ترجمات عبرية

معاريف – احتفال بإحياء ذكرى “الكارثة اليهودية” في مصر

بقلم: إسحق ليفانون – معاريف 2/2/2022

بهدوء تام، عقد في مصر في الأيام الأخيرة حدث هو أقرب إلى الحدث التاريخي. كانت تغطية الإعلامية في المكان قليلة، أما في البلاد، مما رأيته، فلم يحظَ بتغطية مناسبة. على خلفية يوم الكارثة الدولي، جرى في فندق اعتباري في قلب القاهرة احتفال ذكرى بمشاركة أعضاء برلمان مصريين سابقين، وأكاديميين، ودبلوماسيين أجانب وغيرهم. سفيرتنا في مصر، أميرة أورن، شاركت هي الأخرى. سفير الولايات المتحدة في مصر، جوناثان كوهن، هو الذي بادر إلى الحدث إلى جانب متحف الكارثة في واشنطن. بث في الحدث فيلم عن المعسكرات التي أقامها النازيون في تونس وطرحت شهادات لعرب أنقذوا يهوداً وحظوا بلقب محبي أمم العالم. جيء في الحدث بقصة د. محمد حلمي، مصري سكن في برلين في العام 1940 وأنقذ فتاة يهودية، وصلت بعد الحرب إلى الولايات المتحدة.

في العام 2005، تحت صولجان وزير الخارجية في حينه، سيلفان شالوم، وبقيادة الدبلوماسي روني أدام، نجحت إسرائيل في إجازة قرار أول من نوعه في الأمم المتحدة، وبموجبه يجري إحياء يوم الذكرى الدولي للكارثة في 27 كانون الثاني من كل عام، وطلب من الدول إحياء اليوم بطقوس ولقاءات تعليمية وغيرها. ويُرى الحدث في مصر، حيث أرسل الإخوان المسلمون في الماضي للقتال ضد الحاضرة اليهودية هنا. المنظمة السرية للإخوان المسلمين هاجمت يهود القاهرة وزرعت الدمار في أملاكهم ومشاريعهم. وكانت مصر جمال عبد الناصر هي التي طردت يهود بلادها بعد أن نزعت عنهم المواطنة وصادرت أملاكهم. هذه مصر التي أبدت عطفاً على اللاسامي الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس، الذي عرض مساعدته على هتلر في إبادة يهود الشرق الأوسط.

حدث هذا في الدولة العربية الكبرى، حيث اجتمع كثيرون وتحدثوا عما فعله النازيون باليهود، ما كان يمكن أن يتم دون موافقة السلطات المصرية التي أعطت الضوء الأخضر. هذه هي المرة الأولى التي يجرى فيها مثل هذا الحدث في مصر. تقف خلفه روح يبثها الرئيس المصري السيسي بعد اتفاقات إبراهيم. كما أنه وجه سفيره إلى الأمم المتحدة بتأييد القرار الجديد الذي بادرت إليه إسرائيل ضد نكران الكارثة. إيران هي الوحيدة التي صوتت ضد الاقتراح بل وقالت فيه أقوالاً شريرة. ثمة تغيير في الأجواء مشجع وإيجابي في مصر. وجرى في أبوظبي أيضاً احتفال مشابه. لقد ساهمت اتفاقات إبراهيم في تغيير الأجواء. وراء عقد الحدث في القاهرة الكثير من الرمزية. وتظهر بحوث مختلفة بأن ظاهرة ناكري الكارثة واللاسامية أيضاً – مصدرها الجهل: انعدام المعرفة عما حصل في إحدى الفترات الظلامية في تاريخ الإنسانية. حتى لو كان عدد المشاركين قليلاً في قاعة الفندق في القاهرة، فإن موافقة مصر على السماح لانعقاد الحدث لأول مرة في تاريخها مساهمة مباركة في تصفية الجهل وكشف الحقيقة.  

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى