معاريف: التدهور في الضفة سيصعب على الجيش الإسرائيلي التصدى لساحات اخرى
معاريف 23/11/2025، آفي أشكنازي: التدهور في الضفة سيصعب على الجيش الإسرائيلي التصدى لساحات اخرى
بهدوء تام يواصل الجيش الإسرائيلي العمل في قطاعه غزة. الشاباك وأمان (المخابرات والاستخبارات) يواصلان جمع المعلومات الدقيقة في كل ما يتعلق بحركة نشطاء حماس. في رفح، مقاتلو سلاح الهندسة القتالية الى جانب مقاتلي لواء الناحل ولواء جولاني يغلقون على المخربين الذين يوجدون تحت الأرض في جيوب الانفاق إياها تحت حي الجنينة في رفح. في الأيام الأخيرة أصاب الجيش الإسرائيلي مخربين فقتل عشرات منهم. وأول أمس وأمس بدأ بعضهم يخرج من الانفاق، بعضهم صفي بنار مقاتلي الجيش والباقون رفعوا الايادي واعتقلوا.
في تحقيقهم رووا أن بعضا من رفاقهم قتلوا تحت الأرض وان الغذاء والماء نفدا. والان بات هذا مسألة أيام – إما ان يستسلموا أو يلقوا حتفهم.
لقد اثبت رئيس الأركان الفريق ايال زمير في حملة “عربات جدعون 2” أيضا بانه يعمل من الرأس وليس من البطن: ان الجيش الإسرائيلي ملزم بان يستغل تفوق قوته وعظمته وينبغي استخدامهما بتقنين، بحيلة وبكثير جدا من الصبر. هكذا تحفظ القوة، يحمى المقاتلون ويتم الوصول الى النتيجة المرغوب فيها – حتى لو استغرق هذا بضعة أيام أخرى.
يستعد الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة للقتال في ثلاث ساحات: ايران، لبنان وغزة. ايران تشدد سباق تسلحها. وهي تعمل في الداخل وفي الخارج وتحاول ترميم منظومة صواريخها الباليستية. هدفها هو جمع عدد هائل من الصواريخ، ولكن أيضا عدد كبير على نحو خاص من المنصات. في حملة “الأسد الصاعد” فهم الإيرانيون بان ليس لعدد الصواريخ معنى، اذا لم يكن لديك ما يكفي من المنصات كي تخلق تواصلا لاطلاق الصواريخ. وبخاصة عندما يكون لسلاح الجو تفوق جوي فوق سماء ايران.
في طهران يفهمون بانهم لن يتمكنوا من المواجهة وحدهم لقوة الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو. وعليه يعمل النظام على أعادة بناء الطوق الخانق على إسرائيل. من الحوثيين في اليمن، عبر الميليشيات الشيعية في العراق وحتى في سوريا، مرورا بحزب الله والمنظمات الفلسطينية في لبنان وحتى اغراق بلدات الوسط العربي في إسرائيل بكميات هائلة من السلاح. بالتوازي تحاول ايران إعادة إقامة كتائب الإرهاب في الضفة.
في لبنان، برعاية ايران، يحاول حزب الله بناء قوة اجتياح وقوة نار تضرب الجبهة الإسرائيلية الداخلية. حزب الله وايران يستغلان ضعف حكومة لبنان والجيش اللبناني. يدور الحديث عن جيش ضعيف وفاسد، بعض من الجنود والضباط فيه يتلقون رواتب من الحكومة بالتوازي مع مبالغ مالية شهرية من حزب الله أيضا. النتيجة في افضل الأحوال هي غض النظر، وفي الحالة الأسوأ مساعدة فاعلة لمنظمة الإرهاب.
في الجيش الإسرائيلي يعملون ضد تسلح حزب الله. سلاح الجو يهاجم على أساس يومي أولئك المسؤولين الذين يعملون في المنظمة على بناء قوة حزب الله. كما أنه يعمل ضد المخازن والمنصات التي تنصب في الميدان. واضح للجيش منذ الان بانه سيعمل مرة أخرى في لبنان والسؤال هو فقط متى – هذا الأسبوع، الأسبوع القادم ام ربما فقط في الشهر القادم. لكن لا يوجد شك بان هذا سيحصل، ببساطة لان الجيش اللبناني لا يفي بمهمته لنزع سلاح حزب الله.
في الجبهة الجنوبية، حماس لا تلتزم بالاتفاق. هي تحتجز ثلاثة جثامين مخطوفين ولم تعدهم الى إسرائيل بعد. بالتوازي، في الجيش الإسرائيلي يفهمون بانه بدون نزع سلاح حماس وتجريدها من انفاقها في ارجاء القطاع – سيتعين العودة للعمل بل وحتى احتلال كل القطاع.
هذه المرة، سيدخل الجيش الإسرائيلي الى المعركة بلا قيود وكوابح تتمثل بمدنيين وجنود مخطوفين، مثلما كان حتى وقت أخير مضى. الاحداث في نهاية الأسبوع في رفح وبجوار الخط الأصفر تدل على أن حماس لا تزال تحاول تحدي الجيش الإسرائيلي وانها ليست مهزومة على الاطلاق.
مشكلة الجيش الإسرائيلي الأخرى الان هي ما يجري في الضفة. 25 كتيبة تعمل في هذه الجبهة للحفاظ على وضع لا تنجح فيه حماس ومنظمات الإرهاب، التي تعمل وتمول من ايران بل وتوجه الى تركيا، في خلق موجة إرهاب اجرامية في الضفة وفي خط التماس. الجيش الإسرائيلي يعمل كل ليلة وينفذ مع الشاباك اعتقالات واعمال احباط.
غير أن المشكلة المقلقة هي الإرهاب اليهودي الذي نبت منفلتا في الضفة ويهدد بدهورة الوضع. ان التدهور في الضفة سيجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي ان يتصدى للساحات الثلاثة التي يتوجب عليه ان يتصدى لها بقوة عالية – وعلى ما يبدو قريبا.



