ترجمات عبرية

معاريف – بقلم اسحق بن – نير – شركة بينيت – بايدن ..!

معاريف– بقلم اسحق بن – نير – 30/8/2021

” ليس واضحا عما تحدث الرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي، ولكن لصالحنا نأمل ان يكونا انشغلا ايضا بموضوع الدولة الفلسطينية”.

على ماذا تحدثا ثنائيا في  مطبخ  الغرفة البيضوية؟  لقاء رئيس الوزراء  مع رئيس الولايات المتحدة في نهاية الاسبوع سجلت التواجد،  منحت  بعض الوضوح  لمظهر  بينيت الزعامي، عززت  قدراته وكأن بها منحت مفعولا  لصلاحياته كرئيس للوزراء. ناهيك  عن أن التطعيم الثالث، الذي قرره بينيت بشجاعة قبل نحو شهر، يلوح كنجاح في وقف الوباء، والتعليم سيبدأ في موعده. كل هذا يعطي بعدا آخر في صورة بينيت الهزيلة كرئيس للوزراء. فضلا عن فرصة الصورة مع الرئيس والاستقبال الحميم (ليس نتنياهو فقط يستطيع!)؛ فضلا عن قول الرئيس المضيف انه لن يكون لطهران ابدا سلاح نووي وانه اذا فشلت الدبلوماسية – سيتجهون الى مسارات اخرى؛ وان التعهد لامن اسرائيل غير قابل للجدال (وبالطبع ايضا الهدية المرتقبة، الاعفاء من التأشيرة الى الولايات المتحدة) – يبدو أن بينيت كان الرجل المناسب، في المكان المناسب، في الزمن غير المناسب. يا لها من وضعية غريبة: رئيس القوة العظمى في العالم، التي هزمت مرة اخرى في عملية تخريبية دموية قام بها تنظيم ارهابي متطرف؛ رئيس تعب بصدمة افغانية – طالبانية – داعشية، رأسه في مكان آخر، يقرأ من ورقة الوعود التي توقعتها اسرائيل ورئيس الوزراء. الان سنرى كيف ستتحقق الوعود للجم التهديد الوجودي الدائم، الذي يصدح من ايران، لبنان، سوريا، العراق، القطاع وسيناء – وكذا، بهذه الطريقة او تلك، من روسيا بوتين ومن الصين. ليس واضحا على ماذا تحدث الزعيمان (بايدن – بينيت، الـ بي – بي  الرمزي  بقي عالقا بينهما)،  في  المطبخ، مع الاسبسو. هل ذكر الرئيس التعب التزامه ليس فقط لتحسين وضع الفلسطينيين تحت الاحتلال، بل وايضا لحل الدولتين ومع توسيع البناء اليهودي في المناطق؟ في كلام الرجلين، في ختام لقاء الصديقين الجديدين، لم يذكر الحل والمحظورات هذه. ولكن ذكر الموضوع العام: بايدن طلب ان تمتنع حكومة اسرائيل عن خطوات تزيد التوتر مع الفلسطينيين ومن شأنها أن تقوض المحاولات لبناء الثقة المتبادلة. وقد قصد، على حد قول مسؤول امريكي، منع اخلاء عائلات فلسطينية من بيوتها في حي الشيخ جراح في شرقي القدس. كما طلب بايدن من بينيت ان تعمل اسرائيل على تحسين حياة الفلسطينيين (وقف التنكيل الدائم للرعاة والفلاحين الفلسطينيين في الغور وفي المناطق؟) وتوسيع الفرص الاقتصادية لهم. أجاب بينيت بانه يؤيد تحسين وضعهم الاقتصادي في الضفة الغربية. انتبهوا: فقط “يؤيد تحسين الوضع الاقتصادي”. هذا هو مدى الحبل الذي يبدي بينيت استعداده، كرئيس حكومة الاطراف والتغيير ان يحرره للفلسطينيين الذين يلعبطون في الماء، إما للغرق او الاختناق. 

لقد قامت حكومة التناقضات على اساس الحل الوسط في ان تتأجل المسائل التي موضع خلاف سياسي – ايديولوجي، الى ان تتغلب الحكومة على مشاكل الامة الفورية. ويوجد لها الكثير: وقف الوباء وتطعيم اغلبية المواطنين، اعادة بناء الاقتصاد، بما في ذلك اجهزة الصحة، التعليم، الثقافة والسياحة؛ تمرير الميزانية وقوانين التسوية، التي تنكل بالزراعة، حرب فورية للقضاء على الجريمة واعمال القتل في الوسط العربي، ترتيب العلاقات والاعمال بين عناصر الائتلاف؛ سلم اولويات مختلف في الميزانية الاضافية لوزارة الدفاع (علاوة التقاعد التي تقدم بها رئيس الاركان، والتي تبعث على الغضب وعن حق).

ومع ذلك، نأمل ان يكونوا اهتموا في المطبخ الرئاسي ايضا بموضوع الدولة الفلسطينية (التي اعلن بينيت عند نزولهم من الطائرة في واشنطن بانها لن تقوم فخرق بذلك التوافق آنف الذكر بين عناصر الحكومة). في منظومة التهديدات التي تغلق علينا، نحن ملزمون بتوافقات وتعاون مع الفلسطينيين – وفقط باستئناف الاتصالات مع السلطة يمكن الاقتراب من ذلك. كل تسوية لن تكون ممكنة دون حوار مباشر مع حكومة ابو مازن في المقاطعة. واذا كان بينيت يفكر مثل نتنياهو، بانه يمكن التنكر لهذه الحكومة، التي تضعف في داخل شعبها، فانه مخطيء، مضلل ويبعدنا عن اي نقطة مخرج لحوار يسعى الى حل نزيه للشعبين اللذين في هذه الاثناء احدهما محتل والثاني خاضع للاحتلال. كما أنه يترك عن وعي لمصيرهم الفلسطينيين لحكم حماس، للتدخل الايراني وللنفوذ الرهيب لداعش. يا لبيد، غانتس، ميخائيلي وهوروفيتس، استيقظوا!

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى