ترجمات عبرية

معاريف– بقلم اسحاق ليفانون- فليحذر من البرد

معاريف– بقلم  اسحاق ليفانون-7/1/2021

اذا كان الرئيس التركي يريد عن حق وحقيق ان يعيد العلاقات بيننا الى وضع سليم، فهو مدعو لان يفعل ذلك دون اي اشتراط. على اسرائيل أن ترفض بكياسة الاقتراح بالسفير التركي موضع الحديث عندما ستطلب تركيا ذلك رسميا .

التقرير عن رغبة الرئيس التركي اردوغان لتحسين علاقاته مع اسرائيل ليست مفاجئة. فطلبه ينسجم مع حقيقة انه عندما يواجه اردوغان المصاعب، فانه يتوجه الى اسرائيل. وهو يعرف مدى نفوذ اسرائيل في الاروقة في واشنطن. كما أن وضع اسرائيل الجغرافي – الاستراتيجي افضل بلا قياس من وضع تركيا تحت حكمه. ولم يخفِ الرئيس المنتخب جو بايدن امنيته في أن يرى اردوغان يستبدل برئيس آخر. ويوجد الرئيس الفرنسي ماكرون في نزاع عميق معه. ويرى الرئيس المصري السيسي في اردوغان خطرا أكبر من خطر ايران. وكانت اليونان وقبرص على شفا حرب معه. واضافة الى ذلك فان اردوغان يطارد الاكراد ويثير الشقاق بين القوات المختلفة في ليبيا. وهذه مجرد قائمة جزئية. وعليه فلا يوجد سبب ثقيل الوزن يجعل اسرائيل تفقد علاقاتها الطيبة مع آنفي الذكر كي تنقذ اردوغان من مشاكله.

قبل 15 سنة حصل لي أن التقيت اردوغان عندما رافقت وزير خارجيتنا في حينه سلفان شالوم. وقد عقد اللقاء في النطاق المحمي في المنتدى الاقتصادي السنوي في دافوس في سويسرا. وكنا ثلاثتنا فقط. في نهاية الحديث فوجئنا، وزير الخارجية وأنا من عمق كراهية اردوغان تجاهنا. في كل الـ 15 سنة منذئذ لم يغير اردوغان نهجه تجاهنا بل فاقمه. ارتبط باعدائنا حماس والاخوان المسلمين ولم يتردد في تشبيهنا بالنازيين. ينبغي للامة احيانا ان تقف عند مصالحها العالمية العليا وليس فقط عند مصالح ضيقة، لان المصلحة العليا هي روح الدولة. اذا كان الرئيس التركي يريد عن حق وحقيق ان يعيد العلاقات بيننا الى وضع سليم، فهو مدعو لان يفعل ذلك دون اي اشتراط.

اختار الرئيس اردوغان سفيرا جديدا لاسرائيل. وحسب التقارير، فان السفير، أوفوق اولوتاش، تعلم في الجامعة العبرية في القدس ويتحدث العبرية، ولكن اراءه تجاهنا تشبه في حدتها اراء اردوغان. القواعد الدبلوماسية المتبعة تطلب من الدولة المضيفة ان تعطي موافقتها على السفير المقترح. وحسب تلك القواعد يمكن للدولة المضيفة ايضا أن ترفض اعطاء موافقتها. في الماضي غير البعيد طلبت اسرائيل موافقة مصر على تعيين ضابط من الجيش الاسرائيلي سفيرا في مصر. رفض المصريون الطلب بكياسة وبهدوء. البرازيل لم تعطي موافقتها على السفير الذي اقترحناه. واضطر هذا لان يخدم في موقع آخر. وعليه، فان على اسرائيل أن ترفض بكياسة الاقتراح بالسفير التركي موضع الحديث عندما ستطلب تركيا ذلك رسميا. تركيا واسرائيل بحاجة الى سفيرين مهنيين يعملان على تحسين العلاقات بينهما وليس لمرابطة بوق في اسرائيل يكرر شعارات سيده.

هناك مثالان يتناسبان والوضعية الحالية: مثال بالعربية يروي كيف ادخل ذيل الكلب في قالب على مدى 40 سنة كي يستقيم،  ولكنه بقي  معوجا؛ والمثالبالعربية الذي يقول ان من اكتوى بالنار (باردوغان) فليحذر (منه) من البرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى