ترجمات عبرية

معاريف : بايدن سيطلب من بينيت تقليص الدور الصيني في اسرائيل

معاريف –  بقلم آنا برسكي – 27/8/2021

أحد المواضيع المركزية التي توجد على رأس سلم الاولويات في الحوار الاسرائيلي – الامريكي هو التعاون مع الصين – المنافسة الاقتصادية الاكبر للولايات المتحدة حيث أن الطلب الذي يكرر نفسه من جانب الامريكيين في كل لقاء تقريبا مع كبار مسؤولي حكومة اسرائيل هو تقليص التجارة مع الصين.

خلافا للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي جعل الموضوع الصيني حربا تجارية شاملة، يتبنى الرئيس جو بايدن نهجا اكثر اعتدالا ولكن الموقف الامريكي من السيطرة الاقتصادية الصينية يبقى على حاله. ففي زيارة رئيس السي.اي.ايه وليم بيرنز الاخيرة الى البلاد نقل رسالة استياء البيت الابيض من التواجد البارز للصين في السوق الاسرائيلية، من الاستثمارات الصينية في البنى التحتية ومن نشاطها في ميناء حيفا وغيرها.

قبيل اللقاء بين بايدنوبينيت تحدثنا مع كاريسفيتي، مؤسسة ومديرة عام معهد سجنل للعلاقات الاسرائيلية – الصينية، ومع موتي شتاينر مدير السياسة في معهد سجنل وكان لهما الكثير مما يقولانه في الموضوع. وعلى حد قولهما فانه “عندما سيجلس بينيت في الغرفة البيضوية فانه سيسمع حسب التقدير، مطالبة امريكية واضحة للتقليص الى الحد الادنى لعلاقات اسرائيل مع الصين. عندما تكون على طاولة بينيت “مشاكل” اكبر، من الصعب التصديق بانه سيرفض. يمكن الافتراض ايضا بانه سيواصل السياسة القائمة في السنوات الاخيرة، والتي تقررت اساسا وفقا لما “تسمح” به الولايات المتحدة لاسرائيل عمله مع الصين، ودون الفحص الجيد للمصلحة الاسرائيلية”. 

لقد اوضح المسؤولون الصينيون غير مرة بانهم يفهمون بان لاسرائيل منظومة علاقات خاصة مع الولايات المتحدة، وتعبيرها المركزي هو الضمانة الامريكية لامنها. وحسب الخبراء “الصين ليست فقط غير معنية بان تحل محل الولايات المتحدة  كحليف لاسرائيل– بل العكس على ما يبدو هو الصحيح. والدليل هو أنه في اثناء حارس الاسوار لم تنتقد الصين اسرائيل فقط بل وقفت على رأس الحملة المؤيدة للفلسطينيين في الامم المتحدة”. 

وتوضيح فيتيوشتاينر  بان “الموقف الصيني من اسرائيل في الساحة السياسية ليس كل الموضوع. ففي العقدين الاخيرين طرأ ارتفاع هام في العلاقات التجارية بين الدولتين من 50 مليون دولار في سنة 1992 الى نحو 11 مليار دولار اليوم، بما في ذلك استثمارات الصين في اسرائيل في مجالات البحث والتطوير ومشاريع البنى التحتية.  الى جانب ذلك يوجد نشاط يقظ بين القطاعات التجارية للصين ولاسرائيل ولا سيما في مجالات التكنولوجيا المدنية، التي الدولة ليست طرفا فيها على الاطلاق.

ومع ذلك من المهم الاشارة الى أن الميل اليوم يشير الى تعاظم الاستثمارات الصينية في الشركات الاسرائيلية. الصينيون مستعدون اقل “للاجتهاد” في النشاط في اسرائيل، الا اذا ما تقدمت هذه في مجالات تتعلق بمصالح الصينيين، مثل الصحة، الشرائح الالكترونية وما شابه. “لهذا السبب بالذات ولا سيما في ضوء مطلب امريكي محتمل، مطلوب سياسة اسرائيلية واضحة بالنسبة للصين”، يوضح الاثنان ويضيفان: “على هذه السياسة ان تخدم قبل كل شيء مصالح اسرائيل. هكذا مثلا رقابة ناجعة على الاستثمارات الاجنبية، وعلى رأسها الصين، هي مصلحة اسرائيلية – لا تقل عنها مصلحة امريكية”. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى