أقلام وأراء

مصطفى ابراهيم يكتب – عن ما يجري في القدس وفلسطين

مصطفى ابراهيم *- 23/4/2021

من نكد الدهر أن نضطر إلى الاختيار بين أن ننتظر الرد الاسرائيلي على طلب السلطة الفلسطينية الموافقة علىاجراء الانتخابات في القدس، وبين انتظار الرد من القيادة والفصائل على جرائم العصابات اليهودية اليمينيةالفاشية ضد المقدسيين اللذين يخوضون معركة الرد والدفاع عن أنفسهم ومدينتهم.

في وقت غابت القضية المركزية عن جدول اعمال وصدارة الاولويات العربية والدولية، ولا تزال الفصائل تناقشوتبحث على صيغة لاجراء الانتخابات أو تأجيلها وفشلت ان تجلس تحت سقف القضية الوطنية.

القدس تتصدى كعادتها قطعان المستوطنين الفاشيين وحيدة، ولم نسمع من الفصائل حتى الان الا الشعاراتوالقول ان القدس خط أحمر، هي القدس دوما بوابة المقاومة والتصدي للاحتلال وعصابات المستوطنين.

ويحاول الاعلام الاسرائيلي وصف ما يجري في القدس من ارهاب منظم وهجمات ضد المقدسيين من قبل عصابةلهافا بـ”الطوشة بين يهود وعرب” وهي من تقوم بملاحقة العمال العرب في القدس وضربهم والتنكيل بهم، والادعاءان ما يجري في القدس من احداث محلية، عصبية في شهر رمضان واستيقاظ نشطاء يمين يهود. بسبب تأثير الشبكات الاجتماعية، وأن رجال يمين متطرفين ساهموا في التطرف والمطالبة بالثأر ردا على عنف شبابفلسطينيون بتصوير انفسهم وهم يهاجمون يهود، على الاغلب اصوليين أو متدينين، في شوارع القدس.

ويصف الصحافي الاسرائيلي في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل ما يجري في القدس بالقول: “ان ما ساعد فيدائرة الهجمات وعمليات الثأر توتر معين متعلق بشهر رمضان. الاعصاب في شرقي المدينة متوترة حول قرارالشرطة في القدس في منع تجمعات في ساحة باب العامود، لاسباب أمنية، وان اغلاق الدرج اعتبر في شرقيالقدس رمز للاهانة من قبل إسرائيل من خلال المس بتقاليد شهر رمضان”.

ويضيف كالعادة، ايضا صراعات الحرم تصب الزيت على النار. ففي الاسبوع الماضي قامت الشرطة بقطع كوابلمكبرات الصوت في المسجد الاقصى كي لا يزعج صوت الآذان الاحتفال بيوم الذكرى في حائط “المبكى”.

ما يجري في القدس ليس بمعزل عن ما تقوم به دولة الاحتلال وموسساتها الامنية والمدنية وهي في قلب التحريضعلى الفلسطينيين في النقب ويافا وام الفحم واللد، والصفة الغربية ومصادرة الاراضي والضم الزاحف وحرقالبشر واشجار الزيتونة، وما يجري في غزة وحصارها وتجويع شعبها.

ويظهر غطرسة وعنجهية وسطوة دولة الاستعمار الاستيطاني العنصري، وكل ما يجري هو في سياق بين عنصريةالدولة ومؤسسة للجيش والشرطة والقضاء، وعنصرية وفاشية المستوطنين وعصابات “تدفيع الثمن، وشبيبة التلالولهافا” وغيرهم من العنصريين الفاشيين، لترهيب شعبنا في جميع اماكن تواجده على ارضه..

الفلسطينيون يضيعون الفرصة تلو الأخرى لتوحيد صفوفهم، وباستطاعتهم ان يستثمروا الفرص المهدرة والتحركبسرعة لتوحيد صفوفهم وكلمتهم، ومواجهة ذاتهم، وكذلك مواجهة الفاشية الصهيونية والجنون اليميني المنفلتوبدعم من المؤسسات الرسمية. وتزييف الاعلام الاسرائيلي ما يجري من ارهاب يهودي في القدس ووصف دفاعالمقدسيين عن انفسهم “بالارهاب”. بامكانهم مواجهة ذلك في القدس وتحويل الفرص المهدرة إلى فرصة كبيرةتعيد بريق قضيتهم وتضعها بل تفرضها على الدول العربية والاقليم و على كل الساحات الدولية، وتسجل نقاطتضاف للحق الفلسطيني وللرواية والسردية الفلسطينية العادلة وتلحق الهزيمة بحكومة الاحتلال وروايته المشكوكفيها اصلا، وافشال المحاولات لفرض لرواية الاحتلال ودول التحالف التطبيعي.

* باحث وكاتب فلسطيني مقيم في غزة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى