ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اسحق ليفانون – أشواقنا للقارة

معاريف – بقلم  اسحق ليفانون – 3/3/2021

خير تفعل اسرائيل اذا ما شددت  على تنمية القارة كي تحسن لسكانها وواصلت المساعدة الفنية التي لا تزال افريقيا تتذكرها من تلك الايام الطيبة“.

في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ازدهرت علاقات اسرائيل وافريقيا. وضم هذا كل الدول الاسلامية جنوبي منطقة الصحارى ودون الدول العربية في شمال افريقيا. ومد مئات الاسرائيليين، مستشارين، مرشدين ورجال اعمال –يد المساعدة للسكان وساهموا في مستوى معيشتهم. الاف الافارقة جاءوا للتعلم ولاستكمال دراساتهم في اسرائيل. وفي القدس شعروا برضى كبير وبفخار. وانكبت غولدا مائير وأبا يبان على تنمية العلاقة.

تغيرت الامور بعد حرب الايام الستة، واكثر من ذلك بعد حرب يوم الغفران. الكثير من اصدقاء اسرائيل قطعوا علاقاتهم معها، وادى هذا الى اثر دومينو. بقيت اسرائيل خارج القارة. كل ما تبقى عمله هو الحفاظ  على القليل، ومن هنا ولدت السياسة السلبية تجاه القارة. الكثير من الدول الافريقية ادعت بان سبب قطع العلاقات هو معارضتها لاحتلال المناطق بالقوة. اما الحقيقة فمغايرة. الدول العربية، التي كانت في حينه في نزاع مع اسرائيل، وعدت الدول في افريقيا بمساعدة مالية كثيفة، فادى هذا الى زوغان بصر زعماء القارة. وكل محاولات اسرائيل لاستئناف العلاقات اصطدمت بالرفض.

تواصل الابتعاد عن افريقيا نحو 50 سنة. وبدأ الوضع يتغير بعد اتفاق السلام مع مصر وبعد ذلك اتفاقات اوسلو واتفاق السلام مع الاردن. وبالتدرج بدأت العلاقات بيننا وبين بضع دول في افريقيا تتحقق. تبين أن المساعدة المالية من الدول العربية لم تنجح في الاختبار العملي. فاذا كانت مساعدة مالية عربية لافريقيا فانها تمت بتقنين. وبدأت خيبة الامل تنتشر في الدول الافريقية. وفجأة نشأ الحنين الى تلك العهود التي ساعدت فيها اسرائيل وتسببت ببداية تغيير ايجابي حيال الوعود المالية التي لم تتحقق. استوعبت اسرائيل ذلك وانتقلت الى سياسة فاعلة. وانقسمت دائرة افريقيا في وزارة الخارجية الى قسمين كي تركز على الفعل. كما أن وكالة المساعدة والتعاون الدولي تعززت بالميزانية وبالاشخاص. وقد فعل هذا فعله. ورويدا رويدا استأنفت دول افريقية العلاقات، وعادت اسرائيل الى افريقيا.

اليوم توجد لاسرائيل علاقات مع اكثر من 35 دولة افريقية. وهي تمد لها المساعدة في مجالات الزراعة، التعليم، الطب، التكنولوجيا والامن. وقد اتيح استئناف العلاقة لثلاثة اسباب: الاول، خيبة الامل الافريقية كما اسلفنا من الوعود التي لم تتحقق. الثاني، اتفاقات السلام بين اسرائيل والدول العربية بما فيها اتفاقان ابراهيم والاتفاقات مع السودان والمغرب. والثالث، وضع اسرائيل الاستراتيجي القوي.

ان استئناف العلاقات مع القارة الافريقية والذي بلغ ذروته الان ضمن امور اخرى مع قرار غينيا الاستوائية نقل سفارتها الى القدس يسمح لاسرائيل بعلاقة شجاعة في مجال التبادل مع الدول؛ رحلات جوية تجارية من فوق اراضيها، تقصر المسافات والكلفة؛ تواجد في البحر الاحمر في منطقة استراتيجية؛ التأييد من جانب المؤسسات الدولية؛ وفوق كل شيء تحسين صورة اسرائيل كدولة تساعد بسخاء وعديمة المصلحة الضيقة.

ان تطوير العلاقة المتبادلة مع القارة هو حيوي وهام. افريقيا تشتاق لاسرائيل ولا يقل عن ذلك اسرائيل تشتاق لافريقيا. خير تفعل اسرائيل اذا ما شددت على تنمية القارة كي تحسن لسكانها وواصلت المساعدة الفنية التي لا تزال افريقيا تتذكرها من تلك الايام الطيبة. على اسرائيل أن تنفض الغبار عن الارشيف وان تعود للتعاون الذي كان لنا في الماضي مع افريقيا.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى