ترجمات عبرية

معاريف: أنصتوا جيداً لرسائل الإدارة الأميركية

معاريف 2023-02-03، بقلم: شاي هار تسفي*: أنصتوا جيداً لرسائل الإدارة الأميركية

تعكس أقوال وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكن، في زيارته إلى إسرائيل، والتي جاء فيها أن «التوصل إلى توافقات حول الاقتراحات الجديدة هو الطريق الأكثر نجاعة لضمان إقرارها»، القلق المتزايد للإدارة من السياسة التي تعمل عليها الحكومة الجديدة في الساحة الداخلية وفي سلوكها تجاه الفلسطينيين. منذ تشكيل الحكومة تنقل الإدارة الأميركية رسائل علنية ومن خلف الكواليس بأنها تتوقع أن تعمل الحكومة بحيث تحافظ على القيم الديمقراطية المشتركة بين الدولتين، وتمتنع عن تنفيذ خطوات من طرف واحد حيال الفلسطينيين، وتغيير الواضع الراهن في الحرم ما من شأنه أن يؤدي إلى إشعال عنف واسع في المنطقة.

يمكن أن نضيف إلى ذلك سلسلة تصريحات لمشرعين أميركيين ومحافل في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، إلى جانب مقالات نشرت في وسائل الإعلام الأميركية، أعربوا فيها عن قلق عميق من الخطوات التي تعمل الحكومة على تحقيقها والتي من شأنها أن تمس بالطابع الديمقراطي لدولة إسرائيل. تجسد هذه الأمور الأهمية الكبيرة التي توليها إدارة بايدن وأجزاء واسعة من الجمهور الأميركي للحفاظ على القيم الديمقراطية والليبرالية.

أثبت الرئيس بايدن منذ تسلمه مهام منصبه، وعمليا على مدى مناصبه طوال عشرات السنين في الإدارة، أنه ملتزم بأمن دولة إسرائيل. تبدي الإدارة بقيادته تفهما تجاه السياسة التي تتخذها إسرائيل في سلسلة من المسائل، حتى وان كانت لا تنسجم وتوقعاته، مثلا في كل ما يتعلق بالدعم لأوكرانيا. في ضوء هذا، فان على الحكومة الجديدة أن تولي أهمية كبيرة للرسائل التي تطلق من جانب الإدارة والامتناع عن وضع الرئيس أمام الاختبار.

إن تجاهل التحذيرات الأميركية، والأخطر من ذلك محاولات نقل الإحساس بأن «كل شيء تحت السيطرة ولا يوجد ما يدعو إلى القلق»، من شأنها أن تؤدي إلى ردود فعل مضادة حادة من جانبها. من شأن هذا أن يجد تعبيره في قضم تدريجي وتآكل في الدعم الواسع من الإدارة للمواقف الإسرائيلية وفي سيناريو متشدد لاستعداد جزئي من جانبها للاستجابة إلى الطلبات الإسرائيلية.

وضع رئيس الوزراء نتنياهو المعالجة للتهديد المتزايد من جانب إيران وصد المشروع النووي إلى جانب توسيع اتفاقات إبراهيم وضم السعودية إلى دول التطبيع، في رأس جدول أولويات السياسة الخارجية لحكومته الجديدة. شرط ضروري لتحقيق هذه الأهداف هو التعاون العميق من جانب الولايات المتحدة.

إن السياسة الإسرائيلية تجاه الإدارة يجب أولا وقبل كل شيء أن تقوم على أساس الفهم بأنه لا يوجد بديل للحلف الاستراتيجي والقيمي مع الولايات المتحدة. فالعلاقات الخاصة مع الإدارة حيوية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة إسرائيل. على حكومة إسرائيل أن تستغل الوقت الحالي الذي تسعى فيه الإدارة لتنسق التوقعات، وأن تدفع قدما بالتعاون في سلسلة مسائل إقليمية ودولية لأجل تصميم منظومة العلاقات بحيث تكون مبنية على ثقة متبادلة ومصالح مشتركة. وذلك بخاصة على خلفية رواسب الماضي بين رئيس الوزراء والمؤسسة الديمقراطية.

فضلا عن هذا، في ضوء حقيقة أن السنتين القريبتين ستشددان الانقسام في المجتمع الأميركي قبيل الانتخابات للرئاسة، وبهدف الحفاظ على الدعم من الحزبين على الحكومة أن تبدي الحذر، فلا تنجر إلى الدوامة الداخلية وتمتنع عن إعراب التأييد لهذا الموقف أو ذاك و/أو هذا المرشح أو ذاك. إلى جانب ذلك على الحكومة أن تعثر على السبل لإجراء حوار بناء مع التيارات المختلفة في الحزب الديمقراطي، وبخاصة مع أبناء الجيل الشاب، في ضوء التآكل الذي طرأ في السنوات الأخيرة في موقفهم من إسرائيل وفي مدى دعمهم لها.

 

*باحث كبير في معهد السياسة والإستراتيجدية IPS، جامعة رايخمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى