ترجمات عبرية

معاريف – المستوطنون المنفلتون في غور الخوف

معاريف 2022-04-13 – بقلم: ران أدليست – 

في الآونة الأخيرة يتحول المزيد فالمزيد من المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينيين في شمال غور الأردن الى منطقة عسكرية مغلقة لغرض التدريبات والمناورات بالنار الحية، بما فيها الدبابات.
في كانون الأول 2021 وثقت منظمة “بتسيلم” أحداث ضغط عال يمارسه الجيش على الفلسطينيين: “عشرات الجنود يتجولون مسلحين بين الخيام وأكواخ السكن لعائلات فلسطينية، يخربون حقولهم بالدبابات، وبالطبع يطلقون النار”. وأنا اميل لأن اصدقهم اكثر من بيانات الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي.
القصص الشخصية والعائلية للتنكيل بالناس هي قصص استثنائية، ولا سيما بسبب انعدام الوسيلة لمعالجتها على المستوى الرسمي. توجد بضع منظمات حقوق، مثل نساء محسوم ووتش، ومتطوعين يخرجون شبه يومياً للدفاع عن رعاة فلسطينيين من شرور المستوطنين وغض نظر من جانب الجيش. وبذلك فإنهم ينقذون قليلاً قرى الغور، وبشكل كبير ما تبقى من كرامة محطمة للمجتمع الإسرائيلي.
وفقا لمعطيات موقع محسوم ووتش، في غور الاردن يوجد نحو 10 آلاف مستوطن مقابل 65 الف فلسطيني وكذا نحو 15 الف تجمع صغير من الرعاة. قررت حكومة نتنياهو الا تقرر وإبقاء المنطقة للجيش وللمستوطنين. اما حكومة بينيت فهي حكومة تواصل المحافظة على الوضع الراهن في المناطق كصيغة لمواصلة البحث في التسوية الدائمة.
وفقاً لعدد غير قليل من الشهادات، بما في ذلك اقتراح ايهود باراك في 2021 والذي نال تأييد الجيش الاسرائيلي، فإن غور الاردن كان جزءاً من المفاوضات. وكانت النية ان يُبقى منه، في اطار تسوية شاملة، حزام امني على طول نهر الاردن، دوريات دائمة للجيش الاسرائيلي على طريق التشويش وجدار جساسات على طول نهر الاردن حتى مصبه في البحر الميت. يخيل لي أنهم تقاتلوا هناك على محطات إخطار عدة. لكن عندما صعد ترامب الى الحكم في الولايات المتحدة بدؤوا فجأة يتحدثون عن ضم الغور والمستوطنات في إطار المفاوضات المستقبلية على مصير المناطق.
يدير المستوطنون في غور الأردن بعيداً عن الأضواء الإعلامية أجندة تستهدف دفع سكان الغور الفلسطينيين الى الطيران من هناك. ليس واضحاً الى اين، لكن الطيران. والمسؤول عن التنفيذ مستوطنون منفلتون في بؤر استيطانية منفلتة، يديرون برعاية مجالسهم المحلية حملات عنف خاصة ضد السكان القرويين، وأساساً ضد الرعاة الذين من ناحية جزء من المستوطنين هم المسيطرون في المنطقة. وخمنوا من يساعدهم؟ صحيح، كل المسؤولين المباشرين عن الغور: الجيش الإسرائيلي وفرقة المناطق، الإدارة المدنية، شرطة شاي والشاباك.
وبذلك تنفذ خطوة ضغط تعسفية لأجل الدفع الى الأمام بعملية ترحيل المحليين. لم تعن الدائرة ضد الإرهاب اليهودي في الشاباك بإرهاب المستوطنين ضد سكان الغور وتواجدهم صفري.
معالجة الجيش الإسرائيلي هي لب المشكلة. منذ عهد التهديد العراقي، الذي سبق التهديد الإيراني، كان الغور المدماك الاستراتيجي الأهم في الجبهة الشرقية. في هذه الأثناء غاب العراق، والوسائل التكنولوجية جعلت قدسية حيازة الغور موضوعاً استعمالياً أقل وتقليدياً أكثر.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى