معاريف: الجيش الإسرائيلي قشر طبقة أخرى في منظومة الدفاع الإيرانية

معاريف 27/10/2024، آفي اشكنازي: الجيش الإسرائيلي قشر طبقة أخرى في منظومة الدفاع الإيرانية
في الشهر الأخير أصدرت وسائل الاعلام العربية وكذا الامريكية عشرات وربما مئات من المنشورات المختلفة حول الهجوم الإسرائيلي المرتقب في ايران. لاسفي، هنا أيضا في إسرائيل انجرفوا وراء بعض هذه المنشورات. اما الان فيمكن القول ان وسائل الاعلام العربية وكذا الامريكية لم تتعلم شيئا في السنة الأخيرة. فالجيش الإسرائيلي يعمل في السنة الأخيرة بشكل مرتب. يعمل في مبنى هجوم لنزع القدرات كي يسمح بنزع القدرات في المرحلة التالية أو الهجوم التالي. هكذا فكك حماس في غزة، هكذا نفذ حيال حزب الله في لبنان.
الجيش الإسرائيلي، بقيادة رئيس الأركان الفريق هرتسي هليفي، يعمل من الرأس وليس من البطن. فهو يهاجم ليس لغرض الهجوم، لغرض رفع شارة النصر على الحدث. هو يعمل بشكل محسوب. في كل هجوم ينفذه، فانه في واقع الامر يفتح الطريق لهجوم يمكن أن يأتي بعده وربما حتى لما بعد بعده.
تعالوا نأخذ لبنان وحزب الله كمثال لفكرة استخدام القوة العسكرية الإسرائيلية. فعلى مدى سنة عمل الجيش الإسرائيلي على تآكل خلايا مضادات الدروع لدى حزب الله. بعد ذلك عمل على ضرب الكتلة الحرجة لـ “الصواريخ الغبية”، تلك الصواريخ التي بمسافة 30 كيلو متر تقريبا والتي كانت العمود الفقري لحزب الله. بعد ذلك، وربما بالتوازي عمل الجيش الإسرائيلي على ضرب أجهزة النقليات والتسلح، في ظل ضرب المخازن، مسارات التسلح والقوة البشرية الخاصة بالجهاز. بالمناسبة، هذا ما فعله أيضا للقوة المقاتلة – وفكك منظومة القيادة، من العليا وحتى القادة الميدانيين في مستوى قادة السرايا وقادة الكتائب. وفقط بعد أن دحر الجيش الإسرائيلي هذه القدرات، انتقل الى المراحل الأكثر تقدما من ضرب الأجهزة في الضاحية في بيروت، القيادة العليا، البنوك وغيرها.
والان الى ايران. جمعت إسرائيل على مدى اكثر من عقدين معلومات استخبارية نوعية ساعدتها على بناء بنك اهداف، ما سمح لسلاح الجو ولمنظومات أخرى للتدرب على اهداف البنك. لكن عندما تبنى خطة هجومية من الجدير التوقف للحظة والدخول الى رأس الجيش الإسرائيلي تحت قيادة الفريق هليفي. فبعد الهجوم الإيراني في 13 نيسان نفذ هجوم نسب لإسرائيل في ايران. حسب منشورات اجنبية، كان هدف الهجوم هو منظومات مضادات الطائرات المتطورة لدى ايران.
بنك الأهداف الإيرانية هائل. يدور الحديث عن دولة ضخمة مع قدرات تكنولوجية ومقدرات طبيعية عظيمة. لقد بنت ايران دفاعها في عدة منظومات مركزية لديها، بما فيها منظومات هجوم خارجية، من خلال حزب الله، حماس، الحوثيين في اليمن وميليشيات في كل أنواع الأماكن – من سوريا والعراق وحتى الهند والشرق. في اللحظة التي دمرت إسرائيل فيها معظم هذه المنظومة في السنة الأخيرة، بقيت منظومة الدفاع الجوي الإيرانية كذخر هام، فيما الى جانبه منظومات انتاج الصواريخ والمُسيرات. بعدها توجد منظومات أخرى بعضها تعود لمنظومات الهجوم، بعضها مقدرات استراتيجية وبعضها مقدرات استراتيجية ليوم الدين، مثل المشروع النووي.
لقد قشر الجيش الإسرائيلي اليوم طبقة أخرى واعد نفسه للهجوم التالي. بمعنى، انه أضر بقدرات الدفاع الجوي الإيرانية – وبالمناسبة ليس فقط على أراضي ايران. فقد ضرب قدرات التسلح لمنظومات الصواريخ والمسيرات وأشار لمن لا يزال لم يتعلم طريقة عمل إسرائيل، ماذا ستكون المقدرات التالية التي سينزعها الجيش الإسرائيلي من ايران اذا ما واصلت العمل ضد إسرائيل.
ختاما – بدت ايران تفهم بان في ليلة أول أمس تعرضت لضربة لا تقل عن ضربة البيجر التي وقعت على حزب الله، وحددت بداية المرحلة الحاسمة في التفكيك العملياتي للمنظمة. زعماء ايران على أي حال سيجلسون اليوم ليعيدوا احتساب المسار، فيما أن للجيش الإسرائيلي يوجد منذ الان المسار في خطة التوجيه.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook