ترجمات عبرية

معاريف: الفشل الانساني

معاريف – ليلاخ سيغان – 28/7/2025 الفشل الانساني

نحن نقاتل في غزة منذ نحو سنتين، وخطابنا في موضوع المساعدات الإنسانية يدور في حلقة. حتى بعد أن جردنا كل شيء، تنطلق المرة تلو الأخرى عبارة “ما المشكلة؟ ينبغي نقل كل السكان في القطاع جنوبا، فرض حصار على كل من يوجد في شمال غزة، الذين هم حماس، وهذه الخطوة ستكون أيضا مقبولة من ناحية القانون الدولي”. 

مذهل ان من لا يزال يسأل “ما المشكلة” لم يفهم بان المشكلة هي ان هذا لا ينجح. نحن نتحدث عن هذا منذ تشرين الثاني 2023. في البداية اتهموا بايدن بالحاجة الى ادخال المساعدات الى غزة. بايدن استبدل. بعد ذلك اتهموا غالنت. غالنت اقيل. بعد ذلك اتهموا هرتسي هليفي. هليفي نحي. بعد ذلك اتهموا رئيس الشباك. هو اعتزل. الان حان دور “الاعلام” الذي زعم انه لا ينبغي له أن يبث صورا من غزة لان هذا يساعد حملة التجويع الدعائية لحماس، وكل شيء بذنبه. لكن إيجاد كبش الفداء الدوري هو مجرد تنفس في نظرية المؤامرة. متى نفهم بان النظرية في موضوع المساعدات ببساطة غير قابلة للتطبيق؟

المفهوم الإنساني مليء بالثقوب. فهل يمكن على الاطلاق التفريق بين مقاتلي حماس وبين المدنيين؟ ففي كل لحظة يتجند “مقاتلون” جدد أبناء 15 – 16، يتعلمون كيف يستخدموا آر.بي.جي أو يزرعوا عبوة، وعندما يقتلون – يتهمون إسرائيل بقتل الأطفال. فهل يمكن للفتيان ان ينتقلوا الى تلك “المنطقة الإنسانية” الوهمية، التي يزعم انها ستفرق بين المدنيين والمقاتلين؟ 

ما كان يمكن تطبيقه بعد شهر من الحرب، عندما كان لا يزال لإسرائيل ائتمان دولي، لم يعد ممكنا تطبيقه اليوم، فيما نحن عميقا في الموجة المناهضة لإسرائيل الأكثر عكرا في تاريخنا. فلا يمر يوم دون حادثة دولية عنيفة تجاه يهود وإسرائيليين، ممن يتهمون بـ “الإبادة الجماعية”.

تعالوا نستوعب: “مجرد الأحاديث عن وقف المساعدات يضر بإسرائيل. هذه حقيقة وهي تشعل إوار الحملة الدولية (الناجحة جدا) لحماس، التي هدفها هو التضحية بسكان غزة من اجل ادانة إسرائيل. الترهات اليومية عن منع المساعدات، ليس فقط غير قابلة للتطبيق، بل تضاف الى الحملة التي تتهم إسرائيل بانعدام الإنسانية. الخليط بين اقوال الوزراء المتطرفين في الحكومة وبين غياب الاعلام الاسرائيلي الرسمي يخلق نصرا فكريا مطلقا – لكن ليس لنا، بل لحماس. يا للعار. 

حان الوقت لان نفهم ما ذا يحصل في الواقع، خارج النظريات الرائعة عن “ما المشكلة”. حماس خدعت إسرائيل والوسطاء للمرة التي لا ندري كم. وسائل الاعلام الدولية تعربد مع عناوين عن اسرائيل المجوعة، وهذا يؤثر على زعماء عديمي العمود الفقري مثل ماكرون، كما أن الإسرائيليين أيضا باتوا مستنزفين في حرب لا تنتهي. وبالتالي لماذا لا تصلب حماس مواقفها؟

تخيلوا اننا كنا نخصص 1 في المئة من مقدراتنا لجمع المعلومات الاستخبارية لغرض جمع الذخيرة الإعلامية الذي يثبت ادعاءاتنا. الفلسطينيون يخلقون كل الوقت مادة لان وسائل الاعلام تبحث عن هذه المادة، لان الشبكات الاجتماعية عطشى للمادة. وأين مادتنا. نحن يمكننا أن نصور، نحرر، نخلق اثباتات على أن حماس تنكل بالغزيين، نخلق وننشر سردية. لكننا ببساطة لم نفعل هذا. كم مرة يمكن أن نهدد بفتح بوابات الجحيم والا نعمل في الساحات الضرورية. هذا ليس مجرد مفهوم بل غباء استراتيجي على المليء. في النهاية تدخل إسرائيل مساعداتا لا تنتهي وتتهم أيضا بالتجويع. مرة أخرى اعلنا عن هدن إنسانية يومية، تتلقاها حماس بلا مقابل. مع هذه الحكومة، تنجح حماس الى ما يتجاوز الضربة العسكرية التي تلقتها، لانها تشخص تهديدات مثل الرمل الى جانب انعدام الفهم الإسرائيلي بالخطوات والتداعيات.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى