ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون – ليبيا في مفترق طرق

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – 18/11/2021

” اذا ما انتخب الجنرال حفتر  فيجب ان يهمس له في الاذن بانه في محيط ليبيا توجد دول ترتبط باتفاقات ابراهيم، مثل المغرب، السودان وتشاد بحيث ان انضمام ليبيا الجديدة الى هذه الاتفاقات سيؤشر الى تغيير تاريخي في الشرق الاوسط “.

قبل نحو عقد نشبت الانتفاضة في ليبيا في اطار الربيع العربي. الزعيم المطلق معمر القذافي الذي حكم قرابة 40 سنة، قتل بوحشية على ايدي الجماهير. ومنذئذ تفككت ليبيا بقبائلها المختلفة وكان انعدام النظام وانعدام الامن من نصيب سكان الدولة. وفي الفترة الاخيرة برز جهد غربي لاعادة بناء ليبيا. وتقررت انتخابات للرئاسة بـ 24 كانون الاول القريب القادم. 

مرشحان يتنافسان على المنصب. القاسم المشترك بينهما هو انهما فشلا في الوصول الى الحكم في الماضي. ابن القذافي سيف الاسلام هو مرشح رسمي. في عهد أبيه تأهل ليكون بديلا للقذافي الاب كلي القدرة. فقد اراد القذافي ان يخلق سلالة عائلية. الاحداث الدموية وقتل القذافي الاب شوشت الخطط. نحو عقد تغيب سيف الاسلام عن الحياة السياسية لليبيا بسبب الكراهية لابيه. وهو الان يعود الى الساحة كمرشح للرئاسة. وصحيح حتى كتابة هذه السطور، فان فرصه بالفوز في الانتخابات ليست كبيرة. عودة ابن الطاغية الليبي الذي عانى منه الكثيرون لا تحظى بحماسة كبيرة ولكنها ايضا لا تحظى بمعارضة جارفة. رغم كل هذا فان ترشيحه لم يرفض، ويحتمل أن يكون هذا يرتبط بروح الساعة حيث يريد الجميع اعادة الهدوء الى ليبيا. 

دولتان استغلتا الفوضى في ليبيا: روسيا التي بعثت بالمرتزقة كي تدعم الحكومة التي انتخبت ولا يعترف بها الكثيرون، وتركيا التي بعثت بالجنود بل ورسمت الحدود البحرية في صالحها مع حكومة ليبيا. يطالب الغرب بطرد كل القوات الاجنبية كي يسمح بانتخابات نزيهة. روسا تصمت بينما اردوغان قال للفرنسيين انه ليس صحيحا طلب طرد قواته. في هذه الاجواء يستعد الجميع للانتخابات القريبة القادمة. هناك شك كبير في ان تجرى في موعدها. 

المرشح الثاني للرئاسة، الجنرال خليفة حفتر، رجل عسكري قديم، يحظى بالتأييد عمليا من مصر والامارات. في هذه المرحلة هو المتصدر. لقد ارسل القذافي الطاغية حفتر مع لواء ليبي كي يقاتل ضدنا في حرب يوم الغفران، بل ونال وسام اجتياز القناة من المصريين. بعد اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، اعاد حفتر مواقفه الى الصفر. من ناحيته، اسرائيل ليست اكثر من العدو اللدود الذي ينبغي القتال ضده. اما مصر فتلعب دورا ملطفا لحدة المواقف في هذا الشأن.

ليبيا هي ذخر استراتيجي هام للغرب. اذا ما اجريت الانتخابات ويكون هو المنتصر، فان الصعوبة التي تلوح في الافق هي أنه سيكون هناك من سيرفضون قبول النتائج ويفضلون استخدام القوة منعا لتنفيذها. في ضوء هذا الوضع فان ظل تأجيل الانتخابات في اللحظة الاخيرة للسنة القادمة او الغاءها – يخيم في الاجواء.

ومع ذلك، فان التصميم الغربي ولا سيما فرنسا والولايات المتحدة، لاعادة توحيد ليبيا ورفعها الى طريق اعادة البناء – من شأن ان يدفع الغرب لان يفرض بالقوة المرشح الذي سينتخب. مكان ليبيا هام بحيث لا يمكن استبعاد تضخم عسكري غربي لتوحيد الدولة. اذا ما انتخب الجنرال حفتر  فيجب ان يهمس له في الاذن بانه في محيط ليبيا توجد دول ترتبط باتفاقات ابراهيم، مثل المغرب، السودان وتشاد بحيث ان انضمام ليبيا الجديدة الى هذه الاتفاقات سيؤشر الى تغيير تاريخي في الشرق الاوسط. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى