ترجمات عبرية

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – شرق أوسط  جديد

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون – 4/2/2021

” اذا ما غير الرئيس الاسد بعد الانتخابات عندنا وفي سوريا الاستراتيجية ودخل الى حوار مع اسرائيل، كما تلمح التقارير الاجنبية، فسيؤدي الامر الى تغيير في المنطقة ينبغي الاستعداد له “.

اذا كانت الانباء التي نشرت مؤخرا والتي تفيد بان الرئيس السوري الاسد وافق على أن يلتقي مسؤولين اسرائيليين كبار، ستتبين كأنباء صحيحة، فان أمامنا خطوة استراتيجية هامة تشير الى خروج الاسد الابن عن سياسة ابيه، الذي ربط مصيره بلاده بالايرانيين بخلاف رأي كل الدول العربية. محمد سموني، منفي سوري، رجل الاخوان المسلمين، مؤسس ومدير عام معهد الجسور الذي يعمل في تركيا وفي لندن نشر مؤخرا أن الروس نجحوا في أن يجلبوا مسؤولين اسرائيليين وسوريين كبار الى لقاء في قاعدة الجو الروسية في سوريا. واضح ان لا اساس من الصحة للنبأ، ولكن موسكو وجدت من الصواب أن تنفيه علنيا. فقد نفى مصدر سياسي روسي عليم امام النبأ ولكنه اضاف بانه كانت في الماضي وتوجد اليوم ايضا  محاولات من جانب روسيا لعقد محادثات بين سوريا واسرائيل لايجاد حل للوضع السائد بين الدولتين.

وبالتوازي مع هذه الانباء، تروي وسائل الاعلام اللبنانية عن توتر متصاعد بين الرئيس الاسد وحلفائه الايرانيين وحزب الله، ممن لا يرون بعين العطف اي امكانية لان يتحدث الاسد مع اسرائيل.  وقد وصل التوتر بينهم الى توجيه تهديدات مبطنة بين الطرفين. وادعى حزب الله بان السوريين مرتبطون بالانفجار الذي وقع في آب العام الماضي وكاد يخرب كل ميناء بيروت. ويتهم حزب الله سوريا بالتهريب اليها المازوت، الادوية والدولارات من لبنان. فردت دمشق بتلميحات من جانبها بان معقل حزب الله، الضاحية الجنوبية في بيروت مكشوفة للاصابة. 

وحسب المصدر الروسي، فان موسكو معنية  بالدفع الى الامام بحوار اسرائيلي سوري. وروسيا مستعدة لان تفعل هذا على مراحل. في المرحلة الاولى، ان تستضيف لقاءات غير ملزمة بحثا عن القاسم المشترك وجوانب الخلاف، وفي المرحلة الثانية، اجراء محادثات ملزمة. كل ذوي الشأن على علم بان الزمن للمحادثات الملزمة غير مناسب. ففي اذار توجد انتخابات في اسرائيل وفي نيسان ستجرى انتخابات للرئاسة في سوريا. وعليه، فان الروس  سينظرون بعين العطف الان  الى محادثات جس النبض غير الملزمة.

وحسب معهد الجسوري، فان هدف اللقاءات هو اتخاذ خطوات تمنع نفوذا ايرانيا في الجولان. كما ان قوة الامم المتحدة المسؤولة عن الرقابة على  اتفاق فصل القوات بين الدولتين – جندت للمهمة. وزيادة عدد جنودها ستساعد في ابعاد الايرانيين كما تطلب اسرائيل. وفهم الاسد بان الاسرة الدولية لم تعد تطالب برحيله كشرط لحل الحرب الاهلية في بلاده. وهو سيكون جزءا من اعادة بناء سوريا. لهذا الغرض، عليه أن يتقرب من الغرب ومن الدول العربية التي تطبع علاقاتها مع اسرائيل، وهو يرغب في أن يتلقى منها مساعدة مكثفة لاعادة بناء بلاده. واذا ما اراد فقط، يمكن للاسد أن يقيد النفوذ الايراني في سوريا. واذا ما قرر الاسد بعد الانتخابات عندنا وفي سوريا اجراء تغيير استراتيجي، الاستجابة الى طلب الروس والحديث مع اسرائيل، فسيؤدي الامر الى تغيير جوهري في المنطقة، ينبغي لاسرائيل منذ الان ان تستعد له. المرحلة الاولى يجب أن تكون محادثات عميقة مع الروس.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى