ترجمات عبرية

معاريف– بقلم البروفيسور ايتان غلبوع – منفخة السلام

معاريف– بقلم البروفيسور ايتان غلبوع ، محاضر وخبير فيالشؤون الامريكية والاعلام الدولي في جامعة بار ايلان – 16/9/2020

الاتفاقات مع الامارات والبحرين هامة ولكنها لا تشبه الاتفاقات السابقة مع دول عربية اخرى. نتنياهو وترامب بحثا عن صورة نصر تغطي على اخفاقاتهما في ازمة الكورونا ومشكوك أن يلبي الاحتفال في البيت الابيض أمانيهما “.

إن التحول في العلاقات بين الدول من الحرب الى السلام هو دوما حدث دراماتيكي، وهو لا يعصف فقط بالشعوب ذات الشأن. فالعالم يتأثر إذ يرى اعداء الداء يستبدلون العداء بالصداقة. قبائل هندية انتقلت من الحرب الى السلام عقدت احتفالات دخن فيها زعماؤهم “منفخة السلام”، وكي يبشروا العالم بانجاز السلام، نفخوا الدخان الى أربعة اتجاهات السماء. وفي العصر الحديث، يترافق مثل هذا الحدث واحتفالات مؤثرة  تبث بشكل حي ومباشر في التلفزيون وفي الانترنت الى كل اطراف العالم.  

بدأ الرئيس جيمي كارتر تقاليد اجراء احتفالات السلام بين اسرائيل والعرب في البيت الابيض. عقد الاحتفال الاول في ايلول 1978 بمناسبة التوقيع على اتفاقات كامب ديفيد بين اسرائيل ومصر، وبمشاركة مناحم بيغن وأنور السادات. وعقد الاحتفال الثاني بمناسبة التوقيع على اتفاق السلام بين هذين الشخصين في ذات المكان في اذار  1979. أما ثنائي الاحتفالات التالية فبادر اليهما وانتجهما الرئيس بيل كلينتون. فرغم أن  الولايات المتحدة كانت خارج المحادثات السرية بين اسرائيل وم.ت.ف، بسط كلينتون رعايته على الاتفاق الذي حققاه وعقد احتفال السلام في البيت الابيض في ايلول 1993 بمشاركة رابين وعرفات. وبعد سنة، وقع كلينتون، رابين والملك حسين على  اتفاق السلام مع الاردن في احتفال عقد هذه المرة في العربا. شارك في كل هذه الاحتفالات الاف الاشخاص وبثها الى كل العالم الاف الصحافيين.

لقد كان هدف الاحتفالات تجنيد الرأي العام المؤيد للاتفاقات في اوساط الدول الموقعة، واستهدف عقدها في البيت الابيض تجسيد الاسناد الذي منحته لها الولايات المتحدة والاسرة الدولية. في اسرائيل كانت معارضة للتنازل عن سيناء مقابل اتفاق السلام. وفي مصر ساد عداء تجاه العلاقات مع اسرائيل. واقسمت م.ت.ف واسرائيل الا تعترف الواحدة بالاخرى والا تدير مفاوضات معها. ورغم العلاقات الطيبة بين الحسين والزعماء الاسرائيليين كن شعبه العداء لاسرائيل. واستهدفت الاحتفالات تقليص  المعارضة الجماهيرية للاتفاقات في العالم العربي وفي اسرائيل وخلق آلية بناء ثقة وتطبيقات كاملة على الارض.

ان الاتفاقات مع اتحاد الامارات والبحرين هامة، ولكنها لا تشبه على الاطلاق الاتفاقات والاحتفالات السابقة. فلا يدور الحديث عن اتفاقات سلام بين دول قاتلت الواحدة الاخرى.  هذا تطبيع لعلاقات توجد منذ عقدين. لا توجد معارضة للاتفاق مع اتحاد الامارات في الدولتين، وبخلاف العالم العربي الذي شجب وقاطع مصر على السلام الذي عقدته مع اسرائيل، فان معظم العالم العربي يرحب اليوم بالتطبيع مع اتحاد الامارات والبحرين. في الاحتفالات السابقة شارك رؤساء الدول. هذه المرة مثّل الطرفين العربيين، وزيرا الخارجية فقط. ورسمت الاحتفالات السابقة الطريق، ولكن لم يكن واضحا اذا كانت الاطراف ستنفذه. اما هذه المرة فوتيرة التطبيع اسرع من الاحتفال.

بحث ترامب ونتنياهو عن صورة نصر تغطي على اخفاقاتهما المعيبة في ادارة ازمات الكورونا القاسية. وفي الانتخابات للرئاسة القريبة يتخلف ترامب عن خصمه بايدن، ولا توجد في جعبته اي انجازات في السياسة الخارجية. وسيعظم الاحتفال بصخب انجازا دبلوماسيا. كما أن الاحتفال يجدي نتنياهو لانه يجسد مكانته الدولية ويصرف الانتباه، مؤقتا على الاقل، عن أزمة الكورونا. وبسبب الازمة الاقتصادية القاسية، لم تجدي احتفالات السلام المؤثرة لكارتر نفعا في أن يحظى بولاية ثانية. وترامب يوجد اليوم في وضع مشابه؛ وفضلا عن الايام القادمة، مشكوك أن يعزز الاحتفال مكانة نتنياهو. في البلدين، الوباء والانهيار الاقتصادي اكثر اهمية بكثير من الاحتفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى