ترجمات عبرية

معاريف: أوراق الاتفاق في يد واشنطن

معاريف 2023-08-11، بقلم: ميخائيل هراري: أوراق الاتفاق في يد واشنطن

تبرز حالياً تقارير عن اتفاق إسرائيلي – سعودي محتمل. حتى الرئيس بايدن اقتُبس عنه انه يرى إمكانيات جدية للاتفاق، بعد أن أعرب في الماضي عن تفاؤل أقل. فما هي مصالح كل واحد من اللاعبين وكيف يرتبط هذا بالازمة الداخلية الحادة في إسرائيل؟

ما الذي تريده إسرائيل؟ هذا هو القسم السهل. اتفاق رسمي وعلني مع السعودية يشكل درة التاج في علاقات إسرائيل مع العالم العربي والإسلامي. ستكون فيه ثلاثة إنجازات أساسية: أولا، دليل قاطع على ادعاء اليمين بان التطبيع الإسرائيلي – العربي حتى مع السعودية لا يمر عبر التقدم في حل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ينبغي الاعتراف بان هذا سيكون إنجازا استراتيجيا لإسرائيل، وان كان بثمن كارثي لمستقبل إسرائيل بين النهر والبحر. ثانيا، سيفتح الاتفاق الطريق، على نحو مؤكد، لإقامة علاقات مع دول إسلامية أخرى. ثالثاً، سيكون هذا إنجازاً هائلاً لرئيس الوزراء حيال الساحة الداخلية. على حاله يبقى السؤال ماذا سيكون المقابل الإسرائيلي للسعوديين والأميركيين؟

ما الذي تريده السعودية؟ هذا يصبح اكثر تعقيداً بكثير. سيكون المقابل من الولايات المتحدة مظلة دفاع على نمط “الناتو”، كردع تجاه ايران، ومفاعل نووي مدني، معقول أن يكون تحت رقابة ما من الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقدرة وصول الى سلاح أميركي متطور للغاية. المقابل من إسرائيل سيكون على ما يبدو اتفاقا إسرائيليا – سعوديا يشكل مدماكا إضافيا للردع تجاه ايران، وقدرة وصول الى تكنولوجيا إسرائيلية متطورة، بما في ذلك سايبر هجومي، وخطوات بناءة في السياق الفلسطيني – الإسرائيلي، فالخصام/المنافسة بين الرياض وأبو ظبي يلزمان ولي العهد السعودي الا يتخلف في الساحة الإقليمية، بما في ذلك حيال إسرائيل.

ما الذي تريده الولايات المتحدة؟ هنا بات هذا اكثر تعقيدا وتركيبا. يدور الحديث عن عدد من المصالح المركزية: بناء كيان أمني إقليمي يقف في وجه ايران، وإبعاد السعودية عن الصين، من المعقول أن يكون هذا هو شرط أميركي مسبق وضروري حيال الرياض، وكذلك الإبقاء على رؤيا الدولتين، وكبح الانقلاب النظامي في إسرائيل، وانجاز لادارة بايدن قبيل الانتخابات في السنة القادمة.

عملية المفاوضات في ذروتها، ولا ينبغي المسارعة الى تقرير ما الذي ستولده الاتصالات من خلف الكواليس. لكن من الواضح تماماً أن الأوراق الأهم توجد في واشنطن، وبكلمات أخرى: ما هي الإنجازات او النتائج التي يريد بايدن أن يحققها؟ يمكن التقدير بان هذه تتركز في ثلاث علامات استفهام أساسية: الأولى تتعلق بالقدرة النووية التي يطلبها السعوديون. ينبغي الافتراض بان رئيس الوزراء سيكون مستعدا ليساعد السعوديين حتى في هذا السياق مقابل اتفاق تطبيع رسمي. في نظره توجد كما أسلفنا علامة استفهام هائلة حول ميل الكونغرس الأميركي لذلك. الثانية تتعلق بالنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. المطالب السعودية ليست واضحة، لكن الإحساس هو ان هذه المسألة ليست في رأس اهتمام الرياض. السؤال الأكثر أهمية وتشويقا يتعلق بمكان هذه المسألة في سلم الأولويات الأميركي. واشنطن مصممة على حفظ رؤيا الدولتين. هذا يتعلق أيضا بالمصلحة الأميركية لمنع الانزلاق الخطير، في نظرها، الى دولة ثنائية القومية. فقد تكون لهذا آثار إقليمية. الثالثة تتعلق بالانقلاب النظامي. تتصدر إدارة بايدن النقد الدولي تجاه سياسة الحكومة، ولا توفر سوطها عن رئيس الوزراء، لكن في وسعها ان تتخذ خطوات أخرى، اكثر خطورة وايلاما. فهل سترغب الإدارة الأميركية في أن تستخدم اتفاقا محتملا مع السعودية كي “تنقذ إسرائيل من نفسها”؟ هل تستطيع، واساسا ترغب، في أن تفعل ذلك؟

المفتاح يوجد بقدر كبير في واشنطن. استمرار الصراع الديمقراطي في إسرائيل حيوي اكثر من أي وقت لأجل عكس تصميم المجتمع الإسرائيلي على الدفاع عن نفسه.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى