ترجمات عبرية

معاريف: استمرار التصعيد في الضفة يخدم حماس في غزة

معاريف 2022-11-25، بقلم: تل ليف رام: استمرار التصعيد في الضفة يخدم حماس في غزة

لا توجد في هذه المرحلة معلومات تربط بين “حماس” في غزة والعمليات في القدس. لكن الأرشيف مليء، في موجة “الإرهاب” في السنة الأخيرة ايضا، بمحاولات العمليات التي أحبطها “الشاباك” في مرحلة مبكرة، بينما صدرت الأوامر لتنفيذها من غزة، او بشكل غير مباشر، عبر القيادة في تركيا.

نجاح العملية، التي تشير بصمات مخططيها بشكل مباشر الى قطاع غزة، ستؤدي باحتمالية عالية الى توصية في جهاز الامن للقيادة السياسية لمهاجمة غزة. حتى قبل أن يتحقق هذا السيناريو المعقول، فان تصعيداً إضافياً في جنين قد يدخل غزة الى صورة التصعيد في وقت مبكر جدا، حتى حينما لا تكون لإسرائيل ولـ”حماس” مصلحة في ذلك.

العملية في القدس، وصور المصابين في خلفية محطات الباصات، ألقت بنا، أول من أمس، في رحلة في الزمن عشرات السنين الى الوراء، الى الصور القاسية للباصات المتفجرة في قلب مدن إسرائيل. من المعقول الافتراض بان هذا الارتباط في الوعي، الى جانب قتل إسرائيليين، هو ما سعى “المخربون” الى تحقيقه. فإلى هناك بالضبط يتجه “الارهاب” المنظم. مزايا العملية في القدس تشير الى احتمال عال بأنه في خلفية التخطيط لها، تجهيز السلاح والتنفيذ، يختبئ تنظيم “إرهابي” قديم وليس مجرد شبكة محلية مثل “عرين الاسود”.

في واقع يعمل فيه الجيش الإسرائيلي كل الوقت في قلب المدن الفلسطينية فان قدرات “الإرهاب” المؤطر بعيدة عن القدرات التي كانت لمنظمات “الإرهاب” وللشخصيات التي قادت “حماس”، “الجهاد الإسلامي”، و”فتح” في منتصف التسعينيات وفي بداية سنوات الألفين.

ان حرية العمل التي للجيش الإسرائيلي والأهمية التي ينظر بها جهاز الامن الى الحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية كبديل اكثر معقولية لاجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة هي بالضبط الأسباب التي تشرح لماذا يعارض جهاز الامن بشدة المطالبات السياسية المزعومة للخروج في حملة سور واقٍ 2.

في الاختيار بين عملية ضد السلطة الفلسطينية و”حماس” في قطاع غزة، سيفضل جهاز الامن تحديد “حماس” في غزة بديلاً للعملية في حالة واصلت موجة “الارهاب” الحالية في التصاعد. ما يبدأ في الضفة يكاد دوما ينتهي في قطاع غزة. حتى الآن بما في ذلك منذ حملة “حارس الاسوار” وعملياً منذ فك الارتباط، بما في ذلك سنوات حكم نتنياهو الطويلة، حيث تتلعثم إسرائيل في نقل الرسالة لـ”حماس” في انه حتى على توجه “الإرهاب” من غزة الى الضفة يوجد ثمن، وان إسرائيل لن تكتفي بالرد على نار الصواريخ من القطاع.

قصر رئيس الأركان، أفيف كوخافي، قليلاً زيارته الى الولايات المتحدة. من ناحية عملية ليس لهذا معنى. يدور الحديث عن عودة قبل بضع ساعات من الموعد المقرر، لكن من ناحية رمزية هذه قصة اخرى وليس مؤكداً أن هذا ما قصده رئيس الاركان بالبلاغ الذي اصدره عن تقديم موعد عودته.

إسرائيل، التي تسعى لتركز الانتباه على التحديات تجاه ايران ولاحقاً سباقها الزاحف نحو النووي، تفهم جيداً ثمن المواجهة في الساحة الفلسطينية، في المجال الدبلوماسي الدولي وربما حتى اهم من ذلك، بالأثمان التي يدفعها الجيش في تأهيله للحرب بتعزيز القوات الذي يتواصل منذ اكثر من ثمانية اشهر.

ان استمرار التصعيد في الضفة سيخدم أكثر من أي شيء آخر إيران و”حماس” في غزة أيضاً، وهذا يفهمه نتنياهو جيداً قبل كثير من ان يعمل لتلبية مطالب أولئك الراغبين في انهيار السلطة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى