معاريف: الاستنتاجات من سنتي الحرب

معاريف 21/10/2025، ميخائيل هراري: الاستنتاجات من سنتي الحرب
الاتفاق الذي أملاه ترامب وضع حدا للحرب لكنه تركها دون مسيرة واضحة للحل. هذه هزة استراتيجية لها تداعيات واسعة النطاق. يقصر الصراع عن استعراض السنتين الأخيرتين واجدني اركز على خمسة استنتاجات من الواجب استخلاصها في الظروف الحالية:
1 – إسرائيل هي جبار عسكري لكنها قزم سياسي. فقد صعب على إسرائيل على مدى السنين ترجمة إنجازات عسكرية الى نتائج في الميدان السياسي – الاستراتيجي. السياسة الخارجية تميزت بنزعة دفاعية، باحباط الخطوات التي لا تروق لها وبقدر اقل بالمبادرة وببلورة مذهب مرتب لخطوات استراتيجية. الاتفاق، الذي ليس واضحا كيف سينفذ في المراحل التالية، كان يمكن تحقيقه قبل اشهر من ذلك. فعدم الاستعداد الإسرائيلي لفهم هذا والموافقة على البديل حتى وان لم يكن كاملا، يترك حماس كاللاعب الوحيد في قطاع غزة والتي بدأت منذ الان بمهمة إعادة بناء مكانتها.
2 – اتفاقات السلام مع مصر والأردن صامدة في المدى الزمني القريب، لكنها تصدعت للمدى البعيد. فمن الصعب حتى المتعذر كان التقدير بانها كانت ستنجو من سنتي حرب، لكنها تصدعت بصدوع ذات مغزى برؤيتها لالتزام إسرائيل باتفاقات السلام او على الأقل بالاستعداد لان تأخذها كأمر مسلم به وتعريض حصانتها للخطر.
3 – المشكلة الفلسطينية هي مشكلة إسرائيلية. الساحة الإقليمية والدولة غير قادرة او معنية بان تبدي دورا فاعلا في محاولة حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. المبادرة الفرنسية – السعودية التي نجحت في أن تجند دعما دوليا بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب دول مركزية، هامة وحيوية. لكن هذا منوط في نهاية اليوم بالطرفين، واساسا بإسرائيل. محظور ان يضللنا عدم الاشتراط الذي اتخذه دول عديدة بين المصالح القومية والمشكلة الفلسطينية: الرسالة هي، هذه “مشكلتكم”، التي عدم حلها يجر تداعيات ويحول إسرائيل الى “منبوذة”. إسرائيل تركز على الاتهامات، التي هي مبررة في قسم منها، باللاسامية و “عدم الفهم” من جانب العالم، الذي يمكن حله بإعلان رسمي مناسب.
4 – التعلق الإسرائيلي المطلق بالولايات المتحدة (وبالجانب الجمهوري). منظومة العلاقات الاستراتيجية الإسرائيلية – الامريكية خلقت على مدى السنين تعلقا للقدس بواشنطن. لكن هذا لم يكن مطلقا مثلما هو الان ومتعلق من جهة فقط بالخريطة السياسية الامريكية، الجانب الجمهوري. ويجيد ترامب تجسيد هذا على الملأ. التداعيات للمدى البعيد إشكالية جدا.
5 – مسؤولية المجتمع الإسرائيلي. الخيوط الاستراتيجية انتقلت اليه. في دولة ديمقراطية يعد هذا امرا مسلما به، لكن السنوات الأخيرة وضعت المجتمع الإسرائيلي على حافة جرف عميق. وبشكل باعث على الالهام ابدى هذا المجتمع جسارة روح والهام، منعا انهياره. والان، هو ملزم بان يقرر بالنسبة لمواصلة طريقه. الخيوط في ايديه وبشكل واضح ودراماتيكي اكثر من أي وقت مضى بغياب قيادة مسؤولة شجاعة وبعيدة النظر مستعدة لان تتخذ قرارات استراتيجية. ليس ما “لا تريده” إسرائيل، بل “ما تريد إسرائيل أن تسير فيه”.
6 – المشكلة الفلسطينية هي كما اسلفنا مشكلة إسرائيلية، وبالتالي فان واجبة قرارات صعبة وضرورية. حلها سيساعد في تسوية مسائل داخلية ويساهم في تطبيع إسرائيلي مع العالم الواسع.