ترجمات عبرية

 معاريف– بقلم  أوريت لفي نسيئيل –  مفترق بينيت

معاريف – بقلم  أوريت لفي نسيئيل – 4/3/2021

” بينيت هو التلميذ الكذاب لنتنياهو. يحتمل أن يكون كفؤا ولكن المشكلة هي انه ينسخ عن بيبي الأخطاء أيضا” .

       اكثر من كل مدعي التاج ممن يسعون الى خلافة بنيامين نتنياهو، يبرز نفتالي بينيت في شهيته لكرسي رئيس الوزراء. فالتطلع لان يكون رئيسا للوزراء شديد لدرجة انه يبدو على لسانه  صبيانيا يكاد يمس شغاف القلب. فهو يعرض نفسه كـ “المرشح لرئاسة الوزراء ووزير الدفاع العشرين لدولة اسرائيل”، ولكنه ينسى ان يروي لنا بانه عين في المنصب لاعتبارات نتنياهو السياسية ولم  يحتله بالاجمال الا  لنصف سنة.

       يبدو أن تطلعه يفوق عشرة اضعاف معدل التأييد الجماهيري له، سواء في عدد المقاعد أو في مدى ملاءمته لرئاسة الوزراء. بينيت هو الرجل الذي يريد اكثر مما ينبغي. شعاره الانتخابي يتناسب مع ذلك: “مع بينيت هذا ممكن”. فما هو بالضبط ممكن عندما تكون انت تراوح حول عشرة مقاعد؟ ليس واضحا. منذ صعد نجمه السياسي في 2013 تمكن من أن يبدل ثلاثة احزاب وخمس وزارات (الاقتصاد، القدس والشتات، الخدمات الدينية، التعليم والامن).  كل واحدة منها شكلت “منصة انطلاق” للمنصب التالي. يميل بينيت لان يقول انه “جاء لعمل الخير لشعب اسرائيل”. لا حاجة لان يكون المرء ذو أذنٍ موسيقية على نحو خاص  كي يلاحظ انه لا يتحدث عن “مواطني اسرائيل”. ففي مواقفه السياسية تجده مغروسا في اليمين العميق. فهو مع الضم وضد الحل الوسط السياسي مع الفلسطينيين. ولكن في الحملة الحالية يموه مواقفه، بما في ذلك في مواضيع الدين والدولة. خذوا مثلا قرار محكمة العدل العليا في مسألة الاعتراف بالتهويد الاصلاحي والمحافظ. بدلا من تبني القرار الذي اتخذ بتأخير 15 سنة، اختار بينيت ان يهاجم المحكمة وان يتعهد بان يثبت بالقانون اجراءات التهويد. بأي شكل؟ هل يتحدث عن التهويد بالهلاخاه؟ ومن بالضبط منعه من أن يرتب المسألة عندما كان في الحكومة؟ لاعتبارات سياسية، لا يوجد جواب. يمكن فقط التخمين بان حتى في حكومة “يمين عليا كاملة” سيتسرب في موضوع التهويد مثلما تصرف في مخطط المبكى حين استسلملنتنياهو ولشركائه الحريديم.

       عميق في حملة الانتخابات يواصل تكرار شعار “لا كورونا، لا يهم”، يعتقد بينيت بان الجائحة تمس اساسا بالاقتصاد وبقدر اقل بالتعليم. أربع سنوات كان وزيرا للتعليم، ومفاهيمه في هذا المجال هزيلة للغاية ناهيك عن أنه كرجل تكنولوجيا عليا كان التعليم عن بعد من مسؤوليته، فشل تماما.

       والان، ينبغي الحديث عن الفيل الذي في الغرفة. يعاني بينيت من عقدة الاب في كل ما يتعلق بنتنياهو. فهو مستعد لان يتحمل بين الحين والاخر سطلا من المياه العادمة، فيمسحها عنه ويشرح بان هذا كان مطرا. لعله يعتقد انه من النبل من جهته ان يعفو عن أبيه وعقيلته وفقا لما نشر بانهما كانا في الماضي هدفا لهجوم من مقربي نتنياهو. المشكلة هي أنه ينزل الرأس حتى عندما يسميه نتنياهو “كلب صغير” (مثلما سمع في تسجيل له لحديث مغلق تم تسريبه). من مثل بينيت يعرفه ويعرف كم نتنياهو يحتقر البادرات المتصالحة من هذا النوع. فليس فيه ذرة سخاء.  في اقصى الاحوال هو عبقري ووحشي.

       رغم ذلك يرفض رئيس “يمينا” ان يتعهد ببساطة بانه لن يجلس في حكومة برئاسة نتنياهو لانه “كفى مقاطعات”. ظاهرا موقف براغماتي ومشروع لو لم ينهار بسهولة امام الحملة الفاعلة لحزب الليكود التي حذرت من أن يمينا كفيل بان يجلس في ائتلاف “يساري” برئاسة الأخ لبيد. وسارع بينيت للإعلانبانه لن يجلس في حكومة تحت يوجد مستقبل. لهذه الدرجة يخاف من الاب نتنياهو. اذا كان لبيد لا ونتنياهو نعم؟ الويل للازدواجية الأخلاقية.

        بينيت هو ليكودي بالضبط مثل جدعون ساعر. كان هذا بيتهما. كلاهما فهما بانه لن ينشأ أي خير لهما تحت قيادة نتنياهو. ولهذا فقط حرص كل منهما على أن يقيم “ليكود بديل” الى أن  يمر  الغضب.  والفارق الوحيد بين الأحزاب الثلاثة يدور حول شخص واحد ويتركز في موضوع واحد: “فقط بيبي” و “فقط لا بيبي”. بزجاجة تكبير  لن تجدوا بينهم فوارق اخرى. بينيت يحاول ان يلعب في الملعبين ويأمل في أن يكسب في كل  الخلطات. لسان الميزان؟ متوج الملوك؟ يحتمل. ولكن رئيس وزراء بالتناوب؟ يبدو أن غروره صعد له الى الرأس. بينيت هو التلميذ الكذاب لنتنياهو. يحتمل أن يكون كفؤا ولكن المشكلة هي انه ينسخ عن بيبي الأخطاء أيضا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى