ترجمات عبرية

معاريف– بقلم آييلت نحمياس فيربن- اقتربوا من الصحن

معاريف– بقلم آييلت نحمياس فيربن ، نائبة رئيس اتحاد اربابالصناعة ونائبة سابقة في الكنيست – 14/12/2020

الانشغال بسلة الغذاء للاسرائيليين – تركيبتها وثمنها – حيوي، ولكن ليس اقل حرجا للانشغال بتوفرها وبقدرة وصول الجمهور اليها على مدى الزمن. ان اصطلاح الامن الغذائي لا يقل حرجا عن الحصانة العسكرية  ويستوجب موقفا وطنيا في اقرب وقت ممكن “.

في العشرين سنة الاخيرة قلت بشكل دراماتيكي الاراضي الزراعية في دولة اسرائيل الى جانب المرافق الاقتصادية الزراعية التي اغلقت؛ وفي الغالب كان هذا يترافق والم كبير من المؤسسين ممن لم يرغبوا او لم يكن بوسعهم ان يجدوا لانفسهم جيلا يواصل دربهم. يدور الحديث عن نتيجة تآكل متواصل لحجري اساس الاقتصاد الاسرائيلي، الذي نمت منهما التكنولوجيا العليا والتكنولوجيا الغذائية: الزراعة والصناعة على حد سواء. ويدور الحديث عن مسيرة خطيرة للغاية في نهايتها، اذا لم تبنى على عجل سياسة حكومية واعية تضمن غذاء الاسرائيليين بعد 30 – 50 سنة ايضا، فبالتأكيد في ضوء السياقات المتحدية التي تجري في العالم كله، نفقد امنا اساسيا ومطلقا في ان يكون لنا ما يكفي من الغذاء في اسرائيل.

عند البحث في الامن الغذائي، فان المثلث بسيط – احد الاضلاع هو الكمية اللازمة، والثاني هو النوعية والثالث هو قدرة الوصول الى الكمية والنوعية اللازمتين. غير أن وجود المثلث بكامله مشروع تماما بمجرد وجود الزراعة وبالاصرار على صناعة غذاء محلية ليست متعلقة بالاستيراد فقط.

الى جانب الزراعة الاخذة في التآكل، تتعمق الصعوبة في صناعة الغذاء المحلية. فمصانع الغذاء مثل باقي فروع الصناعة تحتاج الى استثمارات مالية كبيرة – وهذه لا يمكن الحصول عليها على مدى الزمن في واقع من انعدام اليقين الذي يميز موقف الحكومة من الصناعة بعامة وصناعة الغذاء بخاصة. اذا كان احد الاضلاع هو كمية الغذاء، والزراعة والصناعة تتآكلان في اسرائيل، فان هذا الضلع يهتز منذ الان، ومن  الصعب ضمان الضلعين الاخرين – النوعية وقدرة الوصول.

الاستثمار الثاني في حجمه في صناعة الغذاء بعد المكننة المتطورة هو البحث والتطوير اللذان  يستهدفان ضمان غذاء صحي  اكثر.  كما  أن ضلع النوعية  لا  يمكن ضمانه دون صناعة  محلية تستثمر في  الغذاء  الذي  يصل  الى صحن مستهلكيه.

ان مسألة قدرة الوصول هي اصعبها، وبالتأكيد بالنظرة الى الامام  وهي التي تقلق  حتى دولا  متطورة مثل السويد واليابان والاتحاد الاوروبي الذي  وفقا لبحث لمعهد ادكيت،  بنى استراتيجية متطورة للغاية لضمان غذاء مواطنيها لعشرين سنة الى الامام ايضا. في ضوء التحديات العالمية للمناخ، التصحر  والاكتظاظ السكاني، فان  النقص في الغذاء هو مسألة سياسة حكومية. في الدول اعلاه وجدوا حلولا اقتصادية هامة  في الزراعة وفي الصناعة على حد سواء لتحفيز تطوير  غذاء وفير ونوعي  وتقليل التعلق  بالاستيراد.

ان الادعاءات بغلاء المعيشة في اسرائيل هامة  ويجب أن تسمع، غير أنه حان الوقت لان يقال بصوت واضح  – كلفة الانتاج في اسرائيل، بشكل عام، وليس فقط للغذاء، هي بين الاعلى في العالم. والى جانب ذلك فلا توجد زراعة وصناعة غذاء اكثر حتى في الدول الاكثر تطورا، لا ترشد من الاعلى. توجد منتجات لن تنميها اسرائيل ولن تنتجها مثل البذور والقطنيات حتى وان كانت متعلقة بمنتجات الحليب والخضار من الخارج، فان مشكلة توفرها ستحتدم جدا. من سيتضرر اكثر، كلما تآكل انتاج الغذاء المحلي، سيكونون هم الاسرائيليين في المحيط. ضلع قدرة الوصول الى الغذاء حرج اكثر بالنسبة لهم.

ان الانشغال بسلة الغذاء للاسرائيليين –تركيبتها وثمنها – حيوي، ولكن ليس اقل حرجا للانشغال بتوفرها وبقدرة وصول الجمهور اليها على مدى الزمن. ان اصطلاح الامن الغذائي لا يقل حرجا عن الحصانة العسكرية ويستوجب موقفا وطنيا في اقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى