ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون – حكمة دبلوماسية ..!

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون – 12/12/2021

” الحكمة الدبلوماسية تستوجب منها، قليلا من الاعلانات. ان نتحدث أقل. ان نبتعد عن النزاعات التي ليست لنا، والى جانب ذلك ان نضغط على الدواسة بهدف تثبيت العلاقات الثنائية بين الدولتين “.

بعد سنة من الاتفاق بين اسرائيل والمغرب على اقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الدولتين وتطبيع العلاقات بينهما، يمكن القول ان العلاقات تتطور بالوتيرة الصحيحة ومع المضامين المرغوب فيها. على  مدى هذه السنة تمت امور كثيرة، كلها تشير الى استعداد مغربي لتطبيع كامل مع القدس. الارادة المغربية، مثلما هي ارادة اتحاد الامارات تبرز غياب تطبيع مماثل مع طلائع السلاح مع اسرائيل، مصر والاردن. 

قيل كثيرا عن العلاقة الخاصة بين المغرب واسرائيل، فتاريخ العلاقات، السرية والعلنية يشهد على ذلك. زيارة وزيرين كبيرين في السنة الاولى للاتفاق، وزير الخارجية يئير لبيد، الذي وصل لتدشين مقر السفارة في المغرب، ووزير الدفاع بني غانتس الذي وصل للتوقيع على اتفاقات ذات طابع امني – تعززان ميل التطبيع. يبدو أنه لا توجد قيود على تطوير العلاقات الثنائية. 

رغم هذه الصورة المشجعة، علينا أن نتصرف بالحذر السياسي الواجب. فتصريحات وزير الخارجية لبيد، المؤيدة لمطالب المغرب على الصحراء الغربية، ادت الى قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب. وغدت الجزائر عدوانية في حديثها ضدنا، بعد سنوات امتنعت فيها عن ذلك. مسألة الصحراء الغربية هي نزاع طويل السنين بين هاتين الدولتين. تنظيم البوليساريو، المدعوم منذ سنين من الجزائر، والان من ايران، مسلح جدا ويمكنه أن يضر. ليس لنا ما نتدخل فيه في هذه المسألة، من قريب أو بعيد. 

حسب منشورات اجنبية في الستينيات من القرن الماضي ساعدت اسرائيل المغرب في بناء ثلاثة اسوار من الرمال التي قلصت احتمالات البوليساريو للمس بالجنود المغاربة. ومنذئذ تدفقت مياه كثيرة في النهر، والنزاع لم يحل بعد. حذار ان ننسى أن الاخوان المسلمين في المغرب نشطاء تحت العين المفتوحة للملك. وليس سرا أن رئيس الوزراء هناك ليس مؤيدا متحمسا لتطبيع العلاقات مع اسرائيل. وبالتالي، فان الحكمة الدبلوماسية تستوجب منها، قليلا من الاعلانات. ان نتحدث أقل. ان نبتعد عن النزاعات التي ليست لنا، والى جانب ذلك ان نضغط على الدواسة بهدف تثبيت العلاقات الثنائية بين الدولتين. المهمة ممكنة. فالوزن الاستراتيجي للمغرب في منطقة المغرب العربي هو كبير. والمغرب يؤثر في افعاله على جيرانه. عندما اقيمت معه في التسعينيات علاقات دبلوماسية، سارت تونس في اعقابه، وبعد ذلك موريتانيا. وقال مندوبو هاتين الدولتين لكاتب هذه السطور انهما معنيتان بالسير شوط ابعد من المغرب في العلاقات مع اسرائيل. في نهاية الامر، فان المغرب وتونس وموريتانيا قطعوا علاقاتهم معنا بسبب الفلسطينيين.  

اما اليوم فصورة الوضع مختلفة، واسرائيل تحظى بمكانة رائدة في المنطقة. اتفاقات ابراهيم، التي المغرب هي جزء منها شقت الطريق الى تطورات ايجابية اخرى. في نهاية السنة الاولى للاتفاق بيننا وبين المغرب، محظور علينا ان نبدو وكأنه ضاقت علينا الطريق. من الافضل أن نكيف انفسنا مع الوتيرة المغربية لان النتائج ستكون اقوى واعمق جذورا. خلق اطار هاديء لمحادثات استراتيجية سيسمح للمغرب بان يلعب دورا اقليميا تفيد منه اسرائيل. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى