ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اسحق ليفانون – الان هم انسانيون

معاريف– بقلم  اسحق ليفانون  – 14/5/2020

ينبغي أن نأخذ بالحسبان بانه اذا ما نشبت في  المستقبل حرب مع اسرائيل، سيكون تحت تصرف المنظمة، اضافة الى الجنود الذين راكموا تجربة عسكرية في ميادين القتال في سوريا، منظومة طبية هامة لمعالجة مصابيها منحتها لها ازمة الكورونا وكأنها جاءت اليها من السماء “.

أزمتان تحلان هذه الايام بلبنان – ازمة  الكورونا والازمة الاقتصادية – تساعدان  منظمة حزب الله في تعميق سيطرتها ونفوذها في لبنان وتثبيت كونها لاعب لا يمكن تجاوزه او تجاهله. كل هذا على خلفية تقديرات لمحافل اسرائيلية بان  المنظمة تبث ضعفا. فاعلان المانيا عن حزب الله منظمة ارهابية (ولعل فرنسا تسير في اعقابها ايضا)،  الى جانب تصفية سليماني سيد نصرالله، تركا الانطباع بان المنظمة في حالة هبوط.

لقد منحت ازمة الكورونا حزب  الله فرصة لم تحلم بها بتعظيم اسمها او عملها. فقد نجحت المنظمة في اقامة منظومة طبية لا تخجل اي دولة ذات قدرات والكثير من المال – 4.500 طبيب  وطبيبة، ممرض وممرضة ومعاونين، 5000 متطوع، اربعة مستشفيات، 450 سرير، 32 مركز تشخيص واكثر من 50 سيارة اسعاف. وللتذكير: وزير الصحة اللبناني هو رجل حزب الله، وميزانية الوزارة غير خاضعة للرقابة المباشرة من مجلس الوزراء، اي من الحكومة. واستغلالها ممكن بلا عائق وهذا ما يفعله حزب الله. في بداية الازمة اتخذت المنظمة نهجا رسميا، اي معالجة ومساعدة عموم  السكان. وسرعان ما رأت انها لا تحقق نقاط استحقاق في الجمهور الشيعي وفي اوساط رجالها، كما ارادت، فغيرت نهجها. هجرت سيماء الرسمية في صالح التباهي العلني بنفسها، كمن تعمل في صالح “مجتمع المقاومة”، الذي هي ورجالها. باقي الطوائف في لبنان غاضبون منها، ولكن ايديهم مكبلة. وأكثر مما هو استعراض لقوة حزب  الله، فان ضعف خصومه يملي الخطى وهو يسمح للمنظمة بجمع النقاط.

الازمة الثانية، الاقتصادية القديمة – الجديدة، تشكل اتون عمل لحزب الله كي يعمق أكثر فأكثر نفوذه في الدولة. فبعد أن نجح في وقف  المظاهرات التي اجتازت الدولة في الاشهر الاخيرة، استخدام زعرانه، تنثر المنظمة الان تهديدات جديدة في ضوء المظاهرات المتجددة ضد الوضع الاقتصادي المتدهور، هبوط قيمة الليرة اللبنانية والنقص في المنتجات في الاسواق. مع أن الازمة الاقتصادية تجاوزت ازمة الكوروناولكن حزب الله يستغلهما الاثنتين لاغراضه الخاصة. فلا يزعج حزب الله عمل ذلك، اذ بوسعه أن يعالج عدة مواضيع دفعة واحدة كونه يحظى باسناد من الرئيس عون الذي يملك صلاحيات عديدة.

ان المساعدة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للجيش اللبناني، انطلاقا من الايمان بانه الجسم الوحيد القادر على التصدي لحزب الله، لم تنتج حاليا الثمار المنشودة وعمليا لا يمكن لاي جهة في لبنان ولا توجد اي جهة معنية في  مواجهة حزب الله بالقوة. هذا يعرفه نصرالله. ورغم  المنشورات التي تزعم بان المنظمة تبث ضعفا، فاننا امام تعاظم للمنظمة وتعميق لنفوذها. ينبغي أن نأخذ بالحسبان بانه اذا ما نشبت في  المستقبل حرب مع اسرائيل، سيكون تحت تصرف المنظمة، اضافة الى الجنود الذين راكموا تجربة عسكرية في ميادين القتال في سوريا، منظومة طبية هامة لمعالجة مصابيها منحتها لها ازمة الكورونا وكأنها جاءت اليها من السماء.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى