاقة تحت بحري يربط اوروبا بمحطة توليد طاقة كبيرة تقام في قبرص وتشغل بالغاز من مصادر مستقلة، ولكن اساسا مصرية واسرائيلية. 

لاسرائيل توجد بطبيعة الاحوال مصلحة كبيرة في توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة وبين هذه الدول. يحتمل أن يكون في ذلك ايضا ما يقنع القيادة في انقرة بان لا مفر من المفاوضات – ربما برعاية مشتركة من الولايات المتحدة واوروبا – على تسوية متفق عليها لخط الحدود في المياه الاقتصادية لدول شرق البحر المتوسط. مهم لاسرائيل، لمصر ولقبرص ان تتأكد بان قدرتها على الوصول المباشر الى اليونان، ومن هناك الى ما ورائها لن تكون تابعة لاذن تركي. 

في ورشة عمل الشبكة التي سيعقدها قريبا معهد القدس للاستراتيجية والامن بمناسبة عام على ولاية ادارة بايدن، ستطرح بلا شك سلسلة من المواضيع التي تلوح منها او تتسع فيها  فجوة بين مواقف الولايات المتحدة ومواقف اسرائيل، وعلى رأسها ايران والمحادثات في فيينا، ولكن ايضا المسألة الفلسطينية بل والسلوك تجاه الصين. ولكن على الاقل في مسألة مركزية واحدة – مكانة اسرائيل كجزء من منظومة قوى جديدة في شرق البحر المتوسط – فان موقف الادارة الحالية  يخلق لقاء مصالح هام بين القدس، القاهرة، اثينا، نيقوسيا وواشنطن.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى