ترجمات عبرية

معاريف : التصفية لـ «حماس» والرسالة لـ «حزب الله»

معاريف  بقلم: تل ليف رام :2024-01-04

اذا كان هناك إحساس – بعد نحو ثلاثة اشهر من الحرب- بالجمود في صورة وضع القتال في الساحة المركزية في غزة وفي لبنان – فقد انتهى مساء أمس (أول من أمس)، عند تصفية مسؤول حماس الكبير صالح العاروري ومسؤولين كبار آخرين في منظمة الإرهاب.
بعد 89 يوما من حرب ذات مزايا متعددة الساحات، بدأت في هجوم إرهابي من منظمة الإرهاب حماس في 7 أكتوبر وجرت بشكل واضح في ساحة قطاع غزة في المناورة البرية للجيش الإسرائيلي، من المتوقع الآن تغيير جوهري في تطور الحرب حيث ستكون المعركة مع حزب الله بالنسبة لإسرائيل أيضا الجبهة المركزية.
صحيح حتى الآن، يبدو أن هذه المسألة متعلقة أساساً برد حزب الله – هل، كيف وباي شدة سيرد بالنار نحو إسرائيل. مهما يكن من أمر فان من اتخذ القرار بتصفية المسؤولين على أراضي لبنان، معقول ان يكون اخذ بالحسبان بأنه كفيل بان يؤدي الى تصعيد دراماتيكي في الحرب مع حزب الله. وذلك، حين تكون إسرائيل على أي حال تقف امام مفترق قرار في ضوء استمرار القتال في الجبهة الشمالية بالتوازي مع المناورة البرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة – هل ستأخذ مبادرة هجومية في محاولة لكسر ما يبدو كطريق مسدود. بمعنى، وضع حتى لو لم يتطور حتى الآن الى حرب كاملة في الساحة الشمالية، فانه ثبت كحقيقة شللا تاما للمجال المدني في البلدات وفي المجالس الإقليمية المجاورة للحدود.
في أيام عادية ليست أيام حرب معقول الافتراض بأن تصفية شخصية رفيعة المستوى كالعاروري كان ذا معنى عملياتي بالنسبة لإسرائيل حتى في كل ما يتعلق بالإرهاب في الضفة. فضلا عن الحساب الطويل جدا الذي لإسرائيل مع العاروري ومع مسؤولين آخرين ذوي أهمية بالنسبة لقدرة حماس العسكرية في الضفة وغزة على حد سواء، فان العاروري كرئيس الذراع العسكري لحماس في الضفة هو ذو أهمية خاصة.
فقد عرف كيف يربط جيدا بين معرفته الطويلة للضفة وإسرائيل وبين خلق ارتباطات مع قيادة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، لغرض توثيق التعاون. مرة أولى في بناء مشترك لفرع الإرهاب الحماسي في لبنان الذي عمل في السنوات الأخيرة تحت رعاية كاملة وتعاون مع حزب الله، ومرة ثانية اهم – في تمكين الصلات المشتركة التي بين ايران، حزب الله وحماس حيال عدو مشترك هو إسرائيل. هكذا استوعب حزب الله وايران في السنوات الأخيرة الفضائل التي يمكنهما أن يستخلصاها من توحيد الساحات تجاه إسرائيل، بما في ذلك في تعظيم الدعم لمنظمات الإرهاب الفلسطينية، وعلى رأسهم بالطبع حماس – رغم كونها منظمة اخوان مسلمين سُنية.
مقابل العملية العسكرية المرتقبة في قطاع غزة وخوض معركة دفاع تجاه حزب الله التي عنصر المبادرة الهجومية فيها كانت محدودة حتى هذه المرحلة كي لا يكون الانجرار الى حرب في لبنان، يبدو هذه المرة انه يوجد منذ الآن من يطلق إشارة مباشرة للغاية لحزب الله ولدولة لبنان بان مرحلة ضبط النفس في لبنان انتهت. وذلك على نحو خاص في ضوء الوضع الذي كان فيه حزب الله هو الذي اختار الانضمام الى الحرب، حتى وان كان بشكل محدود نسبيا وليس باستخدام نار كاملة – شل بهجماته طبيعة الحياة الاعتيادية في منطقة الحدود الشمالية بشكل مطلق.
لقد قصدت التصفية في لبنان قيادة حماس، لكن الرسالة هي تجاه حزب الله ودولة لبنان – وبشكل غير مباشر ربما أيضا لدول وقوى عظمى أخرى بحيث تمارس ضغطا مباشرا على حكومة لبنان (او ما تبقى منها)، في محاولة قد تكون الأخيرة لكبح حزب الله من أن يدهور لبنان الذي يعيش على أي حال في حالة فوضى سلطوية واقتصادية، الى الحرب.
الآن أيضا يفضلون في إسرائيل إمكانية تسوية سياسية في الحدود الشمالية لوقف النار وابعاد حزب الله عن الحدود، في اتفاق يتطلب تنازلات إسرائيلية أيضا. مع ذلك، بعد التصفية المنسوبة لإسرائيل تعود الكرة الآن الى جانب حزب الله – كيف وهل سيرد وهل نحن في الطريق الى تصعيد إضافي في الحدود الشمالية – والأيام القادمة ستحدد اغلب الظن ما سيأتي.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى