ترجمات عبرية

معاريف: الحل المرغوب فيه للمشكلة الفلسطينية يستحق المحاولة

معاريف 26/6/2024، ميخائيل هراري: الحل المرغوب فيه للمشكلة الفلسطينية يستحق المحاولة

اجتاز الشرق الأوسط تقلبات عديدة: الربيع العربي، المحاولة الامريكية لتخفيض دورها في المنطقة، “اتفاقات إبراهيم”، تعزز القوة الإيرانية، اكتشافات الغاز الطبيعي. كما اجتاز مسيرة إضافية: دحر المشكلة الفلسطينية جانبا والى اسفل سلم الأولويات الإقليمي والدولي. احداث 7 أكتوبر عادت وذكرت انه لا يمكن تكنيسها الى الأسفل.

في الساحة الإسرائيلية تطورت بالتوازي ظاهرة مشوقة: معارضة وعداء لدود لكل ما يشتم كـ “مسيرة سياسية” في السياق الفلسطيني. إسرائيل استبشرت، وعن حق بالعلاقات الجديدة مع بعض من دول الخليج وشمال افريقيا. خيال، ومرة أخرى عن حق، بالتطبيع مع السعودية. لكنها عارضت بشدة كل محاولات للتقدم في تسوية النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. المنطق الاستراتيجي كان ينبغي أن يستخلص الواجب لاستغلال التطورات الإيجابية في المحيط الاستراتيجي لاجل التقدم في حل المشكلة الفلسطينية. ليس هذا ما حصل.

الشكوك في إسرائيل بالنسبة لاتفاق إسرائيلي – فلسطيني مفهومة في ضوء الإخفاقات وجولات العنف. شرعي أيضا، وان كانت اختلفت معه بشدة، المذهب الأيديولوجي من مدرسة الليكود واليمين الإسرائيلي بالنسبة لمستقبل المناطق. فهم يقودون دولة إسرائيل نحو الهوة، برأيي مرة أخرى. ولا تزال هذه ليست النقطة الأساس. هذه تتعلق بالشكل السلبي جدا الذي يستقبل له اصطلاح “مسيرة سياسية”، او “دبلوماسية” في الجمهور الإسرائيلي. هذا مفهوم في ضوء نزع الشرعية الأيديولوجية الذي أجرته له حكومات اليمين على مدى سنوات طويلة. لكن هذا ليس قدرا. فالفشل لا يفترض أن يوهن قوتنا بل هو مرحلة هامة للنجاح (هكذا نعلم ابناؤنا، اليس كذلك؟)، اذا افترضنا أن الاستنتاجات والدروس تستوعب.

الحرب (العادلة) في غزة لا تستبعد المسيرة السياسية، بل العكس. ماذا تعني الأمور؟ حتى لو وضعنا جانبا، في هذه المرحلة على الأقل، الخلاف بالنسبة للحل المرغوب فيه للمشكلة الفلسطينية – دولتان او دولة ثنائية القومية – فالحرب في غزة وباقي الجبهات تصرخ حقا لمسيرة سياسية تخدم إسرائيل.

ما هو رأيكم في عدة مباديء توضحها إسرائيل، بمبادرتها، للساحة الإقليمية والدولية؟

إسرائيل لا تعتزم البقاء والحكم في قطاع غزة: في الظروف المعطاة احد لن يطالب إسرائيل بان تقدم، في المدى الزمني الفوري، جدولا زمنيا واضحا (وان كان لا يضر ذكر موعد منطقي ومعقول). من تلقاء ذاته واضح بان إسرائيل يمكنها أن تفعل ذلك اذا ما استجيبت مصالحها الأمنية. لكن ايضاحا رسميا من هذا القبيل، وبالتأكيد على خلفية تصريحات واعمال بنمط “العودة الى استيطان القطاع”، سيخدم إسرائيل.

قطاع غزة لن تحكمه حماس: لقد اثبتت احداث 7 أكتوبر بان حماس لا يمكنها أن تكون لاعبا سياسيا شرعيا، وبالتأكيد قبل ان تكون اعترفت بالاتفاقات بين إسرائيل والفلسطينيين.

السلطة الفلسطينية هي العنوان الوحيد في الساحة الفلسطينية: مهما كان النقد الإسرائيلي على سياسة، مكانة وقدرة السلطة الفلسطينية على تنفيذ الملقى عليها ونضع جانبا المساهمة الإسرائيلية في ذلك، فان هذه هي العنوان المقبول على إسرائيل والعالم، ومعها يتواصل التنسيق الأمني، وان لم يكن كاملا.

إسرائيل لا تعتزم تنفيذ ترحيل بالقوة من قطاع غزة: تصريحات إسرائيلية بهذه الروح الحقت ضررا جسيما مع الدول التي وقعت إسرائيل معها على اتفاقات سلام، مصر والأردن، ومع الساحة الدولية بعامة.

اعمار قطاع غزة: إسرائيل ملتزمة بالمساعدة في اعمار قطاع غزة. إسرائيل ستتعاون مع كل جهة مهنية تقود خطوة من هذا القبيل بل وستساهم فيها.

فهل هذا توقع اعلى مما ينبغي؟ سيكون من سيقولون، وعلى ما يبدو عن حق، ان هكذا هو الحال بالنسبة للحكومة الحالية. لكن هذه المباديء (قاسم مشترك ادنى جدا، اليس كذلك؟) تخدم الشعب في إسرائيل. فهل تخدم الحكومة أيضا؟، او ربما معظمها؟ هذا يستحق التجربة. لعلنا يمكننا أن نعود وننظر الى المسيرة السياسية في ضوء إيجابي وصحيح اكثر.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى