ترجمات عبرية

معاريف – بقلم  اسحق بن نير – ثقب في الرأس

معاريف – بقلم  اسحق بن –  نير – 13/9/2021

” فرار السجناء الامنيين يعكس استراتيجية الحكومة السابقة والتي بموجبها يجب استخدام حماس من اجل اسقاط السلطة “.

كل شيء، في نهاية المطاف، يتبين كسياسي. لفرار زبيدي والسجناء من الجهاد ايضا عبر ثقب في المرحاض من سجن جلبوع توجد صلة سياسية، اوسع بكثير مما يبدو للعيان. هذا هو السياق للاستراتيجية الشوهاء في ادارة الازمة الدموية المتواصلة مع الفلسطينيين، لشخص واحد، رئيس الوزراء والسائرين خلفه من وزراء جبناء ومؤيديه الصارخين والمحرضين.

لقد بدأ هذا عندما قرر نتنياهو  الواعظ الاخلاقي من جزيرة المليارديريين في هاواي، وحده، كالعظيم بان حماس، المنظمة الارهابية الدينية، يمكنها أن تشكل أداة في الصراع لتحطيم اهمية، قوة، نفوذ وقدرة السلطة الفلسطينية، برئاسة ابو مازن. بين كل اللجان الممكنة لكشف الحقيقة  عن كل ما فعله حكم بيبي في اسرائيل والتي اقترحها أمنون ابرموفيتش في استديو الجمعة في القناة 12 – مثل كيف وصلنا لايران كدولة حافة نووية، لحزب مع مئات الاف الصواريخ المهددة لاسرائيل، الى الجريمة النكراء التي سيطرت على  الوسط العربي، وعلى طرق وبلدات الجنوب، والى فتيان التلال الذين يلقون بالرعب ليس فقط على رعاة ومزارعي الزيتون الفلسطينيين بل وايضا على الشرطة والجيش – يجدر ان نقترح ايضا لجنة تحقق فيما اذا كان اتفاق مباشر او غير مباشر بين مندوبي نتنياهو وحماس. ما الذي اعطوه لهم غير المال في الحقائب، البضائع في الشاحنات والاحتواء للعمليات والاحتشاد على الجدار، البالونات المتفجرة والحارقة، والاستقلالية العدوانية للجهاد، المدعوم من ايران؛ وما الذي تلقيناه منهم في المقابل باستثناء الجولات المتكررة للصواريخ وقذائف  الهاون على بلدات الغلاف والانجرار الى معارك بدون حسم، والكثير من الدمار والمصابين؟ وكل ذلك من اجل المصلحة المشتركة لنتنياهو وقادة حماس:   تحييد ابو مازن والسلطة ، حتى بثمن سيطرة حماس على الضفة وابعاد كل امكانية للمفاوضات على الفصل واقامة دولة فلسطينية. هذا هو الثقب الكبير الذي حفه رئيس الوزراء في الردع الامني وفي المنطق الوطني. 

هل تضمن الاتفاق المزعوم ايضا الحكم الذاتي الذي تلقاه السجناء الامنيون في السجون – الاسكان حسب الانتماء التنظيمي، القصورات المذهلة في الرقابة، الاستخبارات، المتابعة، التفتيشات المفاجئة، التحقيقات، التنصتات؛ استخدام حر للهواتف المهربة، التحرش بالسجانات، المنح، التعليم  الاكاديمي، المطالب الانذارية للسجناء، التهديد بالاحراق، بالعنف تجاه السجانين وباعمال الشغب؟ من الصعب أن نصدق بان كل هذا يمكن ان يوجد بدون موافقة صامتة، غض نظر، تعاون وتسهيل شروط الاعتقال من جانب مأمورية مصلحة السجون. ولكن اتهام مصلحة السجون فقط هو مثل تقديم حارس الكتيبة للمحاكمة مثلما هو في الكليشيه الشهير.

هل احد ما من فوق نقل الى مصلحة السجون نوايا خفية من خلال مبعوث؟ ربما  من اجل تحقيق الهدوء بين السجناء الامنيين ومن اجل ان تستمر سياسة الاحتلال البيبية في الضفة لارضاء المستوطنات والقضاء على السلطة؟ لقد خدع رئيس الوزراء السابق الجميع على طريقته، غير ان حلفاءه المزعومين خدعوه وخرقوا الاتفاق. بحكم القوة التي منحت لحماس والجهاد وبؤس مصلحة السجون وسجانيها خرج من سجن جلبوع الهروب الكبير. بدأ مثلما في فيلم “ستيف ماكوين” عندما اصبح الفارين الشجعان اسطورة فلسطينية للانتصار على اسرائيل العظمى وانتهى تقريبا ببؤس القبض على معظم الفارين، المنهكين، الجوعى والمتروكين. ان نجاح القبض عليهم يغطي على الدهشة من هربهم ويعزز وزير الامن الداخلي عومر بارليف والحكومة كلها. هذه الحكومة التي تبدأ بالانتصار على الموجة الرابعة للكورونا، وبالتوازي تبدأ باكتشاف الاصابة العامة الهائلة التي تتسلل من الثقوب التي خلفها وراءه بنيامين نتنياهو، في ختام 12 سنة من حكمه. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى