ترجمات عبرية

معاريف: الدولة التي على الطريق

معاريف – ران ادليست – 30/7/2025 الدولة التي على الطريق

وضعنا؟ وكأن عصبة مجرمين أمسكت بنا كرهائن في مناورة التفاف ديمقراطية. منذ ذلك الحين كل انسان عاقل يبذل جهدا لمعرفة العامل المجهول الذي يبعد عن حياتنا حكومة مسلحة بذخيرة دكتاتورية: احتجاج؟ معارضة؟ العالم؟ محكمة العدل العليا؟ الفارون من الائتلاف ممن اكتشفوا فجأة بان لديهم ضمير؟ مسيحانيون مروجون للضم فهموا بانهم أداة لعب لدى الافنجيليين؟

يقال ان احتجاج مليون مضرب في الشوارع سينجح في تحويل فوائض الميزانية والدم عن الجثة المتلعبطة للدولة. ربما. في هذه الاثناء، كل يوم وترقبه للعنصر المجهول المرجو. امس كان هذا شهر تموز الذي انقضى انتهى في صالح مفاجآت، والاحساس بان “العالم” الذي عرف كيف يتحد في وجه دول الشر يوشك على أن يتحد في وجه دولة إسرائيل وخير ان هكذا. 

فرنسا ماكرون أعلنت بانها توشك على الإعلان في الامم المتحدة، في كانون الأول 2025 عن اعتراف بدولة فلسطينية. صحيح حتى اليوم، 147 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة (نحو 75 في المئة) تعترف رسميا بدولة فلسطين ككيان سيادي. حتى الإعلان فرنسا تعمل على ضم دول أخرى، ومعقول الافتراض بان تنجح. مؤشرات تأتي من مالطا، اليونان وبلجيكيا. “واشنطن بوست” تبلغ عن انضمام متوقع لبريطانيا وألمانيا ومسؤولون كبار في إسرائيل يقولون “ما الدعوة؟”. السؤال المصيري هو كيف ستصوت الولايات المتحدة ترامب والجواب القاطع هو الشيطان يعرف. 

الحقيقة المرة هي ان كل يوم في غزة وفي الضفة يعظم موجة الاعتراف بحاجة العالم، وليس فقط بحاجة أبو مازن وشركائه، بدولة فلسطينية. في واقع الامر، دعكم من العالم. إسرائيل لم تولد في الأمم المتحدة، بل بالدم، وهذا، لاسفنا، ما يحصل للفلسطينيين اليوم. وفقط أن نعرف عما يدور الحديث: اعتراف بسلطة أبو مازن وفي الضفة كدولة معناه أيضا كدولة فلسطينية في غزة. 

افترض ان الحرب الأبدية التي تخوضها الحكومة في غزة تقصد ضمن أمور أخرى الإشارة الى أن الاحتلال العسكري، الاستيطان، معسكرات الاعتقال والترحيل هي الخطط الاحتياطية لخزانة الكتب اليهودية، وهذه مسألة وقت فقط الى أن تخرج من الخزانة او الى أن يموت الغزيون من الجوع ومن المرض. ودوما سيكون المسؤول الكبير الذي سيغمز أن هذا هو ممارسة ضغط على حماس لتحرير المخطوفين. 

يبدو أن مزيدا ومزيدا من الإسرائيليين يفهمون بان مراوحة الجيش الإسرائيلي في غزة ينبع من التطلع لبقاء الائتلاف، وكلنا ننتظر الى أن تتفضل الحكومة وتستسلم للواقع.

ما يعيدنا الى رؤيا (نعم، بصراحة رؤيا) الدولتين. استطلاعات نشرت في السنتين الأخيرتين تشير الى أغلبية (متغيرة) بين مواطني إسرائيل ممن يعارضون إقامة دولة فلسطينية. ولا تزال، نواة التأييد قائمة، وخوض مفاوضات جدية كفيل بان يرفع معدل التأييد. 


مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى