ترجمات عبرية

معاريف: إستراتيجية سموتريتش وبن غفير: تنويم الجمهور في ظل الدفع قدماً بـ “دولة الشريعة”

معاريف 2023-01-12، بقلم: ران أدليستإستراتيجية سموتريتش وبن غفير: تنويم الجمهور في ظل الدفع قدماً بـ “دولة الشريعة”

بين هزات الحكومة الجديدة فإن الأكثر توقعاً يحصل في «الليكود» والأكثر تشويقاً يحصل في «قوة يهودية» بقيادة إيتمار بن غفير أو في «الصهيونية الدينية» بقيادة بتسلئيل سموتريتش. فالارتباط بسموتريتش والمستوطنين كان مسألة مؤقتة وكأنها فرضت على بن غفير من نتنياهو، الذي من جهته دفع له بالعملة الأصعب: وزارة الأمن الداخلي أو الخارجي، القومي او القومجي. لسموتريتش مخزون محدود من جمهور المستوطنين الناخبين. أما بن غفير فتوجد له مخزونات كبرى من المتحمسين لطريقه في أن يكون الشخصية الأعلى في الصهيونية الدينية – القومية الحريدية. في هذه المرحلة يعمل الاثنان معاً. مؤامرتهما في وجه ثورة اليسار هي استخدام تقنية مشابهة لتقنية حكومات اسرائيل تجاه الفلسطينيين: تنويم الجمهور بوساطة معالجة غلاء المعيشة، وبرعاية ستار الدخان هذا يدفعون قدماً بسياسة شرعنة وتبييض البؤر الاستيطانية.

في هذه الأثناء يبحثون في العالم كله في أفعال بن غفير. حصاد الأسبوع الأخير هو بحث في الأمم المتحدة، وتحذير من جانب الولايات المتحدة، وكتف باردة من جانب دول الخليج. نتائج لا بأس بها لمن لم يخدم في الجيش، وادين عدة مرات على دعم منظمة إرهاب والعنصرية، وما تبقى من أعمال طيبة وأقل طيبة. كي نفهم عمن يدور الحديث نرفق بهذا صورة طريقه السياسي من خلال أحداث مذبحة باروخ غولدشتاين في «مغارة الماكفيلا» في 1994. من المفهوم أن بن غفير ايد وعلّل ذلك في أن غولدشتاين أنقذ بعضاً من رفاقه. بعد سنة من المذبحة، في البوريم، ارتدى بن غفير سترة طبيب مع رتبة غولدشتاين وأضاف يافطة رسم فيها رجلاً مع بندقية والى جانبه كلمات «مبارك الرجل الذي يفتح النار». وقال: «بطلي هو الدكتور غولدشتاين». في ندوة في انتخابات 2022 قال بن غفير انه نضج ولم يعد يعتقد ان غولدشتاين بطل، ناهيك عن مئير كهانا.

إذاً، من أنت، يا بن غفير النجم الذي ولد في الانتخابات الأخيرة؟ في العام 1990، في السنة التي قتل فيها مئير كهانا في نيويورك، بدأ بن غفير ابن الـ 14 رحلته كتائب ونشيط في «موليدت»، الحزب العنصري المؤيد للترحيل بقيادة رحبعام زئيفي، غاندي. شيء ما لم يرتبط هناك، وبعد بضع سنوات انضم الى حركة «كاخ» الخاصة بكهانا، وبدأ يتسلق الى الأعلى في المراتب الداخلية. بعد الثانوية تعلم في مدرسة دينية أسسها كهانا، وبعد ثلاث سنوات من ذلك في 1994، كان بن غفير ابن الـ 18 مسؤول شبيبة «كاخ». باروخ غولدشتاين، عضو حزبه كاخ، يرتكب المذبحة في «مغارة الماكفيلا».

صور شخص (غولدنشتاين) يطلق صليات من النار على جمهور مصلين، يقتل، ولاحقاً يهاجمه المصلون ويقضون عليه، يفترض أن تكون مواد مزعجة لكل إنسان، فما بالك لفتى ابن 18. لا فكرة لديه كيف عالج بن غفير هذه الصور، الواضح هو أن المذبحة لم توقفه بل وربما حفزته. في المستوى التنظيمي كان بن غفير عضواً في حركة كاخ، وكان الناطق، العضو والمحامي الذي يخرج بالكفالة «فتيان التلال». بمعونتهم سيطر على الحزب، ومن هنا لاحقاً الهدف في السماء وفي ايدي السماء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى