ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون – لن ينجح …!

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون – 2/12/2021

” محظور علينا ان نقع في فخ الرئيس الذي لم يتردد في قتل مئات الالاف من ابناء شعبه  ونفي ملايين آخرين.كما أن علينا أن نحذر اخواننا اليهود الذين في الولايات المتحدة من الفخ الذي وان كان  طعمه عسل الا ان نتائجه مريرة “.

بُشرنا مؤخرا بزيارة مفاجئة الى دمشق قام بها 12 من ابناء عائلة يهودية من بروكلين في الولايات المتحدة، تمت بتشجيع من القصر الرئاسي في سوريا. العائلة اليهودية، التي وصلت الى هناك كي تجري علاجات اسنان بسعر زهيد، استقبلت بحميمية وبترحاب في الاماكن التي كان فيها ذات مرة يهود سوريا. في اعقاب الزيارة تساءل الكثيرون ما هو سبب لطف الاسد المفاجيء تجاه اليهود الذين كانوا ذات مرة مواطنين في بلاده قبل ان يضطروا الى الهرب. ثمة من يقولون ان السبب هو العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شخصيات سورية، بمن فيهم  عقيلة الاسد، وعلى كل من يتاجر مع السوريين. هذا يجعل الحياة صعبة جدا على الاسد. يحتمل أنه يعتقد بان ابداء معاملة عاطفة تجاه اليهود، سيفتح له الابواب في الولايات المتحدة. 

كما يذكر، في  الثمانينيات، ومن اجل تحسين صورته في امريكا، سمح الاسد الاب بخروج مئة يهودية عزباء الى الولايات المتحدة. في حينه نجح هذا، وفي  الولايات المتحدة بدأوا يرون في  الاسد الاب شخصا ليس  كله وكليله عنفا ووحشية، بل شخص  توجد فيه أيضا رأفة ويمكن عقد الصفقات معه. يحتمل أن يكون الاسد الابن يكرر المناورة. يتوقع من اليهود الذين يزورون بلاده ان ينشروا الشائعة بان الرئيس السوري ليس كما يصورونه.  

بتقديري  هذا لن ينجح لسببين: الاول هو ان ليس  لليهود من بروكلين ممن زاروا سوريا نفوذ  مباشر على الادارة الامريكية. والثاني  هو انه لا يمكن شطب  القتل الذي نفذه الاسد لمواطني سوريا في  العقد الاخير في الحرب الاهلية،  وهذه ستبقى  وصمة عار على جبينه.

 في الايام الاولى للحرب الاهلية في سوريا، اعطى الخبراء العسكريون،  بمن فيهم في  اسرائيل  للاسد اسبوعين حتى شهر الى أن يسقط من الحكم وتقوم سوريا جديدة. هذا لم يحصل حتى بعد عقد من الحرب الوحشية والمضرجة بالدماء. اليوم يوجد واقع جديد ينبع من اسباب كثيرة داخلية وخارجية تجعل الاسد جزء  من الحل السياسي في بلاده. معظم  الدول في الغرب، بما فيها الولايات المتحدة فما بالك روسيا، الصين وايران مستعدة لان تبحث مع الاسد في حل سياسي. يبدو أن الاسد يستوعب ذلك وهو يفهم ايضا بان اعمار بلاده ليس ممكنا الا بمساعدة الغرب ولهذا فهو يستخدم ورقة اليهود المظفرة.

ان زيارة عائلة يهودية الى بلادها عشية الحانوكا تلتقط لها صورة جميلة  وتونها بالوان انسانية. العائلة التي زارت سوريا يمكنها أن تشرك بتجربتها المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة والتي تعمل من اجل يهود البلدان العربية. شهادة مباشرة من العائلة اليهودية زارت ما تبقى من الحي اليهودي، من المقابر ومن الكنس المدمرة يمكنها أن  تكون ذات تأثير  ايجابي على صورة الاسد الوحشية.

محظور علينا ان نقع في فخ الرئيس الذي لم يتردد في قتل مئات  الالاف من ابناء شعبه  ونفي ملايين آخرين. كما أن علينا أن نحذر اخواننا اليهود الذين في الولايات المتحدة من الفخ الذي وان كان طعمه عسل  الا ان نتائجه مريرة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى