ترجمات عبرية

معاريف: الرهان الزمني في مصلحة اليهود ديمغرافيا

معاريف 12/10/2022، بقلم: أساف يشاي 

نشر البروفيسور ارنون سوفير مؤخراً في صحيفة “هآرتس” معطيات ديمغرافية تدل على وجود تعادل عددي لليهود والعرب بين البحر والنهر. بزعمه، يوجد في بلاد إسرائيل (بما في ذلك يهودا والسامرة وغزة) نحو 7.454.000 يهودي و 7.503.000 عربي، منهم نحو 5.500.000 عربي في يهودا والسامرة وغزة. غير أن عدد العرب في “يهودا والسامرة” وغزة لا يزيد عن 3.4 مليون – نحو 1.8 مليون في القطاع وأقل من 1.5 مليون في “يهودا والسامرة” والقدس. تضم هذه الأعداد على ما يبدو سكاناً توفوا ولا يزالون في سجلات الناخبين وسكاناً غادروا السلطة. من أين تأتي الفوارق الكبرى؟ مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل يقتبس عن معطيات مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني، وهذا يزوّر في المعطيات. حسب تقرير البنك الدولي للعام 2006، هناك فجوة 32 في المئة بين عدد المسجلين في الصف الأول في “يهودا والسامرة” وغزة ومعطيات الولادة التي نشرتها السلطة في الكتاب السنوي إياه. فضلاً عن التسجيلات الكاذبة، يتجاهل مكتب الإحصاء المركزي الفلسطيني الوفيات الطبيعية، وهكذا يوجد يضم السجل السكاني الفلسطيني من العام 2007 مواليد العام 1845 (في سن غير منطقية – 162 سنة). كما أعلنت السلطة عن هجرة إيجابية – نحو 50 ألف نسمة في السنة، وهو معطى مدحوض جر انتقاداً من جهات مهنية دولية، وقد اضطرت إلى تعديل تقديرها إلى الصفر.

وحسب تقارير وزارة العدل، فإن نحو 130 – 140 ألف فلسطيني توطنوا في إسرائيل بين 1994 و2002. السلطة تحصيهم لديها وتضيف عليهم أكثر قليلاً من 350 ألفاً من سكان شرقي القدس. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي يحصيهم كسكان مقيمين في إسرائيل، وهكذا فإنهم يحصون مرتين.

إذن، كم يوجد في “يهودا والسامرة” وغزة؟ في مقابلة مع التلفزيون المصري في 2021، قال فتحي حامد، مسؤول كبير من حماس، إن في غزة 1.8 مليون نسمة. في الانتخابات البلدية الفلسطينية في 2012 كان مسجلاً نحو 505 ألف من أصحاب حق الاقتراع في “يهودا والسامرة”. نضاعف في الولادة العربية (نحو ثلاثة أطفال للعائلة) فنصل إلى أكثر من مليون نسمة في “يهودا والسامرة” (بدون شرقي القدس). هذه الأعداد تضم أيضاً سكاناً توفوا ولم يتم شطبهم من سجل الناخبين وأولئك الذين غادروا السلطة.

من خلال معطيات فزع ديمغرافية، ثمة من يحاولون توجيه أصحاب القرار إلى خطوات بعيدة الأثر.

لا يدور الحديث عن جدال علمي، بل عن خطوة دعائية تحاول غرس خطر ديمغرافي في وعينا، وأن المستقبل اليهودي لدولة إسرائيل موضع شك. علينا أن نفهم بأنها محاولة للتأثير على الجمهور ومنتخبيه من خلال دعاية كاذبة وإجبار إسرائيل على خطوات سياسية قسرية. وباعتبار الهجرة السلبية الفلسطينية، ولا سيما الشباب، فإن قوة خصوبة الفلسطينيين تنخفض. يجد هذا تعبيره في انخفاض دائم في الولادة العربية في “يهودا والسامرة”. من جهة أخرى، فإن الولادة اليهودية في ارتفاع. وبالتناسب، فإن السكان العرب في “يهودا والسامرة” يقلون ويشيخون، وعليه فمن المتوقع هناك ارتفاع في معدل الوفيات. ما دامت إسرائيل ترى في الولادة مستقبل أمنها ووجودها، فسيلعب البعد الزمني في صالحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى