معاريف: أثبت غالانت للبيت الأبيض أن هناك من يمكن الوثوق به في الحكومة الإسرائيلية

معاريف 6-9-2023، بقلم شلومو شامير: أثبت غالانت للبيت الأبيض أن هناك من يمكن الوثوق به في الحكومة الإسرائيلية

لا حاجة لانتظار التأكد إذا كان للمحادثات والمداولات التي أجراها وزير الدفاع يوآف غالانت عند وجوده في نيويورك مع مسؤولين أمريكيين كبار نتائج عملية، وإذا كانت إسرائيل ستخرج رابحة. فزيارة غالنت إلى نيويورك كانت ناجحة. مجرد وجودها يعتبر إنجازاً لإسرائيل. خسارة أن الوزير لم يفكر مسبقاً في ضم ناطق أو ناطقة يمكنهما أن يحرصا على أن تلقى سلسلة اللقاءات التي أجراها مع الأمين العام للأمم المتحدة ومع كبار المسؤولين الأمريكيين صدى إعلامياً مناسباً.

لقد كان لزيارة غالانت الناجحة رسالة في أنها لم تحظ بالنشر الذي كان مناسباً ومرغوباً فيه؛ فقد اكتشف الأمريكيون أن حكومة إسرائيل فيها من يمكن الحديث معه، وأن فيها وزيراً جدياً متفكراً ومهماً قبل كل شيء، وذا ماض غني، ومعرفة وتجربة في المنصب الذي يتولاه. محلل قديم ومقدر في واشنطن قال في حديث لغير الاقتباس: بربارا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، وبيرت ماكغورك مبعوث الإدارة الأمريكية إلى المنطقة، استمتعا جداً باللقاءات والمحادثات التي أجرياها مع وزير الدفاع الإسرائيلي. فقد استمدا راحة من حقيقة أن محادثهما، غالنت، كان النقيض التام لصورة الوزراء في حكومة نتنياهو. فهو لم يغضب، لم يشتم، لم يوبخ. وهما؛ ليف وماكغورك، استمتعا بكل لحظة قضاياها مع غالانت.

كما أن دبلوماسيين في هيئة الأمم المتحدة في نيويورك رووا بأن الأمين العام أنطونيو غوتيريش أحب اللقاء مع وزير الدفاع. من ردود فعل دبلوماسيين ومحللين في نيويورك وواشنطن، يتبين أن المحادثات مع غالانت في نيويورك أثبتت لمحادثيه بأن حكومة إسرائيل التي لا يحبونها ويخشونها ويتأذون من تصريحات مهينة لوزرائها تجاه الرئيس بايدن تم وزيراً كبيراً يتصرف بحكمة كسياسي مسؤول ويبدي خبرات في المجال الذي يتولى المسؤولية عنه.

وحسب محللين في واشنطن، من مضمون الأمور التي طرحها وزير الدفاع في محادثاته في نيويورك في مواضيع مثل ضمان التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، ومسألة تقدم العلاقات بين إسرائيل والسعودية وبخاصة مسألة النووي السعودي، تبين بأن جهاز الأمن في إسرائيل أصبح مشاركاً أكثر في مجالات كانت حتى الآن حصرية لمسؤولين كبار في دائرة رئيس الوزراء نتنياهو الداخلية.

بحث غالانت مع الأمريكيين في مواضيع استراتيجية، هذا بينما عاد وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر بيدين فارغتين من كل طلعة سرية إلى واشنطن أجراها في الأشهر الأخيرة. كما أن لقاء ديرمر مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لم يعط أي نتيجة عملية. كما أن ديرمر لم ينجح في جهوده لنيل تاريخ وموعد للقاء رسمي بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء نتنياهو.

المحادثات التي أجراها غالانت في نيويورك، وضعت الأساسات لمواصلة المداولات والاتصالات والمشاورات بين أمريكا وإسرائيل في مواضيع استراتيجية جوهرية وحرجة لإسرائيل. السؤال هو: إذا كان نتنياهو سيسمح لغالانت ولزملائه الكبار في جهاز الأمن مواصلة حضور نشط ومشاركة رائدة في هذه المواضيع؟