ترجمات عبرية

معاريف: الأقلية العربية في إسرائيل لا يحق لهم رفع علم فلسطين

معاريف 6/6/2022، بقلم: إسحق ليفانون

بعد عشرات السنين من العيش المشترك، يدهشني أن أرى في أوساط عرب إسرائيل من يحاولون تبرير رفع علم فلسطين في ساحات إسرائيل بحجج غير ثابتة وغير مقنعة. وما هو مذهل أكثر اعتقادهم أننا لا نفهم ما يعني هذا. وبالفعل، أن يأتي أحد ما ويكتب بأن علم فلسطين رفع في مناسبات وفي مظاهرات وكأنها كانت بريئة، أمر سخيف. فلا يوجد حدث أو مظاهرة مع أعلام فلسطين كان هدفها الإعراب عن التأييد لدولة إسرائيل. كلها كانت في أطر وملابسات معادية. وأنا أتطرق بالطبع للعرب الذين يعيشون معنا، إذ إن عرب السلطة الفلسطينية يمكنهم أن يرفعوا أي علم يرغبون فيه.

إن رفع علم فلسطين داخل إسرائيل يشدد على ما يفرق وليس على ما يوحد. أولئك الذين في أوساطنا ممن يبررون رفع العلم يسمون المتظاهرين “فلسطينيين إسرائيليين”. لا أفهم المقصود، لكن لا يوجد شيء كهذا. المفكرون والنشطاء الاجتماعيون ممن يعبرون عن عرب إسرائيل يقولون صراحة أن العلم تعبير عن القومية المكافحة لـ “الفاشية” الإسرائيلية” و”الأبرتهايد” فيها.

عندما استقبلت فرنسا المهاجرين من شمال أفريقيا، أوضحت لهم بأنه إذا كانوا يرغبون في العيش وفقاً لقوانين الدولة وعاداتها، فإنهم مرحب بهم. اليوم، الأقلية الشمال إفريقية في فرنسا هي نحو 20 في المئة من السكان، مثلما هو عندنا. هم لا يتظاهرون مع أعلام الجزائر أو المغرب. كما أن عرب إسرائيل الذين هم مواطنو الدولة لا يمكنهم أن يفعلوا هذا.

وتفصيل مشوق آخر: كل المظاهرات والمناسبات موضع الحديث تجري على شرف العلم الفلسطيني. علم إسرائيل لا يرفع في أي واحدة منها. عرب إسرائيل يعانون من انفصال في الهوية، وهذا مفهوم. وعليهم أن يقرروا إلى أي جانب سيتوجهون. استمرار رفع علم فلسطين مع شعارات ضد إسرائيل يخلد النزاع بدلاً من تسويته.

للمواطنين العرب في إسرائيل كامل الحق في التظاهر، والإعراب عن الرأي واستخدام حرية التعبير. وكل ذلك في إطار قوانين دولة إسرائيل. التظاهر “نعم”، علم إسرائيل “نعم”، علم فلسطين “لا”. أنا من أولئك الذين يعتقدون بأنه يجب وقف حملة الإرهاب التي تعيق كل حل للنزاع. عرب إسرائيل أقلية تستحق كامل الحقوق بصفتها هذه. لن يكون في أي مرحلة وضع يكون فيه للأقلية مكانة متساوية لمكانة الأغلبية في اتخاذ القرارات.

مدى العمل كأقلية في الحياة السياسية واسع ومتنوع بما يكفي، بحيث لا حاجة للحرص على حقوقهم. عندما نسوي النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ويحل سلام حقيقي، لا مشكلة في رفع أعلام فلسطين معاً، وأشدد على معاً، مع علم القومية في مناسبات سعيدة ومظاهرات تأييد. بقدر ما يفهم عرب إسرائيل بأن حياتهم ستتغير جذرياً من خلال دمجهم الكامل واحترام قوانين الدولة، هكذا يكون أفضل لهم. أما الاعتراضات التي تسمع في الجمهور اليهودي بالنسبة لرفع علم فلسطين ضد إسرائيل فليست أموراً شعبوية كما قيل، هي رؤية واعية. الشعبوي هو الحديث عن مظاهرات ومناسبات جرت مع أعلام فلسطين وكأنها كانت مناسبات بريئة، ممهدة بنوايا حسنة ومبررة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى