ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اسحق ليفانون – قوى مشتركة

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – 10/3/2021

التحديات التي تقف امامها إسرائيل تستوجب رص الصفوف وخلق تنسيق في المواضيع الاستراتيجية مع الولايات المتحدة “. 

في المستقبل المنظور، سيتعين على اسرائيل أن تركز على ثلاثة تحديات ثقيلة الوزن: النووي الايراني بتداعياته الاقليمية والدولية، تطوير الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله في لبنان، وتحقيق محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

بُشرنا مؤخرا على صفحات هذه الصحيفة بان منظمة “قادة من أجل امن اسرائيل” شكلت فريقا للبحث في مسألة النووي الايراني. وتشكل الفريق من مندوبي الجيش الاسرائيلي، الموساد، هيئة الامن القومي ولجنة الطاقة الذرية. وحسب التقرير، فان  وزارة الخارجية لم تدعى للمشاركة. والمفارقة هي أن ليس فقط ان وزارة الخارجية غير ممثلة في الفريق، بل ان اعضاء الفريق توصلوا الى الاستنتاج بان في المرحلة الحالية ينبغي تفضيل الدبلوماسية مع ايران على كل نهج آخر. وذلك بينما وزارة الخارجية هي المؤتمنة على الدبلوماسية، وموقفها لم يسمع في مسألة حرجة بهذا القدر.

في هذه الاثناء، لم يمر بعد مئة يوم الرأفة للرئيس المنتخب بايدن. وها هو يراكم اخطاء تخدم ايران: اخراج الحوثيين في اليمن، الذين تدعمهم ايران، من قائمة الارهاب؛ مواجهة علنية مع السعودية حول اعادة احتساب العلاقات المستقبلية؛ ومغازلة عنيدة لايران عبر الاوروبيين. يبث الرئيس الامريكي احساسا بانه ضاق  ذرعا، وهذا يتناقض مع النهج الايراني.

غير أنه يبدو أن فريق “قادة من أجل أمن اسرائيل” لم يضع الاصبع على هذه النقطة واكتفى بالتوصية بالنهج الدبلوماسي. ولكن العودة الى الاتفاق الاصلي مع ايران، دون فتحه للمداولات ستستدعي الغاء العقوبات على ايران ولا تضمن استمرار المفاوضات على الصواريخ الباليستية التي تطورها ايران وعلى الهيمنة العنيفة التي تمارسها في  المنطقة.

في حزيران ستجرى انتخابات في ايران. وأكثر من معقول انها لن تفتح الاتفاق للمفاوضات. وهي ستنتظر الى ما بعد الانتخابات. وعليه فعلى الرئيس بايدن ان يوقف في هذه المرحلة مغازلاته العلنية إذ ان هذا يفسر بشكل غير صحيح في طهران. من الافضل ان تتبلور بهدوء جبهة مع موقف محدد يضم اوروبا، دول الخليج، مصر، الاردن واسرائيل، وتشكل رافعة لا يمكن لايران أن تتجاهلها.

ان تطوير الصواريخ الدقيقة التي لدى حزب الله هو نتيجة اعمال الهيمنة الايرانية. وعندما ستبحث هذه المسألة في اطار النووي فانها ستجد حلها. في هذه الاثناء يجب أن تدخل المسألة الى قائمة المباحثات الاستراتيجية بيننا وبين الولايات المتحدة، واذا كانت حاجة، فينبغي ايضا اتخاذ عمل عسكري اذا ما اجتازت ايران خطوطا حمراء في هذا السياق.

وبالنسبة لقرار المحكمة في لاهاي فتح تحقيق حول ارتكاب جرائم حرب في يهودا والسامرة وغزة، لا معنى لمواصلة مهاجمة المحكمة وذلك لان الضرر حقق منذ الان، وهذا لن يخدمنا. وفي  المقابل، فان هذا هو الوقت لبلورة كتلة واسعة في اوروبا وفي الولايات المتحدة تعارض اعتقال الإسرائيليين. علينا أن نشدد على أن المسألة ليست قضائية، بل سياسية في جوهرها، ومعالجتها يجب أن تكون سياسية. وزارات العدل، الداخلية والخارجية لتلك الكتلة التي ستتشكل – ستمنع اعتقال الإسرائيليين مثلما كان في حالات كثيرة في الماضي.

التحديات الثلاثة المذكورة واجبة التنسيق في الداخل وفي الخارج: رص الصفوف عندنا، توحيد كل القوى والتعالي على المصالح الضيقة. وفي الخارج التنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة هو شرط حيوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى