ترجمات عبرية

معاريف: انتخابات أميركية إسرائيلية

معاريف 27-3-2024، بقلم: زلمان شوفال: انتخابات أميركية إسرائيلية

بعد سبعة أشهر سيتنافس المرشحان غير الشعبيين إطلاقاً، وبرأي البعض الأقل ملاءمة على المنصب الأهم في العالم. في هذه المرحلة يكاد يكون السباق متلازماً، بينما لدونالد ترامب تفوق بأقل من 2 في المئة في الاستطلاعات. 12 في المئة من الناخبين المحتملين لم يقرروا بعد وحسمهم في صناديق الاقتراع كفيل بأن يقرر ليس من ينتصر بل من يهزم أقل. وهذا حتى دون أن نحصي الأصوات التي ستعطى لمرشحين آخرين مثل روبرت كندي. التأييد الجماهيري لكليهما أقل من 50 في المئة – 37 في المئة لبايدن و44 في المئة لترامب، وعلى المرشحين أثقال سلبية – على بايدن أساساً عمره وأن نائبته كامالا هاريس قد تخلفه بمنتصف الولاية، وعلى ترامب تورطاته القضائية، المالية وبعضها الجنائية.

نشيط ديمقراطي كبير كتب مؤخراً أن مكانة الرئيس الجماهيرية هي في درك أسفل تقريبا منذ بداية ولايته وأن نحو 61 في المئة من الناخبين، حسب استطلاع “نيويورك تايمز” لا يؤمنون بأن لديه القدرة على المواصلة لولاية ثانية. برأيه المشكلة لا تتلخص فقط في بايدن بل وأيضاً بخطوط السياسة اليسارية لحزبه التي لا يعطف عليها الكثير من الناخبين، بما في ذلك في مواضيع اقتصادية واجتماعية وفي الشؤون الخارجية. تعمل في طالحه على نحو خاص سياسة الحدود المفتوحة فيما إن نحو 70 حتى 80 في المئة من الناخبين خاصة جمهور العاملين الذين يهتمون برزقهم يعارضونها. يحتمل أن يكون هذا رأي متطرف لا يمثل موقف عموم الجمهور من زعامة بايدن، لكنه ليس شاذاً تماماً.

مثلما يوجد نقد على بايدن في الجانب الديمقراطي يوجد أيضاً نقد على ترامب في الجانب الجمهوري – “الإنسان الوحيد القادر على أن يهزم دونالد ترامب”، يقول أحد مستشاريه السابقين، “هو دونالد ترامب، لكننا لم نصل بعد إلى ذلك” – لكن أساساً المستقلين. المشاكل القضائية لترامب، التي لم يتعاط معها الكثير من الناس حتى وقت أخير مضى كعامل منفر على نحو خاص دخلوا إلى مرحلة تبرز الوجه الجنائي للاتهامات ومن الصعب عرضها كخلافات سياسية صرفة، ونحو ثلث المستقلين يعلنون أن هذا سيمس بفرص أن يصوتوا له. ليس كل شيء يبدأ أو ينتهي بالطبع في المجال القضائي، لكن في كل الانتخابات التمهيدية التي تنافس ترامب فيها ضد مرشحين جمهوريين آخرين، خاصة نيكي هايلي، كان فارق انتصاره اصغر من المتوقع (وفي ولاية فيرمونت حتى انهزم). كما أن زلات لسانه، مثل أن بعض المهاجرين “ليسوا بشراً” أو أنه “إذا لم ينتخب سيقع حمام دماء” وأن “اليهود الذين يصوتون للديمقراطيين يكرهون إسرائيل ويكرهون دينهم”، من شأنها أن تكلفهم بالنقاط.

“الويل لي ومن نوازعي”، يقول المثل التلمودي، ويمكننا أن نضيف “طوبى لنا أننا لسنا من سيقرر”. لكن هذا بالطبع خطأ إذ إن ما سيقرره الشعب الأميركي المنقسم في 4 تشرين الثاني سيكون له تأثير أيضا على مستقبل دولة إسرائيل. صداقة الرئيس بايدن لإسرائيل صادقة وحقيقية (وفي الأسبوع الماضي اقر مجلس الشيوخ الأميركي الذي تحت سيطرة الديمقراطيين مساعدة عسكرية “عادية” بمبلغ 14.1 مليار دولار لإسرائيل، رغم خلاف الرأي في موضوع الحرب في غزة وفي مواضيع أخرى)، لكن رغبته في الانتصار في الانتخابات رغم أنف متنبئي السواد الذين يتنبؤون بفشله صادقة وحقيقية بقدر لا يقل. وعليه فهو يحاول أن يسير على درب رفيع بين إرضاء كارهي إسرائيل اليساريين في حزبه والكتلة المؤيدة للفلسطينيين في ولاية أساسية مثل ميشيغان، وبين مؤيدي وأصدقاء إسرائيل التقليديين كي لا يخرج جاردا من هنا ومن هناك.

لدونالد ترامب نقاط استحقاق كثيرة من ناحية إسرائيل من ولايته السابقة التي أتاح فيها التقدم الكبير لإستراتيجية بنيامين نتنياهو في ربط العالم العربي بتسوية إقليمية، إستراتيجية تثبت نفسها الآن أيضا. لكن منذئذ كانت له تصريحات مختلفة، بما في ذلك في موضوع 7 أكتوبر والحرب، الإرهاب البحري للحوثيين ومواضيع أخرى تتعلق بأمن إسرائيل، أثارت علامات استفهام معينة حول مواقفه ويبدو أنه يحاول الآن إجراء بعض التعديلات في هذا الشأن. قوله في مقابلة تلفزيونية إنه كان سيدخل إيران في “اتفاقات إبراهيم” يثير شكوكاً حول فهمه الجغرافي السياسي والاستراتيجي.

على أي حال، يتعين على الدبلوماسية الإسرائيلية، مهما كانت النتيجة، أن تعمل ساعات إضافية كي تضمن استمرار العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة في كل المستويات وفي هذه الأثناء الامتناع عن كل تعبير من شأنه أن يفسر كتأييد لهذا الجانب أو ذاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى