ترجمات عبرية

معاريف: إحياء حل الدولتين السبب الأهم لفشل لابيد

معاريف 2022-11-23، بقلم: المحامي أهرون بابو: إحياء حل الدولتين السبب الأهم لفشل لابيد

فشل يئير لابيد وحكومته يُبرّز كلما مر الوقت. فالاستناد الى الكتل العربية ثبت أنه متعذر تماما، وخروج ممثليها في الكنيست من القاعة احتجاجا على اطلاق النشيد القومي هتكفا يشير الى رغبتهم في إلغاء وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية. صحيح أن منصور عباس بقي في القاعة لكن هذه ايضا على ما يبدو خطوة تكتيكية لمواصلة التمتع بالميزانيات الكثيرة التي خصصت للعرب في حكومة لابيد. لم تكن أي واحدة على صورة هذه الكتل في عهد بن غوريون، أو شاريت واشكول. عندها كان العرب يقبلون بحقيقة انتصار الجيش الإسرائيلي في “حرب الاستقلال” ويسلمون به.

الفشل الاكبر والاساس للابيد هو خطابه في الأمم المتحدة عن حل الدولتين. لعله لا يختار تصريحاته التي توجد لها آثار سياسية، لكنه بالتأكيد يعرف ان بنيامين نتنياهو نجح في أن يترك في غموض تام موضوع “الدولتين” الذي ذكر قليلا في السياسة الدولية في عهد نتنياهو. إذ انه توجد لنا منذ الآن دولتان عربيتان في “اراضي إسرائيل الاصلية” – المملكة الاردنية ومملكة غزة. لا توجد اي حاجة لدولة عربية ثالثة على ظهر الشعب اليهودي، حين يكون في كل حال مليون ونصف عربي داخل نطاقها يبقون عندنا. هذه خطة للابادة المؤكدة لدولة إسرائيل.

اضافة الى الموضوع العربي ارتكب لابيد اخطاء عديدة اخرى على مدى الطريق. فقد دمر علاقاتنا مع بولندا بالتصريحات الكفاحية ضدها، بعد أن مرت 77 سنة على انتهاء الحرب العالمية الثانية. كما انه مس بعلاقاتنا مع روسيا في أنه ابدى بوادر تعاطف تجاه اوكرانيا، وعذره بالتأكيد هو أنه في الجانب “الاخلاقي” المزعوم في السياسة الخارجية. عمليا هو فشل؛ لأنه لم يعرف كيف يشرح للاوكرانيين وضعنا الحساس.

قول مأثور روماني قديم يقول ان الألهة تدعم الاقوياء. ابدى لابيد ضعفاً في سياسته الخارجية والداخلية. وأعزو انا لضعفه كثرة العمليات في عهد حكومته الفاشلة التي كانت محبوكة برقعة فوق رقعة. ينبغي ان نفهم مرة واحدة والى الابد أنه عندما يتحدث العرب عن “مساواة الحقوق” فانهم لا يقصدون المساواة المدنية – مساواة كهذه توجد للعرب في دولة إسرائيل – مع انهم بالمقابل لا يطالبون بالمساواة في الواجبات مثل الخدمة العسكرية. مطلبهم هو أن يحصلوا على قدرة حكم رسمية واعتراف بدولة بدل دولة إسرائيل – دولة ثنائية القومية. هذه “مساواة” هي في واقع الامر ليست مساواة بل الغاء دولة القومية اليهودية. لم نسمع ان العرب في فرنسا يطلبون ان تصبح فرنسا دولة فرنسية – عربية.

أنهينا “حرب التحرير” في العام 1948، لكن هم من ناحيتهم لم ينهوها بعد. هم يشعرون بل ويعرفون بأن لابيد وحكومته كانا ضعيفين وكان يمكن استغلالهما لأهدافهم. في هذه الوضعية يجدر بنا أن نتذكر الكلمات الخالدة التي قالها بريكلس، رئيس الديمقراطية اليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد عن “طالبي السلام” في اثينا ممن ارادوا الاستسلام لسبارتا: “يوجد بيننا اناس مستعدون لأن يتنازلوا عن حريتهم، ويستسلموا للعدو بكل ثمن، على أن يعيشوا بسكينة. اصدقاء السلام اولئك سيدمرون دولتنا. لا تسيروا مضللين خلف مواطنين كهؤلاء… اعلموا ان لدولتنا سمعة كبيرة في العالم كله لأنها لم تستسلم أبداً للشغب”.

وفي إجمال فشل لابيد يجدر بنا ان نذكر كيف انه تجرأ على التنازل عن ارض إسرائيلية بحرية وانسحب منها لصالح لبنان، دون اي بحث جدي. ما كان ليمكن ان يمر في دولة اخرى نال عندنا عناوين رئيسة مادحة في وسائل الإعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى