معاريف: بعد التطهر

معاريف 22/10/2025، ران أدليست: بعد التطهر
السبت بعد الظهر. جمع المحتجين في مفترق الاحتجاج عندنا لا يزداد. هذا مفترق يعرف الالاف الذين وصلوا في الماضي للمطالبة بتحرير المخطوفين، أما هذه المرة فيوجد بضع مئات. أثر تحرير المخطوفين قائم والسؤال هو إلى اين تسير حركة الاحتجاج.
بعد تحرير المخطوفين يوجد إحساس بالنصر. ليس نشوى لكن إحساس مبرر بالتطهر. مسألة المسائل في المعسكر الديمقراطي في إسرائيل هي كيف وعلى ماذا يتواصل الزخم، هذا بافتراض ان الجميع يفهمون بان الهدف الاسمى هو اسقاط حكومة الإخفاقات وتشخيص المنطلق الذي يملأ المفترقات والشوارع.
في السنتين الأخيرتين كان المخطوفون الدافع والمحرك. إحساس عاطفي عمل على خليط من الرحمة، الفريضة القومية، خيانة الحكومة والطاقة اليائسة للعائلات مما جلب عشرات الالاف الى الشوارع للاحتجاج، ضد الحكومة أيضا. لقد كان الاحباط المضني لتحريرهم هو دليل قاطع على أن الحديث يدور عن حكومة البؤس، التفاهة وإدارة الحرب في صالح مصلحة شخصية وحزبية.
من هنا لاحقا يفترض بالصراع ضد الحكومة أن يرتفع درجة، في الصراع على وجه وهوية الدولة. توجد أسباب كثيرة تستوجب الصراع، لكنه ينطلق المنطلق المقرر. فالهجوم على الديمقراطية يأتي من كل الاتجاهات وإذهب لتعزل فعلا واحدا يوجد فيه إحساس عاطفي، يحرك عشرات الالاف الى الشوارع. هذه الجبهة العريضة تستوجب استمرار الصراع بكل طريقة ممكنة.
كل مقاتل من أجل الديمقراطية يفترض به أن يساهم بنصيبه في الانتظار لحدث محطم للواقع من جانب الحكومة. مثلا، اعتقال رجال احتياط أربعة كبار في السن، احرقوا حاويات قمامة في القدس ويوجدون قيد اعتقال متشدد لاكثر من شهر. هذا سبب لمظاهرة تضامن جماهيري لم تحصل بعد. من فوق اعتقالهم تحوم قصة يانون ليفي، مستوطن حسب الاشتباه، اطلق النار قبل بضعة اشهر فقتل فلسطينيا من قرية ام الحيران، وافرج عنه على الفور الى الإقامة الجبرية. هذا الانفاذ الانتقائي يفترض ان يصم الآذان – ولكن لا شيء. فهو لم يستدعي أحدا الى الشوارع ولا حتى رفاقهم في الوحدة وللاعمال التطوعية التي نفذوها بعد المذبحة في الغلاف.
هذا هو الوقت لان تنزل المعارضة البرلمانية الى الشوارع. جسديا. ان ترص الكتلة البرلمانية صفوفها على الطرقات الرئيسة، والاصطدام بشرطة بن غفير. تعلموا من يئير غولان ورفاقه.
إذا كان السياسيون يريدون أن يلعبوا في ملعب الكبار، فانهم ملزمون بان يقيموا اتصالات دائما مع برلمانيينا وشخصيات عامة من الدول الوسيطة. بما فيها عصبة ترامب، بفرض أنه هو نفسه لا يفهم يمينه عن يساره. هذه مواجهة قاسية مع الافنجيليين، إذ يوجد لهم ممثلون في كل ثقب في واشنطن.
توجد روافع أخرى مثل شركات التكنولوجيا العليا التي ينصت لها ترامب، أي يعجب بتريليوناتهم. من المجدي الاستثمار في علاقات رجال التكنولوجيا العليا في إسرائيل مع اصدقائهم في الجهد التكنولوجي في الولايات المتحدة. إسرائيليون ويهود ليبراليون ممن يجلسون في إدارات الشركات الكبرى هم مجموعة هدف هام، بأمل الا يكونوا قد ملوا إسرائيل. هم أيضا يفترض بهم ان يفهموا انه من الان فصاعدا الاحتجاج هو حرب الاستقلال والتحرير من حكومة الإخفاق، ما يعيدنا الى الشعب.
بقدر ما تتقدم المرحلة الثانية من الاتفاق، ستتبدد النشوة التي سادت مع عودة المخطوفين والاسئلة الحقيقية ستحوم في المجال الجماهيري والشخصي في إسرائيل. فهل الانشغال بالمشاكل الحقيقية سيحرك الشعب الى الشوارع؟ في فيلم “عش الدبابير” عندما حاول جاك نكلسون ان يحرض على التمرد ضد الطاقم المعالج صرخ يقول: Which one of you nuts has got any guts? -“لمن منكم أيها المجانين توجد خصي؟”. للمجانين في “عش الدبابير” لم تكن لهم. فماذا عنا؟
مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook