ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اسحق ليفانون – مع النظر الى القاهرة

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون ، السفير السابق في مصر وفي مؤسساتالامم المتحدة في جنيف – 30/8/2020

مع دخول اتحاد الامارات مع خط السلام مع اسرائيل، قد تفقد مصر صدارتها. واذا انضمت دول عربية اخرى لمسيرة التطبيع مع اسرائيل، فقد تفقد مصر المزيد من قوة نفوذها لدى اسرائيل “.

أحد الزعماء العرب الاوائل  الذين  رحبوا بالاتفاق الثلاثي للولايات المتحدة، اسرائيل واتحاد الامارات كان الرئيس المصري السيسي. ما أن صدرت البشرى عن الاتفاق الذي اخترق الطريق، حتى غرد على التويتر ورحب بالانجاز. واضافة اليه كانت في مصر اصوات اخرى، مع وضد، ممن يطرحون الاسئلة حول الاحساس الحقيقي لمصر تجاه التطبيع الكامل لعلاقات اسرائيل مع دولة عربية اخرى.

لم يعقب اي حزب  في مصر رسميا وباسمه على التطور الهام، رغم وجود العلاقة الوثيقة بين مصر واتحاد الامارات. فالبرلمان المصري الذي درج على أن يعرب علنا عن تأييده لموقف الامارات في تصديها لهيمنة قطر وتركيا، اختار هذه المرة الصمت. وباستثناء تغريدة السيسي لم يصدر بيان رسمي، على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري أو وزارة الخارجية المصرية مثلا.  

تناول صلاح منتصر، كاتب الرأي الشهير في صحيفة “الاهرام”، المسألة في مقال له وشكك في النوايا الحقيقية لاسرائيل بالنسبة لعدم تنفيذ الضم. بمعنى أنه اراد القول انه موضوع الضم لم يشطب عن جدول اعمال اسرائيل، رغم تصريحات اتحاد الامارات بان الاتفاق لم يكن ممكنا الا بعد تخلي اسرائيل عن ضم مناطق الضفة. عمرو موسى الذي  كان وزير الخارجية المصري وبعد ذلك امين عام الجامعة العربية وان  كان رحب بالاتفاق، لكنه في نفس الوقت طلب ايضا مواصلة الضغط على اسرائيل كي تقدم تنازلات للفلسطينيين.

منذ التوقيع على اتفاق السلام مع اسرائيل، وقفت مصر في مكانة الصدارة في كل ما يتعلق باسرائيل والشرق الاوسط. فالقاهرة مشاركة في ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، تتوسط مع حماس، تدخلت بصمت مع تركيا لمنع اسطول مرمرة وادارة محادثات خلف الكواليس مع الرئيس السوري حافظ  الاسد للدفع التسوية مع القدس الى الامام. وهذه مجرد قائمة جزئية.  مع دخول اتحاد الامارات مع خط السلام مع اسرائيل، قد تفقد مصر صدارتها. واذا انضمت دول عربية اخرى لمسيرة التطبيع مع اسرائيل، فقد تفقد مصر المزيد من قوة نفوذها مع القدس. فاللاعبون العرب الجدد سيتنافسون فيما بيتهم على من يساعد الفلسطينيين اكثر.  وينقل الجمود في المسألة الفلسطينية بندول النفوذ الى منطقة الخليج. وينبغي الافتراض بان مصر تنظر الى ذلك بغير قليل من انعدام الراحة. كما أن وصول المصلين من الخليج الى الاقصى سيعظم نفوذ الامارات، الى ما هو أبعد بكثير من حجمها في العالم العربي.  

في نظر اسرائيل، لا  تزال الصدارة في يد مصر ويجب أن تبقى هكذا. فالدولتان ترتبطان بمواضيع ثقيلة الوزن: الحرب ضد الارهاب الاسلامي الراديكالي،مسألة غزة وحماس  واتفاقات الغاز بين الدولتين وبمشاركة اليونان وقبرص. ويحتمل جدا أنه اذا ما تطور الاتفاق مع الامارات الى علاقات ذات مغزى تفسر كتطبيع رسمي للعلاقات مع اسرائيل، فان هذا سيحث  السيسي على تحسين العلاقات الثنائية مع اسرائيل، والتي توجد اليوم في منطقة قريبة من الصفر. هذا تحدٍ للرئيس المصري، والامل هو ان يسير في طريق التطبيع التدريجي الذي يعزز مكانة ودور مصر في المنطقة لمنفعة اسرائيل. وبالتالي من المهم  تثبيت التطبيع مع اتحاد الامارات على اساس صلب وذلك لتشجيع الاخرين للسير في اعقابها.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى