ترجمات عبرية

معاريف – بقلم البروفيسور ايتان جلبوع – هاجس الصوت

معاريف بقلم البروفيسور ايتان جلبوع ، محاضر وخبير في الشؤون الامريكية ، وباحث كبير في مركز بيغن – السادات للبحوث الاستراتيجية في جامعة بار ايلان – 11/10/2020

تأييد ترامب غير المسبوق لدولة اسرائيل لن يجديه نفعا مع المصوتين اليهود في الانتخابات القادمة. فلا  يزال معظمهم سيصوتون لبايدن “.

يعد ترامب الرئيس الاكثر ودا لاسرائيل في  البيت الابيض في اي وقت من الاوقات. وهو نفسه قال  انه بفضل دعمه غير المسبوق لاسرائيل، فان يهود الولايات المتحدة ملزمون بان يصوتوا له في الانتخابات القريبة القادمة. هذا لن يحصل. “الصوت اليهودي” وهو مفهوم متملص يشمل الاسطورة والواقع، سيذهب في غالبيته الساحقة الى بايدن.

في الولايات المتحدة يسكن نحو 5.5 – 6 مليون يهودي يشكلون اقل من 2 في المئة من السكان  الامريكيين. في انتخابات 2016 صوت 128 مليون ناخب. 4 في المئة منهم فقط كانوا يهودا. الصوت اليهودي لا يبدو مصدرا مؤثرا. اضافة الى ذلك، فان يهود الولايات المتحدة هم مصوتون ومتبرعون كبار.  فبينما معدلات التصويت تبلغ نحو 55 في المئة فان معدل تصويت اليهود يبلغ نحو 85 في المئة. اليهود معروفون بفاعليتهم السياسية، وهم منظمون جيدا في تجمعاتهم السكانية. ومذهل أنهم في فترات الانتخابات هم المتبرعون  الكبار من اموالهم للحزبين. نحو نصف التبرعات التي يجندها الديمقراطيون ونحو ربع التبرعات التي يجندها الجمهوريون تأتي من اليهود.

تتركز التجمعات السكانية اليهودية في الولايات المترددة التي تحسم الانتخابات مثل فلوريدا، بنسلفانيا، ميشيغين واوهايو. معدل اليهود في فلوريدا هو ضعف المتوسط القطري. لا يمكن لترامبان ينتصر على بايدن بدون فلوريدا. والاستطلاعات اليوم تشير هناك الى تعادل احصائي بينه وبين بايدن. يمكن للصوت اليهودي أن يحسم. مايكل بلومبرغ اليهودي، الذيتنافس في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، تبرع بـ 100 مليون دولار كي ينتصر بايدن في فلوريدا.

يصوت معظم يهود الولايات المتحدة للمرشحين الديمقراطيين سواء للرئاسة أم للكونغرس. وفي القرن الحالي تتراوح هذه الاغلبية بين 69 و 79 في المئة. في انتخابات 2016 حصلت الديمقراطية هيلاي كلينتون على 71 في المئة من الصوت اليهودي. بينما ترامب الجمهوري لم يحصل الا على 24 في المئة  فقط. ويحتل رونالد ريغان الرقم القياسي لتأييد اليهود لمرشح جمهوري، حيث حصل في انتخابات 1980  على 39 في المئة من الصوت اليهودي.

اغلبية يهود الولايات المتحدة هم ليبراليون.  وعليه فهم يؤيدون الديمقراطيين الذين يتبنون مواقف ليبرالية. اما اليهود الارثوذكسيون، الذين يشكلون نحو 20 في  المئة من يهود الولايات المتحدة فهم محافظون وعليه فانهم يؤيدون المرشحين الجمهوريين اكثر. كأقلية، ايد اليهود دوما المساواة والحقوق للاقليات  وصمموا صورة الليبرالية الامريكية القائمة على اساس هذه المباديء. وشارك اليهود في  الكفاح على مساواة الحقوق للسود، للنساء وللمثليين وعلى الفصل التام بين الدين والدولة. هذه ايضا هي الكفاحات التي تصدرها الديمقراطيون. ومؤخرا شارك الكثير من اليهود في المظاهرات ونشروا بيانات ضد العنصرية وقتل السود على ايدي الشرطيون البيض.

في العقود الاخيرةلا  يشكل التأييد لاسرائيل من جانب المرشحين للرئاسة وللكونغرس  عاملا  هاما في  الاعتبارات الانتخابية ليهود الولايات المتحدة. فهم قبل  كل شيء  امريكيون  ويصوتون  وفقا للمواضيع التي  تشغل بال كل ناخب  امريكي.  وفي المكان  الثاني، يراعون مواضيع هامة لهم كيهود. اما اسرائيل فلا توجد الا في المكان الثالث.  في  استطلاع اجري مؤخرا ورتب  الاعتبارات الانتخابية للناخبين اليهود – ادارة ازمة الكورونا، الصحة،  الاقتصاد،  العنصرية واللاسامية  والرقابة  على السلاح جاءت عاليا في سلم الاولويات، بينما اسرائيل صنفت في الاخير.  

ان عدم المراعاة لاسرائيل ينبع ايضا من الشرخ بين يهود الولايات المتحدة وبين اسرائيل، الذي يرتبط بالشرخ الناشيء بين اسرائيل وبين الحزب الديمقراطي. واسباب ذلك هي وقوف نتنياهو الى جانب الجمهوريين، صراعه ضد اوباما وعلاقاته القريبة مع ترامب، والميل اليساري للديمقراطيين. يرى يهود الولايات المتحدة فيترامب  مرشحا عنصريا ومحافظا متطرفا يحتقر الاقليات والمساواة وساهم بقصوراته  في ارتفاع ا للاسامية والعنف ضد اليهود، وهذه، من ناحيتهم، تفوق كل الخطوات الكبرى التي فعلها في صالح اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى