ترجمات عبرية

معاريف: اجتياح غزة براً بين أسئلة البداية ونية حزب الله

معاريف 22-10-2023، بقلم تل ليف رام: اجتياح غزة براً بين أسئلة البداية ونية حزب الله

أسبوعان على حرب “السيوف الحديدية” وبضعة أسئلة لا تزال مفتوحة قبل بدء المناورة في الجنوب. فمثلاً، هل سيتخذ “حزب الله” عند دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى غزة، قراراً برفع درجة ناره وحجم نار صواريخه نحو إسرائيل لدرجة إدخال دولة لبنان إلى حرب مباشرة مع إسرائيل، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معان في الدولة، التي هي على أي حال في تفكك مطلق؟

وفي كل ما يتعلق بقطاع غزة، حيث تسعى إسرائيل لتدير جهودها المركزية في هذه المرحلة والقضاء على حماس، فإن السؤال الأول التكتيكي يتعلق بنوعية الحلول التي لدى الجيش الإسرائيلي للتصدي لتهديدات أنفاق حماس الدفاعية، بحيث يكون ممكناً استغلال تفوق الجيش الإسرائيلي الواضح فوق الأرض. السؤال هو: هل سينجح الجيش بالمراحل الأولية في دحر خط الدفاع الأول لحماس ويركز على ممارسة الضغط على مراكز قوة حماس في المدن الكبرى وعلى رأسها غزة؟

السؤال الثاني بالنسبة لغزة متعلق بشكل مطلق بقدرة الجيش على تحقيق إنجازات حقيقية في ميدان المعركة بحيث يكون ممكناً ترجمتها إلى غاية سياسية لا تترك مجالاً للشك إزاء قدرة حماس على مواصلة قيادة قطاع غزة في اليوم التالي أيضاً. كل شيء أقل من هذا سيشكل عدم إيفاء بالأهداف التي وضعتها لنفسها دولة إسرائيل في القضاء على حماس والانتصار عليها بشكل واضح.

يعمل سلاح الجو أساساً ليعدّ الأرض لدخول القوات وضرب الأماكن التي حولها معلومات استخبارية بوجود مواقع مضادة للدبابات وقناصة ومناطق مفخخة بعبوات ناسفة وغيرها. حجوم النار نحو إسرائيل، والتي ليست كبيرة جداً في هذه اللحظة، هي الأخرى تسمح بمرونة ما حتى قرار إدخال القوات لبدء الخطوة البرية.

إن مدى الإصابة للأنفاق في داخل غزة يجب أن يؤخذ بشكل محدود الضمان انطلاقاً من فهم أن حماس استخلصت الدروس من الحملة الأخيرة في محاولة للالتفاف على قدراتنا لتشخيص المسار التحت أرضي الذي لن يتخلوا عنه، لكن مع ذلك، فإن الدمار الكثير في غزة فوق الأرض يشوش عليهم بعضاً من خططهم، وذلك بسبب أنقاض المباني التي دفنت فتحات الأنفاق التي خططوا لاستخدامها.

أمام هذا الواقع، من المتوقع أن يتقدم الجيش الإسرائيلي مع آلياته المجنزرة كي يستخدم الكثير من النار في إطار الحركة، بينما تتقدم الطائرات المساعدة القريبة من الجو. إن طبيعة مثل هذه العملية، إذا ما أديرت على نحو سليم، قد تدخل الجيش إلى القتال بشكل جيد، وهكذا تؤثر على تواصلها أيضاً. الدخول الجيد إلى القتال البري في المرحلة الأولى سيقصر الخطوة الأساس للجيش الإسرائيلي، حتى إذا ما تطلبت بعدها أعمال واجتياحات عسكرية كبيرة على مناطق أخرى في أراضي القطاع.

السؤال الأكبر هو لبنان بالطبع. كل ما كتبناه حتى الآن كفيل بأن يتأثر إذا ما تحولت أيام القتال في الشمال إلى معركة حقيقية، ومن هناك فإن الطريق إلى الحرب في الساحة الشمالية قد يكون قصيراً.

إن فتح حرب في الساحة الشمالية يقلب الساحة الجنوبية على الفور فيجعلها ثانوية. فحتى الآن يحاول “حزب الله” توسيع نطاق المعضلة في إسرائيل، لكن القرار لم يتخذ عملياً بعد. حجوم تجنيد الاحتياط الواسع منذ المرحلة الأولى من الحرب، ووزارة الدفاع والجيش الأمريكي اللذان أدركا صورة الوضع الخطيرة في التهديد متعدد الساحات على إسرائيل والرئيس الأمريكي جو بايدن الذي اتخذ قراراً سريعاً لإقرار خطط الجارور التي كانت لدى الجيش ووزارة الدفاع الأمريكية لمساعدة إسرائيل في مثل هذا الوضع بل وأكثر من ذلك – كل هذه تشكل أساساً إضافياً للقرار الذي اتخذته إسرائيل لمواصلة الخطة والتركيز في هذه المرحلة على القضاء على حماس في الجنوب. يعتقد جهاز الأمن أن حماس تمارس ضغطاً شديداً على “حزب الله” للانضمام إلى المعركة، وثمة أصوات أخرى من إيران بالمقابل؛ إذ تجري ساحة اللعب بين إسرائيل و”حزب الله” على خط التماس حتى الآن.

يبحث “حزب الله” عن أهداف في الجانب الإسرائيلي، والجيش الإسرائيلي يدفع ثمناً في الحالات التي تثور فيها مشاكل انضباط عملياتي أو تحليل مهني غير صحيح للجنود الذين يتعرضون لتهديد الصواريخ المضادة للدروع وبخاصة في ساعات الظهيرة التي يستغل فيها “حزب الله” فضائل الميدان ونور الشمس للكشف عن نقاط ضعف في الجانب الإسرائيلي. جبل دوف محوط بمجال قتال آخر، وثمة افتراض بأن “حزب الله” سيزيد الجهود لضرب استحكامات الجيش الإسرائيلي – حين تكون حجوم النار الصاروخية نحو إسرائيل مرتفعة درجة في الأيام القادمة، بخاصة حين تدخل إسرائيل إلى غزة.

حتى هذه المرحلة، ورغم الأحداث الخطيرة التي تجري في الحدود الشمالية، فإن أعمال “حزب الله” الأخيرة ليست دليلاً على اتخاذه قراراً بدخوله حرباً شاملة مع إسرائيل لإنقاذ غزة، لكن في ضوء الوضع، وتقدير معقول بأنه لن يتجاوز الاحتدام، فإن على إسرائيل أن تبني فرضيتها بدخول “حزب الله” الحرب، بحجوم مختلفة تماماً مقارنة بالحرب مع حماس، وذلك رغم نجاحها في ضربة البدء الإجرامية على إسرائيل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى